راهن الشعر السوري وأناشيد الحب والحرب
(مختارات إعداد وتقديم / عبد الوهاب الشيخ)
كل أنطولوجيا غير دقيقة وغير شاملة ولا تمثل غالبًا سوى
ذوق من قام بإعدادها . فليس بالإمكان الإحاطة بالمشهد الشعري السوري في الفترة
الحالية ؛ لراهن الحرب واتساع رقعة المواهب الشعرية ، وهل تغني حفنة من النجوم عن
مشهد السماء ليلاً.. !؟
في الشعر النقلة روحية في الأساس بعدها يأتي الشكل .
التحول من شكل لآخر مسايرة لموضة شعرية غالبًا ما ينتهي
بالشاعر إلى مجرد صدى لروح غير روحه وقلب غير قلبه . فهل أحدثت ظروف الحرب والهجرة
تلك النقلة المطلوبة لكتابة جديدة تعتمد قصيدة النثر كشكل شعري يمكنه التعبير عن
معاناة وأحلام وآلام السوريين داخل الوطن وخارجه !؟
يقول الشاعر
صالح دياب : " لقد
تغيرت ذائقتي الشعرية وتغيرت معها وجهة نظري إلى ما يكتب الآن من شعر عربي، وعالمي
. أصبحت أميل إلى الشعراء الذين يسردون أو يضمنون شيئا من حياتهم في القصيدة.
باعتقادي أن الحياة الشخصية هي متن كل إبداع. كلما ابتعد وقطع الكاتب عنها وذهب
نحو الصنعة المحضة، دفع بنصه نحو الحائط."
هكذا صارت القصيدة أقرب إلى لحم الشاعر ودمه ،عنايتها بالتفاصيل عناية بالحياة ذاتها التي تورق مجددًا عبر الذاكرة ، حيث تصير القصيدة وطنا بديلاً مثلما تُلمح الشاعرة دلشان آنقلي في قصيدتها:
هكذا صارت القصيدة أقرب إلى لحم الشاعر ودمه ،عنايتها بالتفاصيل عناية بالحياة ذاتها التي تورق مجددًا عبر الذاكرة ، حيث تصير القصيدة وطنا بديلاً مثلما تُلمح الشاعرة دلشان آنقلي في قصيدتها:
" كي أجد الحنين في زاوية مهملة
كي أجد النبيذ في كأس ماءٍ من هناك
كي أجد هناك ………..
هنا "
وحده الحب قادر أن يصنع هذا ، فبرغم قذائف الدبابات والبراميل
المتفجرة في الداخل السوري وبرغم غربة الروح والبدن في مدن الشتات ستبقى مشاهد
الحب تتخلل وقائع الحرب في كتابة الشاعرات على وجه الخصوص ، كما نجد في أشعار بشرى
البشوات ووداد نبي التي ترى أن الشعر لن يستطيع أن ينقذ مدنها وعوالمها من بشاعة
الحرب لكنه الأمل الوحيد في خروجها من تلك الكارثة بأقل قدر من التشوهات.
هكذا اتجه الجيل الجديد إلى الكتابة دون أن يكون مثقلاً بتصورات
سابقة عنها ، بدافع التعبير عن نفسه في الأساس ودون أن تحده التنظيرات النقدية بشأن
قصيدة النثر أو يسعى لمطابقتها . في الوقت الذي
فتحت فيه مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك أمام هذا الجيل نافذة للنشر
على جمهور عريض سريع التجاوب ، وحررته من وسائل الرقابة فأطلقت لقصيدته العنان وقد
صار السرد عمادها . فيما أصبحت كتابات الأجيال الأسبق كحسين بن حمزة ، ونوري
الجراح ، ومروان علي أكثر انحيازًا لما هو حسي وإنساني ولغتها أقرب للمتداول ، وترسخ معجم الحرب في نصوصهم المكتوبة ما بعد
المأساة ، ووسَّعت قصيدة النثر جلدها في محاولة لتصوير ما يجري وقائع ، وكم هو عسير
ذلك !
لقد كانت فرصة شعراء الشتات أكبر في كتابة نصوص أكثر ميلاً لتأمل
ما يحدث وإبراز ما هو إنساني جمعي دون السقوط في نثرية الشخصي أو محاولة استعادة
الوطن عبر الذاكرة، ودون نبرة خطابية تشوب من يحاولون إدانة الحرب بصورة مباشرة
وأقل فنية. لكنهم أمام شعور البعض بلاجدوى الكتابة في مواجهة مأساة بهذا الحجم ، وعبثية
دور الشاعر كشاهد على المقتلة جنحوا أكثر للتعبير عن ذواتهم وحاجتهم للتواصل
الإنساني الذي يتجلى أكثر ما يتجلى في الحب ، نقيض الحرب والقيمة الوحيدة القادرة
على تخفيف آلامها . يقول زياد قطريب :
" أنا في الطريق
لا باصات قادرة أن تقل
هذه الجثث!.
أنا وحيد قرن،
برأسٍ مقطوعٍ أجري في
حقول السافانا
أعبر الآن شارع بغداد
كالغريب
وبينما الجنود يدققون
البطاقات الشخصية والدفاتر
وينبشون الجماجم بحثاً
عن مطلوبين
أخبّئ صندوقي الأسود
وأطبع على كتل
الكونكريت قلباً وحرفين يخترقهما سهم! "
النصوص
(1) لاجئون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1-
بسكاكين المطبخ التي حملناها بين أمتعتنا
قشّرنا حبات الفاكهة
التي قدمها لنا مُضيفونا في المنفى
وفي الأدراج القديمة للكامبات التي آوتنا
احتفظنا بها
مشحوذةً
ولامعة
كي ننكأ بها ندوبنا القديمة كلما يَبِستْ
التقطنا صور سيلفي عاجلة
بثياب لا تزال مرطّبة بالبحر الذي ابتلع أقرباء لنا
بدأنا نرطنُ بلغاتٍ جديدة
شيَّرنا على حساباتنا الفيسبوكية صورًا أخّاذة للطبيعة
متمرّغين على أعشابها كثيرانٍ سعيدة
ولكننا بالسكاكين ذاتها التي خبأناها
مشحوذةً
وناصعة
في الأدراج
رحنا نسدّد الطعنات لبعضنا البعض
كما كنا نفعل في مسقط الرأس
بسكاكين المطبخ التي حملناها بين أمتعتنا
قشّرنا حبات الفاكهة
التي قدمها لنا مُضيفونا في المنفى
وفي الأدراج القديمة للكامبات التي آوتنا
احتفظنا بها
مشحوذةً
ولامعة
كي ننكأ بها ندوبنا القديمة كلما يَبِستْ
التقطنا صور سيلفي عاجلة
بثياب لا تزال مرطّبة بالبحر الذي ابتلع أقرباء لنا
بدأنا نرطنُ بلغاتٍ جديدة
شيَّرنا على حساباتنا الفيسبوكية صورًا أخّاذة للطبيعة
متمرّغين على أعشابها كثيرانٍ سعيدة
ولكننا بالسكاكين ذاتها التي خبأناها
مشحوذةً
وناصعة
في الأدراج
رحنا نسدّد الطعنات لبعضنا البعض
كما كنا نفعل في مسقط الرأس
-2-
ليتنا بقينا لاجئين داخل أحلامنا القديمة
نتقدم بعيون معصوبة
كما لو أننا نطارد نجومًا منثورة أمامنا
أو كأننا نطرق أبوابًا غير مرئية
ليتنا لم نلوّث ثيابنا بوحل الغابات الأجنبية
ليتنا لم نجرجر حقائبنا المتورمة بالثياب والذكريات
ليتنا لم نرمِ ماضينا في البحر كي تخفّ حمولتنا في قوارب المهرّبين
ليتنا بقينا مكدَّسين في المعسكرات وصالات الرياضة ومدارس الصيف الفارغة
ليت الصحف ونشرات الأخبار لم تنشر صورنا التي لن ينتبه أحد أنها لا تضم من غرقوا منا
ليتنا لم نُجبر على مضغ لغات جديدة طعمها يشبه الطبخات التي كرهناها في طفولاتنا
ليتنا لم نترك كل شيء خلفنا
واستدرنا لنواجه
معًا وعلى حِدة
عزلاتنا الجديدة والشاقة
ليتنا بقينا لاجئين لدى أنفسنا
ليتنا بقينا لا هنا ولا هناك
نطارد كالعميان نجومًا منثورة أمامنا
أو نطرق أبوابًا غير مرئية
ليت ذكرياتنا الثقيلة أغرقتنا قبل أن نصل إلى الشواطئ
ليتنا بقينا عالقين
بين ما تركناه
وما ركضنا خلفه كالعدّائين الهُواة
ليتهم لم يفتحوا لنا الحدود
نتقدم بعيون معصوبة
كما لو أننا نطارد نجومًا منثورة أمامنا
أو كأننا نطرق أبوابًا غير مرئية
ليتنا لم نلوّث ثيابنا بوحل الغابات الأجنبية
ليتنا لم نجرجر حقائبنا المتورمة بالثياب والذكريات
ليتنا لم نرمِ ماضينا في البحر كي تخفّ حمولتنا في قوارب المهرّبين
ليتنا بقينا مكدَّسين في المعسكرات وصالات الرياضة ومدارس الصيف الفارغة
ليت الصحف ونشرات الأخبار لم تنشر صورنا التي لن ينتبه أحد أنها لا تضم من غرقوا منا
ليتنا لم نُجبر على مضغ لغات جديدة طعمها يشبه الطبخات التي كرهناها في طفولاتنا
ليتنا لم نترك كل شيء خلفنا
واستدرنا لنواجه
معًا وعلى حِدة
عزلاتنا الجديدة والشاقة
ليتنا بقينا لاجئين لدى أنفسنا
ليتنا بقينا لا هنا ولا هناك
نطارد كالعميان نجومًا منثورة أمامنا
أو نطرق أبوابًا غير مرئية
ليت ذكرياتنا الثقيلة أغرقتنا قبل أن نصل إلى الشواطئ
ليتنا بقينا عالقين
بين ما تركناه
وما ركضنا خلفه كالعدّائين الهُواة
ليتهم لم يفتحوا لنا الحدود
(2) لا أحد في الداخل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاري الألماني يعيش وحيدًا
ولكنّه كلّ يومين أو ثلاثة
يخرج من المنزل
يجول حولَه
أراقبه من النافذة
و هو يعاين الشارع والمدخل وسور الحديقة
يتأكّد من العنوان كشخص تلقّى دعوة
يتردّد قليلاً
قبل أن يجتاز الحديقة باتجاه المدخل
يفتح الباب
ليزور نفسه!
