القائمة الرئيسية

الصفحات

على هامش النجاة / مختارات من شعر لينة عطفة


  على هامش النجاة

مختارات من شعر لينة عطفة


 

 السلام
 
 "مدّ يدك لتصافح الفراغ"
 قال لنا العدو وهو يعانق نفسه
 
 "لا تجاهر بالألم"
 قالت الرصاصة وهي تعبر اللحم
 
 "احبسي دموعك"
 قالت المرأة لنفسها وهي تخفي كدمة زرقاء وهي تحايل ورم اللكمة
 
 "لا أريد أن أموت"
 قال الطفل الناجي من الانفجار
 
 "أريد قاربا لا يغرق"
 جملة في مفاوضة الهروب
 جملة الغريق
 
 العالم يخزّن كل شيء
 مستودعات تختزن الطعام والعلف
 والكحول ومواد التنظيف
 العالم يخزّن كل شيء
 ويستهلك نفسه
 
 من جلود الكائنات
 صنعنا الحقائب والأحذية
 من عظامهم صنعنا القلائد والتحف
 كنا نضحك..
 إننا الكائنات الأعلى التي جعلت من القتل فنا مبهجا..
 
 العيون تحتقر.. ترسل النظرة كأنما طعنة في الكبد العيون تحتقر
 والفم يقول كلمات ملأى بالترحيب
 
 الذي أدار خدّه الأيسر
 سقط مغشيا عليه
 
 "نعم.. نعم.. نعم..."
 كنا نصرخ موافقين
 بينما قلوبنا يأكلها الغيظ
 

الحديقة
 أطفال يخربون أعشاش الإوز
 يكسرون البيوض
 إوزة تبكي صغارها الذين لن يجيئوا
 
 "مدّ يديك"
 قالت المعلمة وهي ترفع المسطرة عاليا وتهوي بها على الأصايع
 "مدّ لسانك"
 قال الديكتاتور وهو يحرّك أصابعه
 في أعين المقص
 
 "اسكت وتعوّد"
 يواسي الجنود بعضهم بعد المعركة
 
 "اسكتي وافتحي رِجليكِ"
 يقول زوجٌ للطفلةِ/الزوجة
 
 الشجرة لا تعاند الفأس
 الشجرة تهوي ساحبة معها ذاكرة العصافير ذاكرة الضوء وهو يصيرُ ظلا..
 
 
 المؤانسة
 
 ينهضُ الناس في الصباحات التي لا تحمل أخباراً ويمشون قرب بعضهم / عكس بعضهم
 ولربما يحتكّ الكتف بالكتف
 لكنّ الأعين لا تلتقي أبداً
 يلقون التحية..
 جافةً تخرج من الحلق
 جافةً وعبثية
 تمضي هباءً
 بين الوجوه التي تشيح بأنظارها إلى لا شيء تلك التحية.. كم تثير الذعر!
 
 مرحباً أيّها المرء الذي يشاركني الانتظار في عيادة الأسنان
 لن أحبكَ ولن أكرهك
 أنت لا تعني لي شيئاً
 أنت الوقت الثقيل الذي سأمضيه وحيدةً ريثما يصل دورك.. ريثما ينتهي دورك
 ريثما تقول الممرضة اسمي
 
 في شراء الخضار
 تُسقط السيدة العجوز كيس الطماطم تتدحرج الحبات كأنّما تضحك
 كأنما تتحدى التهاب المفاصل
 ولا يلتفت أحد
 الجميع يشتري الخضار
 
 على مقعدٍ في الحديقة
 على الحصى قرب نهر
 على حواف الأرصفة
 على الأدراج العريضة في المدن
 يجلس الناس
 كأنما يقولون للقصيدة: اكتبي عزلتنا
 
 دمى الواجهة تحدّق في المارّة
 في الطفلة
 في الأمّ التي جرّت ابنتها.
 في الأسواق المترفة
 يمشي الناس
 بخطوات متشابهة وملامح متشابهة
 وأعين لا ترصد شيئاً
 وحدها الدمى.. راسخةً تحدّق في الخطى الذاهبة إلى الفراغ
 
