شعر عربي حديث الرائي / فارس خضر عبد الوهاب الشيخ اخر تحديث : الـــرائي ..(فارس خضر) "لا أريد أن أُطْـفِئَ شمعتَك فقط كيلا أتركك وحدك "في الظلام لم يَلتفِتُوا إلى وُجُودِي رأيتُهُمْ يَـجْهَشُـونَ بالبكاءِ؛ يُغَطُّـونَهُ بِصُحُفٍ مُتَجَهِّمَـةٍ ثم يُعَلِّقُـونَهُ على أعمدةِ الإنارةِ. رَقَّ صوتُـهُمْ فجأةً رأسُ عاشقةٍ مالَ بِضْعَةَ سنتيمتراتٍ على كتفٍ مُثَبَّتٍة على الْـمـقصلة. مَشَـوْا خِفَافًا لم تَتَـأَوَّهِ الأرصفةُ مِنْ وَقْـعِ نِعَـالِـهِمْ. رَقَصُوا في الحدائقِ والباصاتِ. مَصْمَصُوا أطرافَ أصابِعِهِمْ بعدَ أن دَفَنُـوا جُوعَهُمُ القديمَ جِوَارَ البوفيهِ المفتوح. لا يُهِمُّ لو كانَتِ السكاكينُ والملاعقُ امتعضتْ لِلَحْظةٍ ولَـوَتْ نِصَالَـهَا لِلْخَـلْف. حَلَمُوا بأطفالٍ يَـحْضِنُونَـهُمْ في الليلِ. ومزهريَّةٍ بوردتَـيْنِ تَسَـعُ البهجةَ كُلَّها. أصغَيْتُ لِصَمْتِهِمُ العميقِ وهُمْ يُـثَرْثِـرُونَ كببغاوات. وحَزِنْتُ لِلتُّرابِ الْـمُـتَـرَاكِمِ على أَحْذِيَتِـهِمْ لِلثُّـقُوبِ الْـمُـوجِعَـةِ كوَخزاتٍ على ملابسِهِمُ الداخلية. للشبقِ الْـمُـنْـكَمِشِ تحتَ التَّعَفُّفِ.. لِلضّحكةِ المجلجلةِ المختصَرةِ في ابتسامةٍ صفراءَ.. أحبَبْتُهُمْ وكنتُ طَيِّـبًا لدرجةِ أنَّ أحدًا منهم لن يَذْكُرَني مطلقا. تعديل المقال الأقسام شعر عربي حديث مقالات قد تهمك تعليقات