١
مَقْعدان جِلديَّان أمام الحائِط الزُّجاجِيّ قُبالةَ الحديقة
لوْ في وِسْعهما التَّلفُّظ ، لما نطَقا بحَرْف
تَنْحدر منهما خطوطُ الحياة المُركَّزة جراحُها وتنْتصب
واقفةً
تَتنفَّس ، وإذا ما أصدرتْ صوتاً ، يبْتلِعُه
جلْدُها الثلجيُّ
أو الرِّيحيُّ حين تنْحني كي تنْجو
خلال النَّهار
مِن إصابتِهما اخضِراراً في الحديقة يَنظُر عبْر الزُّجاج
٢
البابُ الأماميُّ والتَّجاعيد المَنْسوجةُ على الصُّخور ، رأيْتُها
في عينيْكَ
وأنتَ تجتازُ الممرَّ المُتعرِّج للظِّلّ
في نهارٍ كهذا السَّبت . وتَنْغرزُ عميقاً .
في لُبّ شفتيْكَ ، رأيْتُ إبَر الوُريْقات مكسورةً ورأيْتُك تطْرَح فروعَها
على وقع التَّنفُّس
في قاع المسامِّ
عندما تُمرِّرُ يدك
على هواء حديقتي والفوانِيس والأخْشاب
أخشاب بيْت الكلب ، وحبْلِ الغسيل المُتدلِّي بجواره ،وكان لميَلان درّاجتي الهوائيَّة
في المطر المُسنَّن ، يومَها
ارتعِاشٌ كالنُّجومِ عائدةً
مِن مرْكز جِراحِها وأنتَ تدلفُ ، تدلفُ
بضوْء
مُوَقَّعٍ باليد ، وتنمُو هكذا، لجِلْدي ،
خياشِيمُ
٣
للكلامِ شيءٌ من مُشاهدة الغُيوم تَتغيَّر
شيءٌ مِن الرِّيح
مِن نبِيذ الصَّيْف الّذي ظلَّ مُعرَّشاً في كل مكان
في ذلك الرِّواق
وأنتَ تأْتي
ومايزال زوْجيْ الأحذية هناك مُبعثِريْن ما لا أجِدُهُ
ويُشبه هذا ، التَّمسُّكَ بالنسْغ دون معرفةٍ بأنّ العيْش
في الحُبِّ
لا سبيل إلى موعِدِه . أنَّ العيْش في الحُبِّ
يشْبه الطريقةَ التي يَغرَق بها
هذا الجسدُ ،
الطريقةَ التي يَغرَق بها هذا الجسدُ ،
على مَقاعد البُدَلاَء .
تعليقات
إرسال تعليق