 نسيَت أسماء أحفادها
 نسيت وجوههم
 نسيت كيف يتمّ ابتلاع الطعام
 يتناوب الجميع إجبارَها على تناول الطعام إجبارها على الحياة
 
 ما الذي يريده الناس من الشعر؟
 كلمة للحبيبة.. كلمة للأمّ
 كلمة للحزن.. كلمة للخوف
 يريدون أن يرفعوا القناع عن وجه العزلة
 
 نعقدُ الحب بين خاتمين
 ونستلقي في الأسرّة
 كلٌّ على جانبه
 ممسكين هواتفنا المحمولة
 نقلّب الأخبار والصور والكلام السريع إلى أعلى بسباباتنا.. إلى أعلى
 ندفع الوقت ليمضي..
 والحبُّ على حاله معقودٌ بين خاتمين
 
 إنني غاضب قال الرجل في الشارع
 إنني خائفة قالت المرأة وهي تفرم الخضار إنني غير راضٍ قال الطفل الذي يركل الكرة صوب الحائط إنني أعزل قال الطاغية وهو يضغط على الزناد
 
 إنني لا أحد
 في البلاد التي يتبدّل بها جيراني مرتين في العام في البلاد التي لا أحكي لغتها.. إنني لا أحد مجهولةً لدرجةٍ لم أعد أخجل فيها من شيء بالأمس غضبت لأني لم ألحق القطار
 وقفت في منتصف الشارع وصرخت
 لكن أحداً لم يكترث ولم يلتفت حتى
 طفلٌ صغيرٌ فقط
 وضع سبابته على فمه، مشيراً إليّ بالصمت!
.
 
 أقتُلُك!
 
 المناورةُ الأكثرُ فتكاً..
 من منّا سيكسرُ عظمَ الآخر؟
 من منّا سيطيحُ بتاجِ خصمه؟
 من منّا سيضحكُ في سرّهِ عندما يرى دموع الندّ؟ من الرابحُ الذي سينظرُ بلا رحمةٍ إلى الحطام؟
 
 قلوبٌ خردةٌ.. مزقُ غرامٍ وهوى وحبّ قلوبٌ خردةٌ.. تتبدّلُ وتتغيّرُ كما لو أنّ الصدأ قوّة! قلوبٌ خردةٌ.. بقايا أعادها الآخرون لنا وخبّأناها جيّدا في الخيبات
 حتّى لا نلمحَ نظرةً من زجاج
 حتّى لا يعلمَ الخصم أنّه
 كسّر عظام الحبّ وغرزَ الشظايا في قلوبنا
 
 المناورةُ الضّارية!
 أريد أن أجعلك تتألم
 لا أفكّرُ أن أترك أثرا أو ذكرى أو أيّ شيء فقط أريد أن أراك وأنت تتألّم
 أن يمرَّ اسمي في بالك
 كمفتاحٍ يجرحُ زجاجَ النافذة!
 
 الخيالُ الذي يجعلني أضربُ الطاولةَ بقبضتي الخيالُ الذي يشفي الغليل
 فمي على فمك
 ويدي الصغيرة اللاهثة تخنقك!
 إنني أقتلك في خيالي ألف مرّة
 أقتلك بطرق لانهائيّة
 أقتبسُ من عينيك الاحتقار
 الحبَّ الذي يعانق الاحتقار
 أقتبسُ الشهوةَ وأقتلك!
 