ولكنّه كلّ يومين أو ثلاثة
يخرج من المنزل
يجول حولَه
أراقبه من النافذة
و هو يعاين الشارع والمدخل وسور الحديقة
يتأكّد من العنوان كشخص تلقّى دعوة
يتردّد قليلاً
قبل أن يجتاز الحديقة باتجاه المدخل
يفتح الباب
ليزور نفسه!
(حسين بن
حمزة)
الأيامُ السَّبْعَةُ
للوَقْت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمُ مَنْ هذا الذي يجري في قصيدتكَ أيها الشاعر؟
عمياءُ قصيدتُك
وصوتُكَ أعمى
لكنَّ الهواءَ يُهَدْهِدُ السَّهلَ والعشبَ يهمسُ للقتيل.
القمحُ يتطاولُ
ليرى
ارتجافَ الهضبةِ.
عُنُقُ الحاصدِ جرحُ المحراثِ.. من خاصرةِ الفراتِ إلى مغارةِ الدَّمِ في كتف قاسيون.
المَرْكَباتُ تفحُّ، وتعبُرُ
المَرْكَباتُ تعوي
الجنازيرُ الضخمةُ تتركُ بصماتِها على إسفلتِ القرى،
المَرْكَباتُ العمياءُ تُرسِلُ الحِمَمَ إلى صورِ العائلة،
الأمهاتُ يُهرعن بالصِّبْيَةِ من حائطٍ إلى حائطٍ، ويخبِّئن العذراءَ في ركامِ الستائرِ
جدرانُ الطِّينِ تتهاوى وسنابلُ الصيفِ تَتَقَصَّفُ...
صيفٌ مضى وصيفٌ تهيأ،
وصيفٌ وسيمٌ بياقةٍ داميةٍ حَمَلَتْهُ إلى البيتِ رياحٌ عاتية.
عمياءُ قصيدتُك
وصوتُكَ أعمى
لكنَّ الهواءَ يُهَدْهِدُ السَّهلَ والعشبَ يهمسُ للقتيل.
القمحُ يتطاولُ
ليرى
ارتجافَ الهضبةِ.
عُنُقُ الحاصدِ جرحُ المحراثِ.. من خاصرةِ الفراتِ إلى مغارةِ الدَّمِ في كتف قاسيون.
المَرْكَباتُ تفحُّ، وتعبُرُ
المَرْكَباتُ تعوي
الجنازيرُ الضخمةُ تتركُ بصماتِها على إسفلتِ القرى،
المَرْكَباتُ العمياءُ تُرسِلُ الحِمَمَ إلى صورِ العائلة،
الأمهاتُ يُهرعن بالصِّبْيَةِ من حائطٍ إلى حائطٍ، ويخبِّئن العذراءَ في ركامِ الستائرِ
جدرانُ الطِّينِ تتهاوى وسنابلُ الصيفِ تَتَقَصَّفُ...
صيفٌ مضى وصيفٌ تهيأ،
وصيفٌ وسيمٌ بياقةٍ داميةٍ حَمَلَتْهُ إلى البيتِ رياحٌ عاتية.
السلكُ في يد المراهق
لم يَطُل
والجَدُّ المَقْنُوصُ
في عرضِ الطريقِ
يَنْتَفِضُ
لا مزيدَ منَ الشُّبانِ هنا،
ضرسُ الموتِ مَضَغَهم وتَفَلهم إلى ما وراءَ الهضبةِ.
والجَدُّ المَقْنُوصُ
في عرضِ الطريقِ
يَنْتَفِضُ
لا مزيدَ منَ الشُّبانِ هنا،
ضرسُ الموتِ مَضَغَهم وتَفَلهم إلى ما وراءَ الهضبةِ.
أنا لا أكتبُ قصيدةً لكنني أمزِّقُ يدي في الورق.
)نوري الجراح(
راكضا بإتجاه البحر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا مروان علي ولدت في القامشلي
وسأموت في أمستردام
قريبا من ساحة الدام
وحـدائــق الـتـولـيـب والريد لايتس
منتشياً برائحة الماريجوانا
تفوح من غرباء
يشبهونني تماماً
حملتني الحياة حملها الثقيل وكنت كمن يمشي على الماء أحيا وأفكر بالآخرين ناسياً نفسي
وحياتي الشخصية لدرجة كنت أشعر أنني الآخرون وكان الآخرون ينظرون إليّ
غريباً عنهم
نبشوا ذكرياتي – كل ما كنت أملكه
كنت أظن يائساً مثل غيري من الشعراء
ان الشعر المنقذ الوحيد ولكنه الخائن الوحيد
كان يترصدني في الحانات المهجورة
وعلى أرصفة مدن غريبة
وعـلـى أسـرّة بــاردة في غرف رطبة
ليدير ظهره لي حين كنت أحتاجه
إلهي
لم يعد لي حتى الشعر
ها أنا أدير ظهري للأصدقاء وللخيانات وللشعر راكضاً باتجاه البحر
ضارباً صداقات جديدة مع الأمواج والنوارس والطحالب والرمل وأسماك القرش بعيداً عن وحوش
تبتسم لي في وجهي وتترصدني لتنهشني في أقرب فرصة تتاح لها.
(مروان علي)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا مروان علي ولدت في القامشلي
وسأموت في أمستردام
قريبا من ساحة الدام
وحـدائــق الـتـولـيـب والريد لايتس
منتشياً برائحة الماريجوانا
تفوح من غرباء
يشبهونني تماماً
حملتني الحياة حملها الثقيل وكنت كمن يمشي على الماء أحيا وأفكر بالآخرين ناسياً نفسي
وحياتي الشخصية لدرجة كنت أشعر أنني الآخرون وكان الآخرون ينظرون إليّ
غريباً عنهم
نبشوا ذكرياتي – كل ما كنت أملكه
كنت أظن يائساً مثل غيري من الشعراء
ان الشعر المنقذ الوحيد ولكنه الخائن الوحيد
كان يترصدني في الحانات المهجورة
وعلى أرصفة مدن غريبة
وعـلـى أسـرّة بــاردة في غرف رطبة
ليدير ظهره لي حين كنت أحتاجه
إلهي
لم يعد لي حتى الشعر
ها أنا أدير ظهري للأصدقاء وللخيانات وللشعر راكضاً باتجاه البحر
ضارباً صداقات جديدة مع الأمواج والنوارس والطحالب والرمل وأسماك القرش بعيداً عن وحوش
تبتسم لي في وجهي وتترصدني لتنهشني في أقرب فرصة تتاح لها.
(مروان علي)
هذا الخوفُ
الماضي ...
صارَ منَ الماضي .
مجرّدُ ماض ٍ
بعيد ٍ في نفسي
كأنين ٍ خافت ٍ في مأتم ٍ
في بيتٍ !
مجاورْ .
رطبٍ
كجسدٍ في مقبرة ْ .
قريب ٍ من جلدي ..
كالنفسْ .
الماضي ...
صارَ منَ الماضي .
مجرّدُ ماض ٍ
بعيد ٍ في نفسي
كأنين ٍ خافت ٍ في مأتم ٍ
في بيتٍ !
مجاورْ .
رطبٍ
كجسدٍ في مقبرة ْ .
قريب ٍ من جلدي ..
كالنفسْ .
أراقبهُ..
أراهُ يَراني
أحاولُ إرضاءَهُ أباً لي ْ
أسعى إلى ابتسامته ِ
بحكم خبرته ِ
وقسوتهِ
أدعوه إلى دخول ِ بيتي
وبيوت ِ أصحابي أمامي.
أصمتُ طيلة الوقتِ
احترازاً من الخطأ
ومن الصواب !.
أراهُ يَراني
أحاولُ إرضاءَهُ أباً لي ْ
أسعى إلى ابتسامته ِ
بحكم خبرته ِ
وقسوتهِ
أدعوه إلى دخول ِ بيتي
وبيوت ِ أصحابي أمامي.
أصمتُ طيلة الوقتِ
احترازاً من الخطأ
ومن الصواب !.
انحشرُ على كرسي طاولةِ الطعام ِ
أصغرُ ..
أصيرُ كمشة الأرزّ الأبيض ِ
على حافة الصحن الأبيض
مفسحةً له فسحتي .
أصغرُ ..
أصيرُ كمشة الأرزّ الأبيض ِ
على حافة الصحن الأبيض
مفسحةً له فسحتي .
مذ صرختي الأولى
أسكتني
على ثدي أمي .
دربني على النطق والمشي
والخشية .
أشعرُ بأمان رفقتهِ
لا غربةَ
ومفاتيحي له
نقودي
وأولادي
وأسراري .
أساوره ُ في معصميَّ
تخشخشُ في حشيشةِ قلبي
أنا السجينُ الطليقُ
الحرُّ ... العبدُ
ما الفرق !؟
على ثدي أمي .
دربني على النطق والمشي
والخشية .
أشعرُ بأمان رفقتهِ
لا غربةَ
ومفاتيحي له
نقودي
وأولادي
وأسراري .
أساوره ُ في معصميَّ
تخشخشُ في حشيشةِ قلبي
أنا السجينُ الطليقُ
الحرُّ ... العبدُ
ما الفرق !؟
أطفو بلا خشبة !
(هالا محمد)
“الحب ليس سوى وباء”
تقول آن سكستون
وهي تودع العالم قبل انتحارها
أما أنا التي لا طاقة
لي على الموت
فأريد أن أضع الحب في الآنية
وأبدل له الماء كل خمسة أيام
وأراقب ظلّه الممتد على الحائط في الظلام
أريد أن أعلّقه على حبل الغسيل
كي تقف عليه العصافير مطمئنة
أريد أن أزرعه شجرة في غرفة النوم
شجرة عالية
فإذا ما شعرت باليأس
ربطت عنقي بمنديل حريري
وعلّقته على أعلى غصن في الشجرة
وتركته هناك
هكذا أبقي رأسي حيًا
بينما جسدي المنتحر
يستلقي على سرير فارغ
في غرفة نوم
عادة ما تتوارثها النساء الوحيدات.
