مختارات من شعر فريدريكه مايروكر
(1924 ـــــــ )
ترجمة / عبد الوهاب الشيخ
وجه مطمور
ماذا سيحدث لو
أنني
ربما بدلاً من
قراءةِ الكتب الآن
أمكنني فحسب أن
أربِّت على كعوبِها في مكتبتي
مرتدّةً
بذاكرتي
إلى حال طفولتي
عندما كنت لا أزال
غيرَ قادرة على
القراءة ومن ثم أُميّة
وكان على أمي
أن تقرأ لي بصوتٍ مرتفع
أو أيّ شخصٍ
آخر
إذن لو أنني
صُيِّرتُ
إلى حالٍ لا
أعودُ معها
قادرةً على
القراءة
إذن هل يكون
عليّ مرةً أخرى أن أستسلمَ
لقراءةِ
الآخرين الذين لا أعرف من سيكونون
هذه المرة
وأعود أميّةً
من جديد
أمي
عندما حيَّتني
وأنا قادمة عليها
أمي بكلماتِها
الحنونة
عندما تحدثتُ
بالهاتف لأقول إنني لا يمكنني المجيء
أمي بوجهها
المُعْرِض
عندما أرادت أن
تواصلَ الحديث لكنها لم تُفلحْ
أمي بعينيها
المغلقتين
عندما حضرتُ
لأضمَّها بين ذراعيّ للمرة الأخيرة
ليل ضائع
إلى لا أحد
صباحٌ تشرينيٌّ
في النافذة
وعلى الجانب
المقابل المَناورُ الخضراء على أسطح البيوت
غالباً ما تكون
ساقُ نبات هي الطريق
سمندرٌ آدميّ بأعينٍ زجاجية من الجيلاتين
الفراشةُ التي
في بياتٍ شتوي تحت المدفأة
لم تدب فيها الحياةُ
بعد
يخشخش ورقُ
لَفّ الخبز ـ
وفي مكان ما
خلف الستائرِ القاتمة
يقفون جماعاتٍ
ويبتسمون في شماتة دونما شفقة
ينتظرون هزيمتي
النهائية
وأن أتمدَّدَ
مستلقيةً على الأرضية
ثم يقفزون فوقي
فوق بطني ويدوسونني
بأرجلهم
فيما أتساءل
مندهشة ـ
أنا الآن في حالة
مِزاجية سيئة
أو رمالاً من
حممٍ بركانية عمرها 200 عام
لا أبتهجُ
بالزهور على بابي
بباقاتِ
الأزهار عندما يزورني أحدهم ـ
لقد فقدتْ مثلُ
هذه الرموز بالنسبة لي
معناها ,
وأصبحت مجرّدَ لفتاتٍ مزعجة وخاوية .
لا تحاولْ أن
تعرف أين وكيف أحسُّ , فحسب ,
أن ذلك البيانو
القديم ماركة "بوني" هو شهابي ومعي يبكي .
حُمْرَةُ الطماطم الثابتة مجعَّدة /
متأجِّجة : قلبٌ متأجِّج
حُمْرة الخدود
فوق الخِوان حُمْرة فوطةِ الطعام
مثل كرةٍ صغيرة
وخدٍّ صغير مكوّر / أيضاً لون التريتون
مغضَّن بنعومة
مجعَّد برِقَّة : ليس =
موسمَ البراعم
... مع الحُمْرة الأصلية صُفْرة
المطبخ
مُتَدَاخِلة :
شَعْرُ اليوسفي الأكرت ، و
زُرْقةُ
الطيران وخُضْرَةُ الزنبق العالمُ العجيب .
مذبح العائلة :
هيرونيموس بوش
إبْرَةٌ سوداء
: قصاصاتُ شَعر فوق بَرْوة الصابون
على أرضيّة
المطبخ توتٌ مهروس
في صندوق
الخِيَاطة ملابسٌ مرقَّعة تفوحُ برائحةِ دخان التبغ ,
الجواربُ
المنتفخة من أَثَر البلل : ثمرةُ كمثرى فاسدة
أُهْدِيَتْ منذ
أسبوعٍ للخيّاطة ـ
هاهي من جديد
نجومُ يوليو , أقول , الظلالُ
البنفسجية
المربَّعة على واجهة المنزلِ المقابل ,
مكروهٌ إجمالاً
ما يُدْعَى موسيقى من قِبَل إحدى النوافذِ المفتوحة
هذا الحرُّ
ميتافيزيقي , تقول صديقة ثم تُعيرُ
الصباحَ المُشْرقَ
صوتَها الدخانيّ ...
إلى كاثرين بيشلر
قد يعجبك ايضا
تعليقات
إرسال تعليق