القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث الموضوعات [LastPost]

نونُ العشق باءُ العاشق (وأنا النقطة تحت الباء) / عبد الوهاب الشيخ

 

نونُ العشق باءُ العاشق
(وأنا النقطة تحت الباء)

عبد الوهاب الشيخ





نون العشق

 
يا نونَ العشق
اتَّسعي لي
وخذيني .
بين ذراعيّ عشقِك
ضمِّيني .
أنتِ لنا سرٌ
وأنا سرُّك
فأسرِّي سرَّك
في الكاف الكافيةِ
وحرفِ النونِ المكنونِ .
وبسِرِّ السرِّ
أمدِّيني .
خلِّيني أبصر سرَّكِ
يفنيني
يحييني
يبقيني .
بالله
ولله
وفي الله
يقيني .

 

انزِلْ ساحتَنا
 
لا تَعْبُرنا كالنورِ العابرِ واهبِطْ في ساحتِنا وأقِمْ فينا كي نبصرَكَ بنورِكَ هَبْنا أن نتأملَ طلعتَكَ ونأملَ فيها هَبْنا من عينِك إرخاءَ الجَفْنِ على المُقْلةِ هَبْنا أنوارَ المُقْلةِ وحديثَ المُقْلَةِ باللَحْظِ إلى اللَحْظِ انزِلْ ساحتَنا يا قاضي الحسن واحكُمْ فينا إن شئتَ بما شئت ولا توجَلْ مادمتَ ستحملُنا فوق جناحِ اللُطفِ إلى النورِ الأسمَى مادمتَ ستدخلُنا الجنَّةَ في الجنَّةِ وستدخلُنا الجنَّةَ في النارِ اهبِطْ وانصُبْ خيمتَكَ بساحتِنا
لا تَثْريبَ عليك ..



بلد المحبوب
 
مَنْ يحملني لبلادٍ غيرِ بلادي مَنْ يُدخلني فردوسَ الأعيادِ مَنْ يصحبُ روحي لجمالِ كمالِ النورِ فأفنَى في النورِ ويهبُ لروحي قمَرًا لا يأفلُ مَنْ ينقذُ روحي روحي تطلبُ نورَ الحقِّ وتطلبُ حقَّ النور وروحي تهجرُني للنورِ وللحقِّ فمَنْ يُلْحِقُني بالحقِّ وبالروحِ وبالنورِ ويرحمُ شوقي لبلادٍ غيرِ بلادي وأنا وطني الصبحُ وأرضي خلف تلالِ الوردِ وخلفَ السهل القمريِّ حقولٌ من نورٍ خمرتُها عشقٌ خُضْرتُها عشقٌ والماءُ الجاري في خضرتِها عشقٌ رُدُّوني لحقيقةِ ما بي ودعوني أسكن في أرضي عند ورودِ التلِّ دعوني أكشف عن وَجدي وأعلِّق في خاصرةِ الوقتِ غيابي بين الزهرة والعطرِ وأنفخ من روحي في روح الكلماتِ تصيرُ الكلماتُ طيورًا وتحلِّقُ في الأفق بعيدًا صوبَ بلادِ المحبوبِ
بلادُ المحبوب بلادي ..



سلطانُ العشق
 
أنا سلطانُ العشق بلا عرشٍ أو خيلٍ أو خيلاء حبيبي تاجي والحقُّ رتاجي وبلاطي أرضُ الله الواسعةُ عليها أحيا عبدًا مملوكًا لحبيبي إن شاءَ أنارَ فؤادي أو شاءَ أموتُ بشوقي في قيدِ محبَّتِهِ لا أبرحُ حتى يقبلَني أو أهلكَ دونَه ..


 

لا أملكُ إلا عشقَك
 
لا أملكُ إلا أن أعشقَكَ ولا أعرفُ إلا أن أعشقَكَ بلغتَ من الحُسْنِ الغايةَ فقتَ حسانَ الأرضِ وفقتَ الحورَ اندبني كي أحرسَ بستانَكَ واجعلني منك قريبًا يا مَنْ أنتَ ضياءُ العالمِ جُدْ من حُسْنِكَ وتصدَّقْ في السرِّ وفي الجَهْرِ انقطع رجائي في غيركَ فعقَلْتُ بعيري في ساحةِ نورِكَ وأنَخْتُ الرَكْب ..

 

أدِرْ كأسَ لحاظِكَ فينا

 
لا تَوْجلْ لا تجفَلْ أقبِلْ وتقبَّلْ بين البَيْن فضاءٌ من كلماتِ العِشْق ومن أنوارِ العِشْق سلامٌ من قلبي لفؤادِكَ وسلامٌ من قلبِكَ لفؤادي موصولٌ عشقي موصولٌ عشقُك يا قمريَّ الوَجْهِ أدِرْ كأسَ لحاظِكَ فينا واقصدنا بسهامِكَ واقتُلْنَا نحيَ كيف يموتُ العاشقُ من سَهْمِ المعشوقِ وروحُ العاشقِ في المعشوقِ تسبِّحُ روحُ العاشقِ غابَتْ في المعشوقِ فلم يبقَ ما يُقْتَلُ منه فأدِرْ كأسَ لحاظِكَ كي نَحْيَا بالنَظَرِ إلى عينَيْكَ ونبقى بمُطَالعةِ جمالكَ أَقْبِلْ يا قمريَّ الوَجْهِ وخُذْ منَّا القلبَ بلا سَهْمٍ خُذْ منَّا الروحَ بلا سَهْمٍ خُذْ منَّا العينَ بلا سَهْمٍ
واسحَرْنا بالألحَاظ ..


 

أُوِبي مِنْكِ إليه ..
 
لا تقفي بين البَيْنِ أجيبي العاشقَ بالعشق وأوبي من غُرْبتِكِ إليه وبُلِّي غربَتَهُ من مائِكِ روِّيهِ
ودعي صُبْحك يشْغَله عن صُبْحكِ ودعي نورَكِ يقتله فيُحييهِ
خُذِيه إلى ما قرَّ بقلبِك من عشقٍ وخُذِيه إلى ما قرَّ بقلبِك من تيهِ
ودعيه يبلِّل غربتَهُ من مائِكِ وسمائِكِ غُرِّيهِ
وأغريهِ
وأغويهِ
وإن شئتِ أعيدي قصَّةَ يوسفَ قُدِّي عنه الثوبَ وشُدِّيهِ
وأهديهِ غرامَكِ وبسجن غرامِكِ حُطِّيهِ
هو المتنبِّئُ في السجن سيَحْيَا بالعشقِ ويحيا بالصدقِ ويُدْعَى الصدِّيقُ أعيدي للصدِّيق قميصَ العشق ورُدِّيهِ
لا تقفي بين البَيْن وقلبُكِ يثقلُهُ ما فيهِ
قلبُكِ يقتلُهُ ما فيهِ ..
فلبِّيهِ ..



تعليقات