( رشا عمران )
الفصل الرابع
_______
_______
لم أخسر
ولم أربح
أعتبر نفسي نفذت بجلدي
ومثل أي دكانيٍّ
سأجلس في آخر العمر
أعد الغلة
وأبوس كفي وجهاً وقفا
فأنا لم أخسر
ولم أربح
لقد عبرت الحياة كما ينبغي
طعمها الحامض نسيته
حتى أنني بين الفينة والأخرى
أظنني كنت سعيداً
أحب الموسيقى
ولأن بيتي زجاج
أخاف الحجارة
أصلح الله الأمير
ما ترك لي فرصة لأقول لا
أو لأضحك من كل قلبي
أعطاني الجاحظ موعدًا
ونسيته في الكتاب
الذي سقط على رأسي
وقتلني..
ولم أربح
أعتبر نفسي نفذت بجلدي
ومثل أي دكانيٍّ
سأجلس في آخر العمر
أعد الغلة
وأبوس كفي وجهاً وقفا
فأنا لم أخسر
ولم أربح
لقد عبرت الحياة كما ينبغي
طعمها الحامض نسيته
حتى أنني بين الفينة والأخرى
أظنني كنت سعيداً
أحب الموسيقى
ولأن بيتي زجاج
أخاف الحجارة
أصلح الله الأمير
ما ترك لي فرصة لأقول لا
أو لأضحك من كل قلبي
أعطاني الجاحظ موعدًا
ونسيته في الكتاب
الذي سقط على رأسي
وقتلني..
وما من أحد نبهني
كي أبلع الماء الذي في فمي.
بالكاد أتذكر أصدقائي
الذين ماتوا
أو الذين صاروا من الماضي البعيد
أستعيرهم من دليل الهاتف
وأحاول أن أرتبهم في الخزانة
أنا أيضا
حين أموت
لن يتفق اثنان
على لفظ اسمي الصحيح
لقد عشت بأسماء عدة
وسوف يكون من الصعب معرفة
أيهم الحقيقي.
كي أبلع الماء الذي في فمي.
بالكاد أتذكر أصدقائي
الذين ماتوا
أو الذين صاروا من الماضي البعيد
أستعيرهم من دليل الهاتف
وأحاول أن أرتبهم في الخزانة
أنا أيضا
حين أموت
لن يتفق اثنان
على لفظ اسمي الصحيح
لقد عشت بأسماء عدة
وسوف يكون من الصعب معرفة
أيهم الحقيقي.
)محمد فؤاد(
لا أريدكِ يا حرية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لن أترككِ يا بلادي
فلا تخافي
ولن آتيك أيتها المدن الحرة
فلا تخافي أيضا
لا تدققوا في جواز سفري
يا موظفي السفارات الفخمة
فأنا ذاهب لايام ولن ابقى عندكم
لأنعم بالحرية
لن تغريني النظافة في الشوارع
ولا الأنظمة المدهشة
لن يبقيني راتب البطالة
ولا شهادات الضمان الصحي
ولا مستقبل الأطفال المشرق
لن تأسرني حرية الرأي
ولن تعرقل الصحافة الحرة
مسيرتي نحو المطار
لن تثنيني قوانين احترام الفرد
عن العودة
فاعطني الفيزا أيها الموظف
لأنني لن أمكث في بلادك لأكثرمن أيام
فأنا ضيف
ضيف على حريتك
ضيف على صحافتك الحرة
ضيف على نظافة شوارعك
ضيف على كل ماصنعته يداك وأيادي أجدادك
وسأشتاق...
سأشتاق إلى كبتي الذي صنعته مخيلتي المريضة
إلى قضبان السجون التي صنعها أجدادي
واعتنيتُ بها طيلة حياتي
سأشتاق إلى الحزب الواحد
الذي دعمتُه بصمتي
ووسّعتُ قواعده بخوفي الجليل
أحبكِ يا بلادي
أحبُّ هواءك الملوث الذي اخترعه أقربائي وجيراني
وجمّلته بدخان سيجارتي ومدخنة الميكروباص الذي يقلّني
أحبُّ أنهاركِ القذرة التي رميت فيها أكياس الزبالة السوداء
وموظفي دوائرك الذين وضعتُ لهم نقود الرشوة في أوراقي
أعشق صحافتي التافهة التي كتبتُ فيها مرارا
وتلفزيوننا الممل الذي ظهرتُ على شاشاته سعيداً وفخوراً
أعشقُ تماثيل الرؤساء التي نحتها أصدقائي النحاتين
وأقوالَهم المأثورة التي يرددها زملائي الصحفيين
أعشقُ المسؤولين الفاسدين الذين أمتدحهم كلما التقيتهم
وأموت عشقاً بالشكل الفريد للحرية وقد داستها البساطير
التي لمّعتها بنفسي
أحبكِ يا بلادي
لأنك بلادي أنا
أحبكِ يا تعاستي
لأنك تعاستي أنا
لا أريدكِ أيتها الحرية
لا أريدكِ
الحرية لمن يصنعونها
وليست للضيوف
.
)لقمان ديركي(
طقس
ــــــــــــــ
ــــــــــــــ
طيلة النهار ،
كنا نرغب القيام بالحب
لكننا لم نستطع فعله .
أنت ذهبت إلى قراءة رواية سميكة كمعجم
أنا رحت أرتب الكتب في المكتبة .
لم يرن الهاتف و لو مرة واحدة.
ساعي البريد لم يمر
على غير عادته .
كانت عيناك
تقفزان فوق السطور والصفحات
وكانت يدي
تضع كتابا مكان آخر كيفما اتفق .
كدت أن أنهض
و أضع نظارتيك جانباً و أقبلك
أن أرسل لك رسالة على موبايلك
الذي يقتسم معك الكنبة
لكنني لم أقم بشيء من هذا القبيل .
البرق و الرعد أجبرا يديّ
على أن تتركا الكتب
و رأسك
أن يرتفع من على الرواية .
التفتنا معاً إلى النافذة .
كما لو أن السماء أحست بشيء ما
فأبرقت وأرعدت لفترة طويلة .
فكرت أنها لن تتوقف أبدا .
ثم فجأة توقفت.
سرنا على غير هدى في صمت كثيف .
صمت من نوع لم نعهده يوما .
خفنا.
شخصت أنظارنا إلى النافذة
كما لو أنها مخرج النجاة .
بقينا زمناً.
كنا نرغب القيام بالحب
لكننا لم نستطع فعله .
أنت ذهبت إلى قراءة رواية سميكة كمعجم
أنا رحت أرتب الكتب في المكتبة .
لم يرن الهاتف و لو مرة واحدة.
ساعي البريد لم يمر
على غير عادته .
كانت عيناك
تقفزان فوق السطور والصفحات
وكانت يدي
تضع كتابا مكان آخر كيفما اتفق .
كدت أن أنهض
و أضع نظارتيك جانباً و أقبلك
أن أرسل لك رسالة على موبايلك
الذي يقتسم معك الكنبة
لكنني لم أقم بشيء من هذا القبيل .
البرق و الرعد أجبرا يديّ
على أن تتركا الكتب
و رأسك
أن يرتفع من على الرواية .
التفتنا معاً إلى النافذة .
كما لو أن السماء أحست بشيء ما
فأبرقت وأرعدت لفترة طويلة .
فكرت أنها لن تتوقف أبدا .
ثم فجأة توقفت.
سرنا على غير هدى في صمت كثيف .
صمت من نوع لم نعهده يوما .
خفنا.
شخصت أنظارنا إلى النافذة
كما لو أنها مخرج النجاة .
بقينا زمناً.
زمناً لا يمكن قياسه بالساعة .
مذهولين ، جامدين .
أمسكنا بقوة بقلبينا .
بينما في الخلف ، ناحية المطبخ
أشعة الضوء تتسلل ببطء
و تملأ الشمس ، على مهل ، الصالون .
مذهولين ، جامدين .
أمسكنا بقوة بقلبينا .
بينما في الخلف ، ناحية المطبخ
أشعة الضوء تتسلل ببطء
و تملأ الشمس ، على مهل ، الصالون .
(صالح دياب)
اللاذقية
ــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــ
كانت مستعدةً
للقيام بأيِّ شيء
كأن تخترع طقساً جميلاً
مقاهي
مواعيدَ
و
عشاقاً
أو
أن تدَّخر حزناً
ومطراً خفيفاً
يليق بتسكِّعِنا.
للقيام بأيِّ شيء
كأن تخترع طقساً جميلاً
مقاهي
مواعيدَ
و
عشاقاً
أو
أن تدَّخر حزناً
ومطراً خفيفاً
يليق بتسكِّعِنا.
وحيناً
وكأنه واجب عليها
أن تدرّب هواءها على أنوفنا
أن تمدَّ أرصفةً لأحذيتنا.
وكأنه واجب عليها
أن تدرّب هواءها على أنوفنا
أن تمدَّ أرصفةً لأحذيتنا.
كان على أشجارها أن
تحتمل
زفيرَنا
ورغبتنا
في حرق كلِّ ما هو
أخضر وحيّ.
زفيرَنا
ورغبتنا
في حرق كلِّ ما هو
أخضر وحيّ.
كلُّ ذلك
لم يمنعنا
من مغادرتها
في
أول
حافلة.
لم يمنعنا
من مغادرتها
في
أول
حافلة.
(هنادي زرقة)
ليس لأمّي فيسبوك
__________
ليسَ لدى أمّي فيسبوك
ولا واتساب،
إنّما لديها قلبٌ سُرعانَ ما يهبِطُ كلّما رنَّ جرسٌ بعد التاسعة!
ويدان مفتوحتان على السماء، تبعثان برسائل محروقة الأطراف
تسألُ فتجاب،
هي التي لازمت حياتنا بمنبّه صوتها الصباحي،
قبلَ ديكِةِ الحيّ تداهم نومنا أنْ “أصبحنا وأصبح الملك للّه”
تعرِفُ أحوالنا من مناماتها،
يشمل ذلك نتائج الامتحانات،
وأحياناً ما في الأرحام،
كأنّما لديها كتابُ نوايانا
كانت تقول “اجعلوا على قبري قبّةً”
ألَم أقُل لكم أنّه “سَيخطِف في عينِ الظّهيرةِ! ”
ليسَ لها هاتفٌ جوّال،
ولا قارئ موسيقا
غيرَ أنّها تحبّ أغنية “ستّي” لفيروز، كلّما أدرتها في هاتفي
مَلَأت عيونها بالدّمع.
سمِعتها تغنّي مرّتين (أنا الذي بباب الأربعين(
في الأولى: غنّت “يا بيتي يا بويتاتي”،
وفي الثانية “طارِت الطيّارة .. والحبايب طاروا”
سوى ذلك، كانت إذْ يداهمها الحزنُ تُطلِقُ ما يشبه مواويل تنتهي
بحشرجات.
