على قلق/ مروى بديدة


على قلق
(مروى بديدة)


على قلق
أجلس و أسير 
لا أبحث عن إستراحات سريعة 
و ثمة حنان غامض لم يعد يعنيني 
و خيول بنية بأجنحة مقصفة 
ركضت سريعا أمام عيني 
لا أدري أين قفزت، في الجرف أم في النهر 
لكنني رأيت جراحا على جلودها 
كانت عطشى و صامتة 
لم يكن ثمة صهيل 
و حتى نغم الشناشيل لم يكن...
فعرفت أن روحي مسلوبة 
و كان لا بد من القلق 
إذ تشب النيران و لا حاجة لي بالعشب الأصفر 
لا حاجة لي بأعواد القصب 
مذ هبت رياح في الغروب 
و أنا وحدي ...كان لا بد من إشتعال و دفء 
بانت لي وجوه في اللهيب 
أما الذين يحبونني فكم رافقوني 
لكنني ضللت الطريق 
و حين بحثوا عني لإنقاذي 
أضعت تصاوريهم و لم أعد أذكر حضورهم بوضوح
تمكنت من الذي كان مستحيلا 
حين ارتعشت أصابعي 
و شعرت بالتعب مرات عديدة 
عرفت انني تجاوزت البرد و الخيبات 
وحتى تلك الأزمات تجاوزتها 
و أستعد لأخرى جديدة 
بإمكاني أيضا أن أكشف عن الصدأ الذي في مفاصلي 
و تحت نور القمر أضطجع و أغني 
ألمع و تأخذني غفوة طويلة 
كانت ألواني براقة و روادتني يقظة كما السينما 
كلما غبت أعيد المشاهد 
رأيت القطارات تمر و لا تجيء
رأيت أهلي ببدلات الأعياد في مسرة
و حتى نكبة الأعداء رأيتها 
أصبت بهلع أمام الشاشات الضخمة التي في دمي
و قلت انها قوة السينما 
كانت كذبات مثيرة 
ضحكت دون أن اكشف عن أسناني 
ضحكت بتهذيب و روعة 
كان مشهد البكاء أحمر 
و على الشفاه أزرار التحكم معطلة

تعليقات