 أقلبُ الوقتَ في ساعة الرّمل..
 أهملكَ وأحوّلُ الرغبة إلى انتظار والانتظارَ إلى أصابعَ متشابكةٍ وصبرٍ نافد\
 
 ها أنت ذا رجلٌ غاضبٌ
 يبحثُ في قاموسهِ المهذّب عن شتيمةٍ مهذّبة! وأنت ترمي كلماتِكَ المنتقاة
 وأنت تُفلتُ كلمةً قذرة
 أهملكَ وأُفسدُ عليك الغضب…
 
 طفولةُ الصدأ.. مطرٌ فوقَ الصفيح
 ذلك الصوتُ الهادرُ على المعدن
 لا يستنبتُ إلا خيبةَ من يحلمُ أن يعانق غابة… مطرٌ فوقَ الصّفيح
 أُقبلُ إليك طريّةً كقلبِ اللوزِ الأخضر وتتهيّبُ حتّى أن تبتسم لي!
 إذن، ما الذي يفهمهُ السيّدُ من الابتسام؟ ما الذي يفهمهُ السيّدُ من اللّهو؟
 ما الذي يفهمهُ السيّدُ من خدر الشّفة لرغبة في قُبلة؟ ما الذي يفهمهُ السيّدُ الذي يُحصي العشيقات، فلا يجد الغاضبةَ الهيمى؟
 
 إنّنا لا نصلحُ للحبّ ولا للضغينة.. إننّا لا نصلحُ للعاطفة..
 نصلحُ للرّهانات التي تحرق ُ القلب
 من منّا سيهجرُ الآخرَ أوّلاً؟
 من منّا سيكسرُ عظمَ الآخر؟
 غارقِين في وهمِ الانتصار
 نسمّي الوحدةَ شجاعةً
 ثمّ نحطّمُ كلَّ ما يستسلمُ لنا!
 