ليسَ لها حاسوبٌ شخصيّ،
غيرَ أنها تعرف أعمارنا من باطن كفّها،
وقد تستعينُ بعريشة الدّار..
تفتقِدُنا الآن – بعدَ كلّ الشجارات القديمة-
وكلَ مساءٍ تقول لأبي: افتح هذا الشيء لنرى الأولاد قبل انقطاع
الضوء،
فمن يدري، غداً قد لا نكون.
) إبراهيم
قعدوني (
لقد مرّ وقت طويل
منذ أنْ نصبوا الفخاخ لخوفهم
وفي كلّ مرةٍ يأكلُ الخوفُ طُعْمَه
ويطيرُ...
منذ أنْ نصبوا الفخاخ لخوفهم
وفي كلّ مرةٍ يأكلُ الخوفُ طُعْمَه
ويطيرُ...
يقول عاشق:
إنّ الخوفَ ذئبٌ
يدخلُ المعجمَ
يعضُّ عنق مفردة سمينة
"النوم" مثلاً
ويصيبُ بمخلبه
الضوء، التبغ، الشاي، الأغنيات...
وليلى
إنّ الخوفَ ذئبٌ
يدخلُ المعجمَ
يعضُّ عنق مفردة سمينة
"النوم" مثلاً
ويصيبُ بمخلبه
الضوء، التبغ، الشاي، الأغنيات...
وليلى
الشاعرُ يجزمُ
أنّ الخوف حِبْرٌ
أنّ الخوف حِبْرٌ
ماسحُ الأحذية النبيل
يدرك أنّ الخوف شرطيٌّ
يدرك أنّ الخوف شرطيٌّ
الرسام...
يلوّن خوفه
يلوّن خوفه
ومثلي الغائب يعوي
كُلَّما شاهد أسفل شاشة التلفاز
اسم بلاده
يعرج مثل كلبةٍ
دمها يخرّ بين فاصلتين
تكاد تقول :"أوووف"
كُلَّما شاهد أسفل شاشة التلفاز
اسم بلاده
يعرج مثل كلبةٍ
دمها يخرّ بين فاصلتين
تكاد تقول :"أوووف"
(عبود
سمعو)
مفاتيح
ــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــ
(1)
قبور
صغيرة
لم يتعب حفَّار القبور في حفر تلك القبور الصغيرة لأجساد الأطفال الصغيرة:
ضربتا معولٍ وحفنتا تراب كأنها مشاتل للورد.
(2)
شاهدة
الحجر فوق قبره صار وجهاً. صرتُ أنظر إليه فأرى ملامحه. رأيتُ أنفه وعينيه وجبينه... وعرفتُه على الفور!
(3)
الحطام
مدمَّرون من الداخل كمدننا
محطَّمون كزجاج شبابيكنا
مأساتنا تجوب العالم كسيرك جوَّال
وصوتنا يغرق مع قوارب اللاجئين
سوريون أخفنا هذا العالم الوديع
بحشرجاتنا المتوحّشة.
(4)
السفن
طوفان من جثث. طوفان من أنقاض. طوفان من أسماء.
لقد غرقنا في دمنا
كما تغرق السفن في البحار!
(5) ألم
الأحداث غير المفهومة
بينما صيحات الأقارب
تفتح طريق النجاة
سدَّ الغبارُ، الذي دخل عينيها،
مجرى الدموع.ناجيةُ الأنقاض
لم تفهم ما الذي حدثَ
في لحظةٍ من الزمن
لم تفهم كيف يمكن لزجاج مرآتها
أن يجرح وجهها
وكيف يمكن لجدار غرفتها
الذي استندت إليه
أن يهاجمها بالحجارة
.ألمُ الأحداث غير
المفهومة
موجعٌ أكثر.
موجعٌ أكثر.
(6)
حكايا
عالقة تحت الأنقاض
تحت الأنقاض
دُفن الجسد ودُفنت الحكاية.
كان قبراً متوحّشاً لكليهما.
في اليوم التالي
المنقذون أخرجوا الجثث
والحكايا عَلِقَتْ إلى الأبد.
المنقذون أخرجوا الجثث
والحكايا عَلِقَتْ إلى الأبد.
) ماهر شرف الدين(
لا أشتمُ أحداً
فعندما كنت نجاراً
قطعتُ أصبعي الوسطى … !
فعندما كنت نجاراً
قطعتُ أصبعي الوسطى … !
كنتُ ماهراً في صنع الطاولات
ولا أصنعها إلا بشكل دائري
تماماً كطاولة ذلك المقهى
الذي ودعتني حبيبتي فيه .. !
ولا أصنعها إلا بشكل دائري
تماماً كطاولة ذلك المقهى
الذي ودعتني حبيبتي فيه .. !
صنعتُ الأبواب وزخرفتها
كنت دوماً أتركها بلا دقّاقات
لأن القلوب تفتح بلا استئذان … !
” والعين الساحرة ” كانت أجملَ ما أصنع
فهذا الاسم لا يذكرني إلا بحبيبتي !
كنت دوماً أتركها بلا دقّاقات
لأن القلوب تفتح بلا استئذان … !
” والعين الساحرة ” كانت أجملَ ما أصنع
فهذا الاسم لا يذكرني إلا بحبيبتي !
صنعتُ المقاعد
الدراسية والغرامية
على الأولى كتبت ” أكره الكتب ”
وعلى الثانية ” كلّ المدارس تبدأ من هنا ! “
الدراسية والغرامية
على الأولى كتبت ” أكره الكتب ”
وعلى الثانية ” كلّ المدارس تبدأ من هنا ! “
صنعت القوارب
وثقبتها
وجعلتُ من الشعارات الوطنية أشرعة لها
فالقاع ؛ أفضل مكان ترفرف فيه
تلك الأشرعة … ! !
وثقبتها
وجعلتُ من الشعارات الوطنية أشرعة لها
فالقاع ؛ أفضل مكان ترفرف فيه
تلك الأشرعة … ! !
رسمتُ مخططات
وابتدعت أفكاراً جديدة
فكأسُ الماء مثلاً أحبه خشبيّ
لأنه من العدل أن يشرب كأسي
قليلاً مِمّا يشربني إياه … !
وابتدعت أفكاراً جديدة
فكأسُ الماء مثلاً أحبه خشبيّ
لأنه من العدل أن يشرب كأسي
قليلاً مِمّا يشربني إياه … !
وأن أكون خلف القضبان فهذا
لا يعني أنني مسجون
قد يكون العالم خارجاً هو المسجون
لذلك صنعتُ نوافذي على شكل قضبان !
لا يعني أنني مسجون
قد يكون العالم خارجاً هو المسجون
لذلك صنعتُ نوافذي على شكل قضبان !
أحببتُ النحت على الخشب
ومع المحاولات الكثيرة
استطعتُ أن أنحت سرّة حبيبتي
حاولت جاهداً أن أضرب بمطرقتي
ناحتاً غيابها ، فوجدتني نحتُ قلبي !!
ومع المحاولات الكثيرة
استطعتُ أن أنحت سرّة حبيبتي
حاولت جاهداً أن أضرب بمطرقتي
ناحتاً غيابها ، فوجدتني نحتُ قلبي !!
في كل المحاولات، وجدتني ناحتاً إياي
حاولت نحت دربها،
فنحت قدميّ
وحاولت نحت أحضانها، فنحت يديّ ..
فنحت قدميّ
وحاولت نحت أحضانها، فنحت يديّ ..
بدلا من حبها نحت جذعي ،
وبدلاً من همسها نحت شفتيّ
وبدلاً من همسها نحت شفتيّ
نحتُ كلّ تفاصيلي
عيوني ،أنفي وعنقي
حتى أصابعي …
عيوني ،أنفي وعنقي
حتى أصابعي …
ثم طرقت مسماراً واحداً في صدري
وعلّقت عليه صورتها … !
وعلّقت عليه صورتها … !
)مالك مدخنة)
أيها البيت.. كم أنت بعيد
_______________
_______________
لم تفكر بالتقاط صور أخيرة للمكان، أو لك، لم تتذكر أن تأخذ ألبوم ذكرياتك...
ما حاجتك الآن لاقتناء تذكارات وصور في أمكنة لا تشبهك.
إن عدتَ فلن تجد ما تركته، وإن وجدته سيكون لمكان.... ما عاد يشبهك أبداً
إن عدتَ فلن تجد ما تركته، وإن وجدته سيكون لمكان.... ما عاد يشبهك أبداً
*
قبل أن يباغتهم هدير طائرة ترمي الموت المحتم على بيوت ساكنيها،
منهم من كان يأكل، ومنهم من كان يستحم، ومن كانت تصلي، وأثناء مناجاتها ربها، هطلت
براميل الطيار القاتل عليهم...،
بإزالة الأنقاض، اتضحت تجويفات هائلة بالحجارة وكانت مليئة باللحم...
*
أدرك الغراب كيف يواري جثة رفيقه، لكنه ابتكر سحل وإسقاط الأقنعة
تراه حيث الموت والخراب، لا كشريك وإنما كشاهد على القبح
تراه حيث الموت والخراب، لا كشريك وإنما كشاهد على القبح
*
هذه النظرات تشير إلى القاتل، لكنها تقض نومنا نحن
*
تحت اللحاف، جثة ساخنة، يحفظها دمع المحبَطين
تحت الأرض، الجثة التي لا يبكيها أحد
يأكلها الدود
تحت الأرض، الجثة التي لا يبكيها أحد
يأكلها الدود
*
"حصان طروادة"...
و"خارطة طريق".. مشهد ضبابي
ثم لاشيء سوى الوجوه التي رحلت
وهي تظن بالأمل ظناً حسناً
ثم لاشيء سوى الوجوه التي رحلت
وهي تظن بالأمل ظناً حسناً
*
كلماتي المعلقة كحدائق بابل... تصبح بمرور الوقت قاحلة وخشنة
وجافة، وكل ما يبقى منها مسحوق لا يصلح للشم ولا اللعق...
يصلح فقط للتعبئة في زجاجة تحسب الزمن من الأسفل للأعلى...
يصلح فقط للتعبئة في زجاجة تحسب الزمن من الأسفل للأعلى...
*
ملاقط الغسيل التي تلجم الثياب على الحبل كيلا يطيّرها مزاج الهواء
ربما لم تعد ترغب بأجسادنا...
ملاقط جهاز تخطيط القلب المثبّتة بعناية على جسد المريض، يقذف الجهاز الصغير ورقة طويلة برسوم وخطوط معقدة
ربما تعِبت هي أيضا من كل هذه الخفقات الخافتة والصاخبة أيضاً...
