إيروس مختارات من شعر إلزا لاسكر شولر / ترجمة : عبد الوهاب الشيخ



إيروس

(مختارات من شعر إلزا لاسكر شولر*)

ترجمة : عبد الوهاب الشيخ



 إيروس

 آهٍ، لقد أحببتُه بلا نهاية!
انطرحتُ على ركبتَيْه
ورحتُ أشكو لإيروس حنيني.
آهٍ، لقد أحببتُه بجنون.
ومثل ليلةٍ صيفيَّة
ارتمَتْ رأسي
سوداءَ دمويَّة فوق حِجْره
واشتعلَتْ ذراعاي من حوله.
أبدًا لم تضْطَرم دمائي هكذا بالحرائق،
لقد أسلمتُ حياتي إلى يديه،
فرفعني خارج آلامِ الشَفَق الثقيلة.
بينما كانت جميعُ الشموس تردِّدُ أناشيد النيران
وقد أشبهَتْ
أعضائي
زنابقَ أصابها الجنون.

 
هل تَراني

 بين الأرض والسماء؟
على طريقي لم يمضِ أحدٌ أبدًا.

لكن وجهَك يبعثُ الدفءَ في عالمي،
ومنك ينْجُم كلُّ إزهار.

عندما تنظر إليّ،
يصبح قلبي عذبًا.

أرقدُ تحت ابتسامتِك
وأتعلَّمُ أن أهيِّئَ الليلَ والنهار،

لكي أسحرك وأدعَك تذوي،
دائمًا ألعبُ نَفْسَ اللُعْبة.


أُغنيَة حُب

تعالَ معي في الليل ـ نَنَمْ متعانقين.
تعِبَةٌ أنا، من السَهِر وحيدة.
طائرٌ غريب غرَّدَ في الصباح المُعْتم،
عندما كان حُلمي لا يزال ينازعُه وينازعني.
تتفتَّحُ زهورٌ أمام كافةِ الينابيع
وتصطبغُ بأبدياتِ عينيك...
تعالَ إليّ في الليل على حذاء الثريا
محاطا بالحب في خَيْمتي وقد تأخر الوقت.
تتصاعد أقمارٌ من صناديقِ السماء المُتْرِبة.
ومثل حيوانين نادرين نوَدّ أن نتحابَّ في هدوء
في غابةِ الخيزران العالية خلف هذا العالم.
 
الرَبيع

نودُّ مثلَ شعاعِ القمر
أن نسهرَ ليلَ الربيع الساكن،
نودُّ لو أننا طفلان.
تلفُّني في حياتك
وتعلِّمُني كيف تضحك.
أحِنُّ إلى حُبِّ أمي
وحديثِ أبي وألعابِ الربيع،
اللعنةُ، التي طاردَتْني خلال حياتي،
بدأتُ، طالما بقيَتْ بجانبي،
كعدوٍّ مُخْلِص أحبُّها.
تُزهر الأشجار بنعومة
ويفوح الحبُّ من الفروع.
عليك أن تكون أنت أمي وأبي
ولعبةَ الربيع ومحبوبي
وكلَّ ما لي.

عندما تعرَّفتُ على تريستان ـ

آهٍ،
أنت ملاكي،
مازلنا نحلِّقُ
فوق السُحُب اللطيفةِ فحسب.

لا أعرف، إذا ما كنتُ حَيَّة
أم أنني قد مِتُّ ميتةً عذبةً
في قلبك.

دائمًا نحتفل بعُروجِنا إلى السماء
وكثيرًا، كثيرًا ببارقةِ نورٍ خافتة.

أيقونتان ذهبيَّتان
عيناك.

أخبرني ـ ما عساي أكون؟
في كل مكان تودُّ الزهور أن تتفتحَ خارجةً مني.



 
* ابنة أحد رجال البنوك اليهود في إلبرفيلد . تمردت على أصولها البرجوازية وعاشت حياة غير مستقرة , تنقلت خلالها بين مدن أوربا , تكتب في المقاهي , وتتخيل نفسها أميرة من أميرات الشرق . شاركت في جماعة " العاصفة " التعبيرية حيث ربطتها صداقة حميمة بالعديد من الفنانين والشعراء التعبيريين , من أمثال جيورج تراكل وجوتفريد بن . حصلت على جائزة فون كلايست عام 1932 , ولكنها هاجرت من ألمانيا إلى مدينة القدس بسبب اضطهاد النازيين لها , لتعاني الوحدة والفقر وتموت وتدفن في جبل الزيتون عام 1945 . تشيع في أشعارها روحانية كونية , تجسد إحساسها بالوحشة والتعاسة , وتشي بحنين إلى المطلق ما فتئ يراودها طيلة حياتها . من أعمالها الشعرية :
" اليوم السابع 1905 "  و " البيانو الأزرق 1943 "  .


تعليقات