 على هامش النجاة
 
 يجيئون برّاً وبحراً وجوّاً
 يفرّون بين العواصم.. بين الحدود
 كأنّ الخرائطَ وهمٌ وحصَّتَهم في الحياةِ هروبٌ كأنّ البلادَ عيونٌ من العتمِ تزفِرهم في الضّبابِ لقد كنتُ أحفظُ حارتنا مثل كفِّ يدي والشوارعَ صوبَ بناءِ السرايا
 وأعرفُ تاريخَ كلّ العوائلِ، أعرفُ كلّ العجائز كلّ البنات اللّواتي تعثّرن بالحبِّ في شارعِ الستّ زينبَ أعرف كلّ الدّكاكينِ.. كلّ رصيفٍ يشاكسهُ العشبُ أعرف أعرف أعرف
 حتّى تهيّأ لي أنّني معجمٌ لمكاني
 وإذْ قيلَ لي: يا فتاةُ الكلامُ حرامٌ بكيتُ إلى لغتي: دثّريني!
 اختبأتُ وأغلقتُ اسمي عليَّ
 أنا نقطةُ النّونِ
 روحي مرايا الخيامِ .. من الظلِّ تحتَ الشجرْ وحتّى الشتاتِ..
 رأيت ملائكةً نائمينَ.. شبابيكَ مشرعةً وستائرَ تأخذنا صوبَ ما يشتهيهِ الخيالُ بلادٌ من الشِّعرِ مأخوذةٌ بالخيامِ وبالرملِ رعبٌ يسوسُ الجياعَ ليعتصموا بالقبيلةِ كنّا شمالَ الرمالِ ممالكَ مفتوحةَ للجيوشِ ولكنّنا لم نكنْ عابئينَ بإرثِ الألوهةِ لم نكترثْ للزمانِ المخاتلِ
 لم ننتبه للخلودِ الذي نامَ قربَ أساطيرنا.. وارتحلنا بأقدارنا هاشلينَ
 لأبعدَ من أن يكون الحنينُ قرينَ المسافرِ ودّعتُ كلّ الذينَ أحبُّ وعانقتُ روحَ المكانِ لآخرِ مرّة غمرتُ عيونَ رفاقي وأهلي.. وإطلالة البيتِ رتّبتُ للقلبِ أشياءَهُ:
 خطُّ جدّي بديوانِ شعرِ أبي الطيّبِ المتنبّي كظلِّ النبوءةِ
 مكتبتي في الجدارِ وأشجارُ باحتنا بابنا والممرُّ إلى درجِ البيتِ
 طقسُ المؤونةِ والكعكِ في العيدِ خزّانُ ماءٍ على السّطحِ
 رتّبتُ أشياءَ قلبي
 وما طاوعتني الكتابةُ
 ما عانقت لغتي رغبتي
 ذكرياتي البعيداتُ مِلنَ على حاضري فترنّحَ ثمَّ انحنى..
 وذاكرتي لا تنامُ ولا تتركُ النومَ لي! أيمتلكُ الهاربونَ وداعاً؟!
 مضى نصفُ عامٍ وعامٌ على رحلتي
 لم أحسَّ بأنّي أنا في الوداعِ
 توزّعتُ حولَ المكانِ وفيهِ أراقبُ طقسَ الرّحيلِ ومرَّ الوداعُ كحادثِ سيرٍ
 أنا حفنةٌ من ضبابٍ..
 أراقبُ كيفَ يمرُّ بيَ الموتُ
 يلمسُ وجهي ويمضي..
 فأنظرُ حولي بعينينِ مذعورتينِ
 أرى جُثثَ النّاسِ منفيَّةً في الهواءِ معلّقةً في صدى الكلماتِ التي حاصروني بها.. الطّريقُ هوَ المشيُ
 كنّا نظنُّ المياهَ طريقاً ولكنّها عدمٌ واختبارٌ لما جفَّ من حظِّنا / هل سنطفو؟! رمى البحرُ وهماً.. نؤوِّلُ أحلامنا حولهُ فتَبِعنا المكيدةَ حتّى نهاياتها
 لم نكن أنبياءً ولا آلهةْ
 ولا سمكاً، فغرقنا!
 ألا أيّها البحرُ أرجعْ لنا ما أخذتَ ويا أيّها العالمُ المتمدّنُ شكراً لأنّك زركشتَ قصّتنا وصيّرتها فُرجةً في متاحفَ ما بعدَ بعدِ الحداثةِ إنَّ الطّريق هوَ المشيُ، أقدامنا تعبتْ فيئسنا وقلنا ستوصلنا الشاحناتُ زنازيننا رافقتنا
 وأشباحُ قاتلنا شهَقَتْ فاختنقنا، ومِتنا! عبرنا الطّريقَ وكُنَّاهُ
 إنَّ الطّريقَ هو الواقفونَ بكلِّ الحدودِ.. إلى الموتِ: أجّل خطاكَ إلينا
 إلى قبرنا في المنافي: استدر مثلَ أقدارنا وأعدنا لجبّانةِ العائلةْ إلى عتباتِ البلادِ: هبينا قليلاً من الضوءِ كي نحترقْ إلى المجزرة: تخيّلتُ وجهكِ لو أنَّ أقدامنا طاوعت قلبنا في الهروبِ إلى القَتَلة: ستبكوننا ذاتَ يومٍ
 إلى الحربِ: هل تمنحينَ البطولةَ أم تمنحينَ النّجاةَ؟! إلى مَنْ يَعدُّ جباهَ ضحاياهُ: ما هوَ رقْمُ جبينكَ؟ إنَّ الطّريقَ هوَ المشيُ
 ظلّلنا شجرٌ لا يبوحُ بأسرارهِ
 فبكينا على الوردِ في ساحةِ الدّارِ كانَ الحصى ناقصاً عن مدانا لننثرهُ
 كي يكونَ دليلَ الرجوعِ
 وكنّا نَقِلُّ وتمضي هويّتنا في المشاعِ تشيلُ الشّعوبَ من البحرِ حتّى المكانِ الجديدِ الشّعوبَ التي شاهدت موتَنا في الحصارِ الشّعوبَ التي حسدتنا..
 الشّعوبَ التي انتظرت أن يؤولَ لها جرحنا كي تهاجر صوبَ بلادِ الحضارةِ
 ها نحنُ ذا هائمونَ أمامَ المرايا
 قطعنا أصابعنا كي يكونَ الوصولُ اعترافاً أخيراً لنا بالخسارةِ
 لم أحفظِ اسمَ المكانِ الجديدِ
 بقيتُ أردّدُ: بيتي أمامَ الحديقةِ قدّامَهُ منهلُ الماءِ والآنَ في غربتي لا أصدّقُ لونَ الشجرْ أخضرٌ كلُّ شيءٍ وقلبيَ كالرّملِ في هاوية أخضرٌ كلُّ شيءٍ وروحيَ كالغيمةِ الخاوية أخضرٌ كلُّ شيءٍ وأهذي: خذوني إلى البادية وصلنا!
 أنا الآنَ في الأوّلِ الابتدائيِّ أطلبُ كأساً من الماءِ أو كوبَ شايٍ فتفرحُ آنستي ويصفِّقُ لي أصدقائي وأبكي.. أنا أكتبُ الشِّعرَ في لغتي
 لا أريدُ الذّهابَ إلى المدرسة
 لا أريدُ التعلّمَ قسراً.. وجرحي يعضُّ على الملحِ إنّ اللّغاتِ رفاهيةٌ!
 وأنا ههنا لستُ شيئاً سوى أنْ نجوتُ من الموتِ أهلي ورائيَ، بيتي ورائيَ، الذكرياتُ وروحي وكلُّ الذي قد هذيتُ بهِ قد تركتهُ علِّي أعودُ.. سأسألُ هذي البلادَ التي تركتنا نلوذُ بها، مَنْ أنا ؟! كنتُ في شارعٍ في بلادي
 سمعتُ صراخاً أطاحَ بقلبي كأنّهُ مشمشةٌ عَسَّلت صرتُ صوتاً فحسبُ، وحرِّيَّةٌ صرختي ثمَّ ضِعتُ كأنّي صداها.. وضِعتُ وضِعتُ وضِعت كأنّيَ خيطٌ تدلّى من الكمِّ
 كمِّ الإله البسيطِ الذي صاحَ حرّيّةً ثمّ صارَ رماداً ثلاثُ نجومٍ من الدّمِ تجبلُ للرّوحِ صلصالها عَلمٌ للبلادِ التي نشتهيها.. مدىً للخيالِ البعيدِ همستُ لكلِّ الّذينَ معي تحتَ تلك النجومِ الثّلاثْ: لا تهِنوا أيّها الحالمونَ ولا تحزنوا! ثمَّ كانَ خرابٌ وموتٌ ورعبٌ
 خيامٌ على طولِ هذا العراءِ
 نجا من نجا ونجوتُ
 هنا في البلادِ البعيدةِ كانوا
 يجيئونَ برّاً وبحراً وجوّاً
 يفرّونَ بين العواصمِ بينَ الحدودِ كأنَّ الخرائطَ وهمٌ
 رفاقي وأهلي وشعبي وحصّتُهم في الحياةِ هروب…
 