ملقط الفحم الذي يُسقِط في المبخرة قطع الجمر الحمراء، يكاد أن يصرخ ويتوجع ولهذا يسوَدّ بصمت
الكلمات التي تقاطعني هي ملاقط كريهة تجعلني أزم فمي احتجاجاً، وألوذ وحيدة بشفتين منتفختين، وأبتلع كلماتي المتبقية للتفكير مجدداً بجدوى كل هذه الملاقط البشعة...
ربما لم تعد ترغب بأجسادنا...
ملاقط جهاز تخطيط القلب المثبّتة بعناية على جسد المريض، يقذف الجهاز الصغير ورقة طويلة برسوم وخطوط معقدة
ربما تعِبت هي أيضا من كل هذه الخفقات الخافتة والصاخبة أيضاً...
ملقط الفحم الذي يُسقِط في المبخرة قطع الجمر الحمراء، يكاد أن يصرخ ويتوجع ولهذا يسوَدّ بصمت
الكلمات التي تقاطعني هي ملاقط كريهة تجعلني أزم فمي احتجاجاً، وألوذ وحيدة بشفتين منتفختين، وأبتلع كلماتي المتبقية للتفكير مجدداً بجدوى كل هذه الملاقط البشعة...
*
الوقوف على الرأس لدقائق من شأنه أن يقلب الأشياء
لكن العيون الناظرة تصبح أشبه بعدّاد اللوتو الذي يقف عند رقم لا
يربح أبداً
*
في السجن، تقرأ عن السجن، رواية كتبها أحد السجناء، تتركها لسجين
قادم، وتعاود كتابة روايتك من سجن وعن سجن آخر...
*
المراثي الثلاثة المتبقية ستكون
لمجهول هوية بقبر دون شاهدة
وفقيد بلا عودة،
وعين لم تعد صالحة لإدراك الألوان
لمجهول هوية بقبر دون شاهدة
وفقيد بلا عودة،
وعين لم تعد صالحة لإدراك الألوان
*
سيكون لي بيت صغير وسأملأه بالقصاصات الملونة وشراشف الحرير،
وسأعير الزوايا اهتماماً خاصاً بتثبيت باقات الورد المجفف، وسأتلو تعويذاتي
الهندية في كل ركن فيه
... أيها القاتل، لا تلمس الجدران، هناك أرواح تتناسل منها
ومن يقين زوال يدك الآثمة
... أيها القاتل، لا تلمس الجدران، هناك أرواح تتناسل منها
ومن يقين زوال يدك الآثمة
*
الصمت قاتل والكلام قاتل والغضب قاتل وكل شي قاتل
آه... حتى الرصاص.. قاتل
آه... حتى الرصاص.. قاتل
*
البيضة التي كسرتها بقدمي الصغيرة... كان يمكنها أن تفقس وحدها
وتواصل منح الآخرين بيضاً وبيضاً وبيضاً... ليواصلوا كسر البيض بقلوب سلقها الجبن
دون الاقتراب من بيضة الديناصور الكبيرة والتي ستأكلهم جميعاً
(إيمان إبراهيم)
لماذا أوقعت العالم من بين يديك يا أبي
________________________
________________________
أتمنّى لو كانت هذه الليلة هي ليلة ميلادي
لينتزع أبي قلبي من بين فكيّ ويُفرِغُ الكيس المملوء بالحصى والقلوب الطريّة التي انتزعتها من كلّ شيءٍ رأيته .
في هذه الليلة من كل عام ..تحترقُ كعكة ميلادي وتمتلئ شرفتنا بالنيازك التي تهوي فألتقطها
وبسبب برودة الجو اليوم ,تقلّصت أنا وأحلامي وخوفي واتّسعت غرفتي لي ،لأعي وجودي للمرة الأولى داخلها كفتاة، لا كغيمة مبعثرة
لينتزع أبي قلبي من بين فكيّ ويُفرِغُ الكيس المملوء بالحصى والقلوب الطريّة التي انتزعتها من كلّ شيءٍ رأيته .
في هذه الليلة من كل عام ..تحترقُ كعكة ميلادي وتمتلئ شرفتنا بالنيازك التي تهوي فألتقطها
وبسبب برودة الجو اليوم ,تقلّصت أنا وأحلامي وخوفي واتّسعت غرفتي لي ،لأعي وجودي للمرة الأولى داخلها كفتاة، لا كغيمة مبعثرة
اسمي منار ..
أبي طبيبٌ حكيمٌ , يعرفُ كيفَ يرفع ثقل العالم كفقاعة صابون أنحني فوقها على ألوانٍ كثيرة يسبب انفجارها الدهشة فقط .
أبي طبيبٌ حكيمٌ , يعرفُ كيفَ يرفع ثقل العالم كفقاعة صابون أنحني فوقها على ألوانٍ كثيرة يسبب انفجارها الدهشة فقط .
ثقل العالم لا يزعجني , ما يزعجني أنني كنت أتمنى أن يظل اسمي
كملقط غسيل يمسك الضوء والريح معاً لكني لم أمسك سوى الثياب الفارغة الباردة حين
كنت على شرفة بيتنا
وفكّتني الريح حتى وقعت .. لامس خدي الطين وصرت أتحسس نمو كل شيء بألم .
لم أكن لأنتبه للنموّ الموجع للأشياء لولا النباتات التي أهداني إياها أخي وصارت بنموّها تعبثُ بعين الريح وهي على نافذتي وتزحف على جسد الضوء ببطء..
وأنا من النافذة ذاتها أنظر لله قائلة :
تلمّس يدي ..
ألا يُدهشك أنها لم تعد تمتدُّ لك منذ زمن ؟
كنتُ أمددها للأسفل..للتراب الذي ما إن يحضن بذرةً تسقط من كفّي حتى يُزهر
أما وجهك الغيمُ يُشقق يدي مهما ارتفعت إليك ويرحل
ألا تسمع ضجيج الذين يحتضرون في صوتي المرتفع لأجلهم
حتى في ليلةٍ شتويةٍ باردة :اللهُ هو الوجه الأكثر ألقاً لليأس
يعيدني لليلة ميلادي
ابنةُ الخوف وأمه , أحتفل وحيدة .
وفكّتني الريح حتى وقعت .. لامس خدي الطين وصرت أتحسس نمو كل شيء بألم .
لم أكن لأنتبه للنموّ الموجع للأشياء لولا النباتات التي أهداني إياها أخي وصارت بنموّها تعبثُ بعين الريح وهي على نافذتي وتزحف على جسد الضوء ببطء..
وأنا من النافذة ذاتها أنظر لله قائلة :
تلمّس يدي ..
ألا يُدهشك أنها لم تعد تمتدُّ لك منذ زمن ؟
كنتُ أمددها للأسفل..للتراب الذي ما إن يحضن بذرةً تسقط من كفّي حتى يُزهر
أما وجهك الغيمُ يُشقق يدي مهما ارتفعت إليك ويرحل
ألا تسمع ضجيج الذين يحتضرون في صوتي المرتفع لأجلهم
حتى في ليلةٍ شتويةٍ باردة :اللهُ هو الوجه الأكثر ألقاً لليأس
يعيدني لليلة ميلادي
ابنةُ الخوف وأمه , أحتفل وحيدة .
لا أمتلك صوتاً ثابتاً كأصوات الذين يتحدثون يومياً في الإذاعات عن
القتلى دون أن تذوب قلوبهم على ألسنتهم
وكلّما سمعت صوت حبيبي خلف الحدود تنتفخ حنجرتي كالقصب وتطقطق عظامي وأبكي
لم أتعلم كيف ألعق مكان صوته , سمعته بالرغم من الصدام
العنيف بين الله والناس حولي .
في ليلة ميلادي : يصبح صوت الحبيب سكتةً موسيقية بأقدام دامية..تعيد التوازن فقط للألم .
وكلّما سمعت صوت حبيبي خلف الحدود تنتفخ حنجرتي كالقصب وتطقطق عظامي وأبكي
لم أتعلم كيف ألعق مكان صوته , سمعته بالرغم من الصدام
العنيف بين الله والناس حولي .
في ليلة ميلادي : يصبح صوت الحبيب سكتةً موسيقية بأقدام دامية..تعيد التوازن فقط للألم .
الغرفةُ الباردة الليلة تتسع لي
أنا ونباتاتي نشاهد الحرب المشتعلة سوياً
أسند كفي بأياديهم وننفخ فقاعة صابون .. نرى بقع الدم تطفو عليها وتنفجر بوجوهنا
شمس ميلادي لم تجفف الدماء ولا البرد حتّى
وصوتي ما زال يرتجف
لماذا أوقعت العالم من بين يديك يا أبي ؟
أنا ونباتاتي نشاهد الحرب المشتعلة سوياً
أسند كفي بأياديهم وننفخ فقاعة صابون .. نرى بقع الدم تطفو عليها وتنفجر بوجوهنا
شمس ميلادي لم تجفف الدماء ولا البرد حتّى
وصوتي ما زال يرتجف
لماذا أوقعت العالم من بين يديك يا أبي ؟
(منار شلهوب)
تحت شجرة بوذا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شجرةُ التّينُ اليافعةُ
تتشابكُ في الفراغِ ،
تتمثّلُ في صورةِ ِامرأة.
بكلِّ التَّوقِ أصعدُ
ظهري مثقلٌ بأكتافِ الحياةِ ،
وكنتُ كُلّما صعدتُ
أرى أحلامًا وكوابيسَ.
تحتَ شجرةِ التّينِ اليافعةِ
رأيتُ بوذا
وكنتُ قد صرتُ امرأةً
التّوقُ يصعدُ بي
وأنا أتذوّقُ ُسِّرَ الملوحةِ ِ والعذوبةِ فيهْ .
أقفُ أمامَ الشّجرةِ
أنادي عصافيرَها أن تلحقَ بي
في لحظةِ الصّمتِ العاليةِ!
الشّجرةُ صامدةٌ في وجهِ الفراقِ ،
تبحثُ في أطلسِ البراري
عن معنى الخضرةِ في أنفاسِ الطّيورِ!
شجرةٌ للخوفِ
شجرةٌ للبكاءِ
شجرةٌ للرّغبةِ ،
حدائقُ الجسدِ .
البراعمُ تتكاثرُ في ذكرى نوحٍ
من كلِّ زوجينِ أثنينْ
إلاّ أنا ،
بين الدُّجَى والنّور
بينَ أشجارِ ِ الماضي والحاضرِ
في تحوّلٍ مستمرٍّ
أمنح ُرغبتي لمن أشتهي ،
قد يكونُ الرّملَ
قد يكونُ النّهرُ
قد يكونُ الخريفُ .
أنامَ في سريرِ الفصولِ،
أعلم ُ أنّ هنالكَ في الأعالي
نجمةٌ تسمعُني وتراني!
)فرات إسبر (
رسالة
ــــــــــــــــ
رسالة
ــــــــــــــــ
أيها العالم المتهالك في عيني
ابتلعني كي أتقيّأك
أيها الحلم الذي يلوح لي
بمنديلٍ مثقوب
اذهب مع الريح
أيها الأصدقاء الذين يتعرّون كالشجر
عند أوّل خريف
غيّروا ألقابكم
أيها الموتى الذين عجزتُ عن حراسة ذكرياتكم
أطلقوا سراحي يا إخوتي
أو سامحوني إن استطعتم إلى السماءِ سبيلا
أيها الانتظار الذي ينبحُ في لغتي
منذ أن طبعت على خد الهواء أوّل كلمة
لقد متُّ فاتبعني كما عوّدتني
كي أطعمك
أيها الموتُ الذي وقع في حبّي منذ أن كنتُ بئراً
جفّت ملامح مائي على نارك فقم من سقطتك
أيتها الحروب الباردة
الطويلة البال كموّالٍ حزين
قلبي يحترق
ابتلعني كي أتقيّأك
أيها الحلم الذي يلوح لي
بمنديلٍ مثقوب
اذهب مع الريح
أيها الأصدقاء الذين يتعرّون كالشجر
عند أوّل خريف
غيّروا ألقابكم
أيها الموتى الذين عجزتُ عن حراسة ذكرياتكم
أطلقوا سراحي يا إخوتي
أو سامحوني إن استطعتم إلى السماءِ سبيلا
أيها الانتظار الذي ينبحُ في لغتي
منذ أن طبعت على خد الهواء أوّل كلمة
لقد متُّ فاتبعني كما عوّدتني
كي أطعمك
أيها الموتُ الذي وقع في حبّي منذ أن كنتُ بئراً
جفّت ملامح مائي على نارك فقم من سقطتك
أيتها الحروب الباردة
الطويلة البال كموّالٍ حزين
قلبي يحترق
(شروق حمود)
أنا كلب!
ــــــــــــــــــــــ
نحتاجُ أن يضمنا أحد ويقول لا تهتموا.أنا كلب!
ــــــــــــــــــــــ
لقد زرعوا الحقول
بالجثث مجهولة الاسم
وحلّلوا الـ”دي إن إي” بحثاً عن مقترفي الحب.
كان اللقطاء يملؤون المخيلات والشوارع.
نحتاج شيئاً يهزنا من الجذور
الشام تنام على مخدات الموت
ونحن نزرع المزهريات بالفقدان
لا تكترثي بالهراء
أمواجك وصلت إلى المياه الإقليمية
وقراصنة الأحجار الكريمة
شرعوا يملؤون الجعب باللؤلؤ وكلمات السر
لقد زرعتُ أزهاري فوق التلال الفاطمية..
سأرسل إليك قمصاني
مع قناني العطر والأمشاط
قلبي البني الكبير
وعيوني الخضراء المطروفة من شدة الخجل
أصابعي النحيلة وقفصي الصدري
سحقاً للعالم أيتها النبيلة
لقد أخبرتك أنني كلب
كنت أزرع رماحي فوق الهضاب
عند أشجار اللوز المر
لكنني اليوم راية منكّسة
هذه الكلمات ستوردني حتفي
فالنص الذي سيقتلني يوماً يتبعني مثل ظلي
يمشي بهدوء وإصبعه على الزناد
أعتذر لأني لم أنتشلك
لأني لم أربّت على كتفيك كي يرتفع منسوب الحيوية
في خزانات البلاستيك
الآن أكسر أواني المطبخ
أمزق شهاداتي وأنزع صوري عن الحائط
خذني بعطفك أيها الخراب
لقد أكدت لك منذ البداية أنني كلب
بشعر أجعد وعينين ملونتين
من أين يأتي كل هذا؟
سيجمعوني من الطرق والسوبرماركات
من الصيدليات وقناني العطر
ثم يرسلوني في التلغرافات المحتضرة من الشوق
فليسقط العالم
لقد أخبرتك أنني كلب
أنا في الطريق
لا باصات قادرة أن تقل هذه الجثث!.
أنا وحيد قرن،
برأسٍ مقطوعٍ أجري في حقول السافانا
أعبر الآن شارع بغداد كالغريب
وبينما الجنود يدققون البطاقات الشخصية والدفاتر
وينبشون الجماجم بحثاً عن مطلوبين
أخبّئ صندوقي الأسود
وأطبع على كتل الكونكريت قلباً وحرفين يخترقهما
سهم!
(زيد قطريب)
قصة حقيقية
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقول جدتي:
إن أمي كانت تمشي حافية
على الدوام
تتبع صوت طبول الأعراس البعيدة.
وإنها كانت تنتظرها
على عتبات الليل البارد
وعيون النوافذ تسهر على أغنياتها ولا تنام.
تقول أمي :
حملتُ كتاباً لأحلمَ
وعصاً لأعرف طريق العودة
كانت القرية بعيدةً
وكان المطر مثلي بعيداً
رحت ألعب
وأهش القطيع.
تقول جدتي:
إن أمي لم تكن تحب الأمشاط
وإن شعرها كان نهراً
تشرب منه قطعان البراري.
تقول أمي:
ذهبتُ إلى مدرستي على ضوء سيارة
أسرعت فجأة
فضعتُ
ووجدت نفسي أمام البحر .
تقول جدتي:
إنها اشترت لأمي
آلة خياطة آخر الحصاد،
أحاكت للقرية أكماماً ودموعاً ومناديل
مرةً واحدة نسيت إصبعها تحت الإبرة
مرة واحدة فكرت أن تحيك قميصا لها.
تقول أمي :
رميتُ حذائي في البئر
فاشتروا لي مثله تماما
رحتُ أنظر في البئر
كان وجهي المعطوبُ
يطفو هناك ...
تقول جدتي:
إن القرى جاءت
على شرود السراج
تزفُّ اسمنا
الغار في السلال
والحناء تعجن في الفجر.
تقول أمي:
تركوني وخرافي على السفح
أول الخريف
ضعت
غنيتُ
لم يسمعوني..
(سوزان علي)
عشيق زوجة الرجل
المحتضر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترك اتشاحها الطويل بالسواد أثراً على مذاقها..
وهكذا عرّفتني لذتها
بمطلع حزن ومنتهى مأساة، وفي انهماكي في تفسير أثرها المدمر عليّ كنت أراها تمزج
فرحاً طارئاً بحزن أصيل.
كانت طريقة جلوسها على تلك الكنبة المخملية
الوحيدة مدعاة للجنون، والإحساس العارم بأن عدداً هائلاً من خلاياي ترتطم ببعضها
البعض، فقد كانت تظهر قدراً ضئيلاً من جسدها المترامي، نقيضاً قاتلاً لما تركته
مغموراً بالسواد.
أمسى ذلك مظهراً ثابتاً من مظاهرها، فهي إن تعرت
تماماً يبقى منها ما هو مستور، ويمسي ايغالي بها أكثر فأكثر أشد إيلاماً وإلحاحاً
وقد كان مستورها لا يكشف أبداً، وايغالي بها بلا منتهى.
بدا تخيلها خارج هذه الغرفة معجزة، أما الخروج
فمغامرة لن أنجو منها حتماً.
هي قالت لي أن أبقى وأبقى ولم تستخدم عبارة
"إلى الأبد" فهذا ابتذال لا محالة، أمام جملها المقتضبة وصوتها الذي
يتبدل يومياً.
بدا كل ما يحيط بها مستعداً للزود عنها، هي
الوحيدة تماماً.
محاطة بهالات تستعر وتستكين.
هالات لا دراية للملائكة بها، تصونها، تحنو
عليها، وبالتأكيد تزود عنها.
ولذلك صرت أفكّر بالابتذال كتهديد لها، أو أن
تقع في الثرثرة والهذر فتبدو امرأة أخرى!
وتخيلتها مرة تخلط بين الفحش والبذاءة، لا لشيء
إلا لأن فحشها عصيّ على الفهم، يصعب توقع بدايته أو نهايته، متبوعاً بنوبات زهد لا
تصمد دقائق معدودات.
لم أفارق الغرفة التي كان زوجها يحتضر فيها، وهي
تدفعني لأن أخنقه بكلتا يديّ من دون أن تلمح أو يعتري تصرفاتها ما يوحي بذلك.
هي من أودع تلك الرغبة المتوحشة فيّ! أقسم على
ذلك!
ليمت
ما همِّي إن قتلته؟
ما همِّي إن استبقت الإرادة الإلهية أياماً؟
هو ميت لا محالة وإن جاؤوا بي إلى هنا لأنقذه
لأؤخر موته.
مهلاً! اللعنة على هذه الأفكار!
لا! يجب ألا يموت..
موته يعني المضي معها في سفر خروج..
الخروج مغامرة لن أنجو منها حتماً
يبقى فنبقى
سفر تكوين هي
في البدء
منتهاها بدء أيضاً.
(زياد
عبد الله)
تعال نخطط لماضينا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فكّر في القصّة من آخرها
كيف التصقنا ببعضنا البعض كقطّتين يائستين
كيف صرنا أشقّاء الزهر وأصدقاء العشب المحطوط في كتاب الطلبة الجدد
أفكّر كيف قطعت كل هذه السهول
أقصد سهول القصيدة كي أصل إليك
يا أنت التي هناك وأنا الذي هناك أيضًا
كيف التهب خيالنا وعشنا في قصص الأطفال
كأنّنا سلّمنا قلوبنا لسيوف الأطفال الخشبيّة
وأرواحنا لمسيح أعمى محمول على الأكفّ
مضروب ومهشّم ومطرود من الجنة
أفكّر بجدوى أن نكون معًا أو لا
أن نكون الطهارة نفسها في كلّ الجرائم التي تحصل في حق الحب
ولم لا نكون الحب نفسه
الحب العاري الأزرق الطويل
أفكر أن أخاطبك بطريقة سورياليّة
كأن أقول إنك أكثر من سمكة
لا، أكثر من بحر مرميّ في حاوية
لا، بحر مرمي في شبكة شاعر مغمور
أريد أن أصدمك بصغر قلبي الذي حملك ليلَ نهار، صيفَ شتاء
قلبي الذي كان مصنوعًا من فلز الكلمات
أريد أن أدهشك بقوة حبّي وضعف روحي
بصلابة عيوني وهي تراقبك بصبر لا حدود له
بذاكرتي العميقة التي تتلاشى بلحظة عندما أرى صورتك
أريد أن ألمس حواف جسمك
أقصد طبعًا النهدين وما يلحقهما وأيضا حدائق سوداء لا ترى بالعين المجردة
أن أرى تحت جلدك، وأرى ثقوب الحياة والنشوة، وكيف يمكن ردمهما
أريد أن أكشف لنفسي غيومك بكل ألوانها، غيومك التي تخفينها عن السماء والعباد والطير
أرى شحوبك الجميل الذي تفتخرين به قدام ماضيك
بؤر النهار وهي تلمع وتنير كأسنانك على وجه البلاط
أريد أن أُجرح من أصابعك
أموت بعطسة منك
بضربة من شمس يديك
كيف التصقنا ببعضنا البعض كقطّتين يائستين
كيف صرنا أشقّاء الزهر وأصدقاء العشب المحطوط في كتاب الطلبة الجدد
أفكّر كيف قطعت كل هذه السهول
أقصد سهول القصيدة كي أصل إليك
يا أنت التي هناك وأنا الذي هناك أيضًا
كيف التهب خيالنا وعشنا في قصص الأطفال
كأنّنا سلّمنا قلوبنا لسيوف الأطفال الخشبيّة
وأرواحنا لمسيح أعمى محمول على الأكفّ
مضروب ومهشّم ومطرود من الجنة
أفكّر بجدوى أن نكون معًا أو لا
أن نكون الطهارة نفسها في كلّ الجرائم التي تحصل في حق الحب
ولم لا نكون الحب نفسه
الحب العاري الأزرق الطويل
أفكر أن أخاطبك بطريقة سورياليّة
كأن أقول إنك أكثر من سمكة
لا، أكثر من بحر مرميّ في حاوية
لا، بحر مرمي في شبكة شاعر مغمور
أريد أن أصدمك بصغر قلبي الذي حملك ليلَ نهار، صيفَ شتاء
قلبي الذي كان مصنوعًا من فلز الكلمات
أريد أن أدهشك بقوة حبّي وضعف روحي
بصلابة عيوني وهي تراقبك بصبر لا حدود له
بذاكرتي العميقة التي تتلاشى بلحظة عندما أرى صورتك
أريد أن ألمس حواف جسمك
أقصد طبعًا النهدين وما يلحقهما وأيضا حدائق سوداء لا ترى بالعين المجردة
أن أرى تحت جلدك، وأرى ثقوب الحياة والنشوة، وكيف يمكن ردمهما
أريد أن أكشف لنفسي غيومك بكل ألوانها، غيومك التي تخفينها عن السماء والعباد والطير
أرى شحوبك الجميل الذي تفتخرين به قدام ماضيك
بؤر النهار وهي تلمع وتنير كأسنانك على وجه البلاط
أريد أن أُجرح من أصابعك
أموت بعطسة منك
بضربة من شمس يديك
)إبراهيم حسو(
الرجال الذين يصنعون
الحرب لا يودعون الحبيبات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحرب لا تترك لنا فرصة لنضع أحمر الشفاه
سيظل شعري معقوداً كذيل حصان
لأن فرسا داخلي قد شاخت
أعلق قلبي على الحديد الناتىء
في سلك شائك
أغسل وجهي بغبار أحذية الجنود
أهشم ضلع الموت بحجر
أغني لقبحهم لأطرده
لا مواعيد في الحرب
ما من امرأة تطمر خوفها وتذهب
إلى الحب في الحرب
تحيل الأنوثة الحب إلى الأسئلة
فالرجال الذين يصنعون الحرب
لا يودعون الحبيبات
لا رسائل أو قبلات
لا أسرة مكشوفة للفضيحة
تغمز فتاة لجندي على الحاجز
تترك الجارات شرفاتهن
مشرعة للنميمة
تكف جدتي عن إطعام سرب هديلها
تخبىء قمحها لجوع قريب
تقعد النساء العاطلات عن الحب
على عتبات البيوت
يتلصصن على جارة ثمَّة رجل
في جسدها
سيظل شعري معقوداً كذيل حصان
لأن فرسا داخلي قد شاخت
أعلق قلبي على الحديد الناتىء
في سلك شائك
أغسل وجهي بغبار أحذية الجنود
أهشم ضلع الموت بحجر
أغني لقبحهم لأطرده
لا مواعيد في الحرب
ما من امرأة تطمر خوفها وتذهب
إلى الحب في الحرب
تحيل الأنوثة الحب إلى الأسئلة
فالرجال الذين يصنعون الحرب
لا يودعون الحبيبات
لا رسائل أو قبلات
لا أسرة مكشوفة للفضيحة
تغمز فتاة لجندي على الحاجز
تترك الجارات شرفاتهن
مشرعة للنميمة
تكف جدتي عن إطعام سرب هديلها
تخبىء قمحها لجوع قريب
تقعد النساء العاطلات عن الحب
على عتبات البيوت
يتلصصن على جارة ثمَّة رجل
في جسدها
حين تقوم الحرب في
سنينها القادمة
عليها أن تختار
بين عقرها وحملنا الكاذب.
عليها أن تختار
بين عقرها وحملنا الكاذب.
)بشرى البشوات(
الأربعاء الأحمر، دائرة
الطباشير الإيزيدية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عليّ مواصلة الرقص حتى تدوّخني رحابة السماء ورحابة السهول فيغمى عليّ. عليّ مواصلة الرقص حتى يغلّف جسدي اللحنَ ويُخفي جلدي الأغنيةَ التي تغلغلت في لحمي لنصير جميعاً مخلوقاً واحداً، فلا ألحظ متى تبدأ الموسيقى أو متى تنتهي، لأنها لا تتوقف أبداً وإنما أنا الأصمّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عليّ مواصلة الرقص حتى تدوّخني رحابة السماء ورحابة السهول فيغمى عليّ. عليّ مواصلة الرقص حتى يغلّف جسدي اللحنَ ويُخفي جلدي الأغنيةَ التي تغلغلت في لحمي لنصير جميعاً مخلوقاً واحداً، فلا ألحظ متى تبدأ الموسيقى أو متى تنتهي، لأنها لا تتوقف أبداً وإنما أنا الأصمّ.
"على مَن تتلو مزاميرك يا داوود؟" يقول أبي،
ثم يطلب مني جواباً على هذا السؤال. فأجيبه: "شباط مضى، وأنا أحبّ مزامير مريم.
مواء القطة في الليل يقول: "داوووود، داوووود"، فيردّ قطٌّ أو أكثر:
"ماذا يا مريم؟".
تلمع الشمس على شفرة
ناسيت مزدوجة في يد أبي، ذات الشفرة التي تقطع ظهور التماسيح، ويحلق بها ذقنه
عادةً في النافذة العميقة، صباحاً أمام مرآة دائرية صغيرة ذات وجهين. في يده
الأخرى عشبة برية قطفها وسقاني حليبها الذي رضعته كما رضعتُ صدرَ أمي، وهو الآن
يمرّر سبابته على ملاسة ساقها ويقف عند عقدة صغيرة اسمها "ركبة
العصفور"، ليقطعها سهمياً بالشفرة سنتمتراً واحداً، وعلى مهل يكرر العملية
نفسها مع باقة عشب يسميها مزامير اليوم الواحد. كلما أنهى مزماراً رفع ناظريه إلى
السماء، النقية في وضح النهار: الشمس في أفق، والبدر انعكاسها الميت في الأفق
المقابل، والنسيم القارس تحتهما يحرّك رؤوس السنابل في مطلع بزوغها، وأنا متوارٍ،
ينتابني وسنٌ خفيف تحت إبط أبي، متوسّداً خاصرته تحت عباءته الزرقاء الثقيلة، في
جيبي تنتأ حصياتٌ سألعب بها الداما معه، على التلال التي تغشاها غلالة فستقية
رقيقة من أنفاس الأرض، ألمح من بين مرفقيه جبالاً تطفو فوقها ظلالُ السحب فتتغير
ألوان السفوح من البنفسجي إلى الرمادي الخفيف فالسماوي الفاتح المبقّع بلطخات
وردية، جبالاً لم أسِرْ عليها قطّ، وقدّامها، في البعيد، ينفخ أبي في مزامير العشب
ليختبرها واحداً واحداً، ثم ينتقي أحنّها صوتاً، الرخيم الأقرب إلى تغريد الوروار،
ويوسّده ميزابة نحتها في حصاة ملساء، ويقول لي: "لن أعلّمك شيئاً. سأعزف لك
لحن ضوء القمر. ارقصْ. ارقص حتى ينزف جسمك عرقاً".
عليّ مواصلة الرقص حتى تدوّخني رحابة السماء
ورحابة السهول فيغمى عليّ. عليّ مواصلة الرقص حتى يغلّف جسدي اللحنَ ويُخفي جلدي
الأغنيةَ التي تغلغلت في لحمي لنصير جميعاً مخلوقاً واحداً، فلا ألحظ متى تبدأ
الموسيقى أو متى تنتهي، لأنها لا تتوقف أبداً وإنما أنا الأصمّ.
"الذين صعدوا التلال راقصين من دون موسيقى،
فتمايلوا الليل كلّه على ضوء القمر حتى قادهم إلى هاوية، وحين سقطوا واصلوا الرقص
فيها. هؤلاء هم أجدادك"، تقول أمي.
(جولان حاجي)
(جولان حاجي)
لجسدكِ شكلُ أجاصةٍ
ممتلئة
ساقاكِ أقلُّ لمعاناً
صوتكِ أخشنُ ممّا يجبُ أن يكون عليه صوتُ النساء
يدكِ ليست ناعمة كفاية
بالخدوشِ التي عليها تشبهُ يد امرأةٍ مزارعة
الطلاءُ الأحمر الذي تضعينه مقشَّر نصفهُ عن أظافرك
لا تجيدين رسمَ حاجبيك بالقلم
يبدوان طفوليّين في غالبِ الأوقات
شفتاكِ رقيقتان جدّاً
لم تفكّري يوماً بإبرةِ سيليكون لتصبحا أكثرَ امتلاءً
هما كما كانا في مراهقتكِ
خيطانِ رفيعانِ كخيوطِ الدانتيل التي كانت تغزلُ بها جدُّتك
تنسينَ دوماً أن تزيلي شعرةً سوداءَ أسفلَ ذقنك
حين تغرقين في البحث عن عملٍ يلبّي جموح أحلامك الكثيرة
ترفعينَ صوتكِ في النقاشات التي يخوضُها الرجال
تهتمين بالسياسة، والاقتصاد
تقرئين الفلسفة
وتخوضين في كل الأحاديث التي تلوي عنق العالم
تنسين دوماً أن تكوني المرأة المشتهاة
المرأةَ المرسومةَ صورتُها في ذهنِ الرجال
لكنِّك حين تجلسين أرضاً
بشعركِ غير المصفَّف
وقدميك المتشقِّقتين
بزرِّ قميصِك المفتوح
ماسكةً كتاباً بين يديك
تجعلين الأخرين يتمنون
لو كنتِ البيت الذي ولدوا فيه أطفالاً .
ساقاكِ أقلُّ لمعاناً
صوتكِ أخشنُ ممّا يجبُ أن يكون عليه صوتُ النساء
يدكِ ليست ناعمة كفاية
بالخدوشِ التي عليها تشبهُ يد امرأةٍ مزارعة
الطلاءُ الأحمر الذي تضعينه مقشَّر نصفهُ عن أظافرك
لا تجيدين رسمَ حاجبيك بالقلم
يبدوان طفوليّين في غالبِ الأوقات
شفتاكِ رقيقتان جدّاً
لم تفكّري يوماً بإبرةِ سيليكون لتصبحا أكثرَ امتلاءً
هما كما كانا في مراهقتكِ
خيطانِ رفيعانِ كخيوطِ الدانتيل التي كانت تغزلُ بها جدُّتك
تنسينَ دوماً أن تزيلي شعرةً سوداءَ أسفلَ ذقنك
حين تغرقين في البحث عن عملٍ يلبّي جموح أحلامك الكثيرة
ترفعينَ صوتكِ في النقاشات التي يخوضُها الرجال
تهتمين بالسياسة، والاقتصاد
تقرئين الفلسفة
وتخوضين في كل الأحاديث التي تلوي عنق العالم
تنسين دوماً أن تكوني المرأة المشتهاة
المرأةَ المرسومةَ صورتُها في ذهنِ الرجال
لكنِّك حين تجلسين أرضاً
بشعركِ غير المصفَّف
وقدميك المتشقِّقتين
بزرِّ قميصِك المفتوح
ماسكةً كتاباً بين يديك
تجعلين الأخرين يتمنون
لو كنتِ البيت الذي ولدوا فيه أطفالاً .
)وداد نبي(
(1) ضياء الغروب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمنَّ أن يكون نهارك فارغاً كوجه الميت.
أنظرْ انعكاس الشمس على زجاج نوافذ مقفلة.
تمشَّ، وراقبْ سعال الأرصفة الحجرية.
لا تلمْ، لا تسخرْ. لا تصرخْ، ولا تكتمْ.
أملْ رأسكَ قليلاً، ثمة عشبٌ حول سور الحديد.
أنظرْ في عينكَ: سيدة تمرُّ، عيناها دميتان
نظيفتان.
تمنَّ أن يطول وداعك للنهار المسافر،
سرْ فيه كما لو كنتَ ريشة تسقط ببطء،
أو عصفوراً يهبط أسفل ضياء الغروب.
(2) ستنسى حياتك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ستنسى الصباحَ الذي فيه أحببْتَ يدَ أمِّكَ،
ستنسى أوراقَ شجرة
التوت المجاورة عيونَ المساء،
ونتوءات الحائط الأصفر القديم،
ستنسى الرصيفَ الضيق وعتبةَ الباب وكلامَ الظلال
الباردة،
ستنسى غصَّة الوادع المستمرة، ووحشة الأمنيات
العذبة،
ويأس الوعود الغاضب،
ستنسى ذهب الأحلام الطويلة الباكية.
ستنسى حياتك.
(علي جازو)
وداعاً للحياة كمهنةٍ
قديمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحب ليس شيئاً للمزهرية
تكلّم تكلّم
أيها الحب
بقوة مليون حصان
لا غزالة تمنحني نظرة سهولٍ كي أُهَدْهِد هذا التعب !
لنتفاهم أولاً
كيف لزمن مكسورٍ أن يربّي حباً
سينمو بإتجاه الزمن مكسوراً
على يوميات غزيرة ، كصلاة الحاجة القاهرة
تكلّم تكلّم
أيها الحب
بقوة مليون حصان
لا غزالة تمنحني نظرة سهولٍ كي أُهَدْهِد هذا التعب !
لنتفاهم أولاً
كيف لزمن مكسورٍ أن يربّي حباً
سينمو بإتجاه الزمن مكسوراً
على يوميات غزيرة ، كصلاة الحاجة القاهرة
على الحدود ..
الأسلاك الشائكة تمزّقكَ كانتقامٍ للعبور من زمن إلى آخر
مِن كوة نافذة باردة ، حيث ترمقك نظرة شريرة كمعبرٍ
حطام المباني يناديك من بعيد ، يصل الصوت مذبوحاً
غبار الذكريات ..لا وصية لِيدٍ في الهواء
تكلّم أيها الحب
تكلّم كي أجد الحياة في وردة ذابلة
كي أجد الطريق الطويل في رفة جفنٍ
كي أجد الحنين في زاوية مهملة
كي أجد النبيذ في كأس ماءٍ من هناك
كي أجد هناك ………..
هنا
الأسلاك الشائكة تمزّقكَ كانتقامٍ للعبور من زمن إلى آخر
مِن كوة نافذة باردة ، حيث ترمقك نظرة شريرة كمعبرٍ
حطام المباني يناديك من بعيد ، يصل الصوت مذبوحاً
غبار الذكريات ..لا وصية لِيدٍ في الهواء
تكلّم أيها الحب
تكلّم كي أجد الحياة في وردة ذابلة
كي أجد الطريق الطويل في رفة جفنٍ
كي أجد الحنين في زاوية مهملة
كي أجد النبيذ في كأس ماءٍ من هناك
كي أجد هناك ………..
هنا
(دلشان آنقلي)
يسألون عنك
كما لو أنكَ مررتَ بالجوار
كما لو أني أقف عند المحطة
أرى العائدين دون المضي معهم
يسألون عنكَ
أخبرهم أنّ الريح وحدها من أخّرَتكَ
ولو انتظروا قليلاً ستصل
أحدثهم عن العابرين
الذين مضوا بخفّة
على الأقدام
صوب الذاكرة..
يسألون عنك
أجيبهم
بأني لا أعرفكَ حقاً
وأننا مجرد عابرين
طيّر الهواء أشياءنا عند المحطة
وأنّي لو رفعت رأسي لكنتُ لمحت ما ارتَدَيتهُ
لكنَّ الريح كانت شديدة
وكنت محنية الرأس في وجهها…
كما لو أنكَ مررتَ بالجوار
كما لو أني أقف عند المحطة
أرى العائدين دون المضي معهم
يسألون عنكَ
أخبرهم أنّ الريح وحدها من أخّرَتكَ
ولو انتظروا قليلاً ستصل
أحدثهم عن العابرين
الذين مضوا بخفّة
على الأقدام
صوب الذاكرة..
يسألون عنك
أجيبهم
بأني لا أعرفكَ حقاً
وأننا مجرد عابرين
طيّر الهواء أشياءنا عند المحطة
وأنّي لو رفعت رأسي لكنتُ لمحت ما ارتَدَيتهُ
لكنَّ الريح كانت شديدة
وكنت محنية الرأس في وجهها…
)مناهل السهوي(
(1) الشاعر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في أحدِ الأيام انتبهَ الشاعرُ
فوجدَ أنّه لمْ يبنِ حياته بعد
غضبَ
قلبَ بيتَ الشعر
اشترى حجارةً
وإسمنتاً
وبنائين
وصبياناً للعمل .
أقامتْ الحجارةُ تظاهرةً رافضةً العملَ لمساعدته
ذُهلَ
سألها:
ـ لماذا ؟
أجابتْ:
ـ لم تكوّن نفسكَ بعد .
نظرَ الشاعرُ إلى نفسه وجدها فارغةً
أستغربَ.
جَبَلَ كيسَ إسمنت
وملأَ نفسه
شبعتْ
انبسطتْ
جفّتْ
صارتْ نفس تمثال .
فوجدَ أنّه لمْ يبنِ حياته بعد
غضبَ
قلبَ بيتَ الشعر
اشترى حجارةً
وإسمنتاً
وبنائين
وصبياناً للعمل .
أقامتْ الحجارةُ تظاهرةً رافضةً العملَ لمساعدته
ذُهلَ
سألها:
ـ لماذا ؟
أجابتْ:
ـ لم تكوّن نفسكَ بعد .
نظرَ الشاعرُ إلى نفسه وجدها فارغةً
أستغربَ.
جَبَلَ كيسَ إسمنت
وملأَ نفسه
شبعتْ
انبسطتْ
جفّتْ
صارتْ نفس تمثال .
.
(2) عزفٌ منفرد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرجَ رجالٌ عن القانون ودخلوا منتدى .
القاضي طلّق الأول من زوجته، وعضَّ الثاني في عقله، وفركَ أذن الثالث وكلّه بالقانون.
قالَ الرجالُ:
ـ نحن خرجنا عن القانون فلا تصحُّ محاكمتنا به، هاتوا قانوناً مستورداً.
قالَ القاضي:
ـ القانون ليس طريقاً ضيقةً لتخرجوا عنها.
قال القاضي:
ـ القانون اوتوستراد، مرحرح، يسعُ الجميع .
عادَ الخارجون عن القانون ودخلوا فيه، وعمّروا بيوتاً ومشاريعَ ناجحة، وعمّروا طويلاً .
بعد مدّة صنعَ كلّ منهم قانوناً خاصاً به وأخذَ يعزفُ عليه لوحده.
القاضي طلّق الأول من زوجته، وعضَّ الثاني في عقله، وفركَ أذن الثالث وكلّه بالقانون.
قالَ الرجالُ:
ـ نحن خرجنا عن القانون فلا تصحُّ محاكمتنا به، هاتوا قانوناً مستورداً.
قالَ القاضي:
ـ القانون ليس طريقاً ضيقةً لتخرجوا عنها.
قال القاضي:
ـ القانون اوتوستراد، مرحرح، يسعُ الجميع .
عادَ الخارجون عن القانون ودخلوا فيه، وعمّروا بيوتاً ومشاريعَ ناجحة، وعمّروا طويلاً .
بعد مدّة صنعَ كلّ منهم قانوناً خاصاً به وأخذَ يعزفُ عليه لوحده.
تعليقات
إرسال تعليق