 ضجر
 
 - ماذا تفعل اللّغة ؟
 تمنحكِ مرآةً لتري وحدتك عاريةً من الضَّجيج - أين أذهب بقصائدي ؟!
 احفري لها قبراً صغيراً على مخدّتك ونامي لتصير أحلامك حقيقة - ماذا أفعل بالغيم ؟
 حدّقي فيه ليصير مطراً
 - ماذا أفعل بالملائكة على كتفيّ ؟
 دخّني ليهربوا من ضباب الرائحة
 - ماذا أفعل بالفراشات التي تدلّل الهواء ؟ احرقيها ودعي اللّهب يقودك
 - كيف أهشّ أفكاري ؟
 بعصا الرغبة
 - ماذا أفعل بالوقت ؟
 افرطيه كرمّانةٍ
 - ماذا أقرأ ؟!
 اقرئي الغيب
 - لماذا يموت الشّعراء ؟!
 ليمتحنوا خلود أسمائهم
 - لماذا يموت الطّغاة ؟
 لكي تعيش الشّعوب.
.
 
 جي بي إس / GPS
 
 "بعدَ مئتي متر، انعطف يميناً"
 "المنعطفُ على اليمين بعد خمسينَ متراً" "الزم المسارَ الأيمن"
 "استمرّ في اتجاهٍ مستقيم"
 يأخذني جهاز ال GPS إلى حياتي الجديدة.. يطوي جهاز ال GPS ذاكرتي
 ويصبحُ كلّ شيء صوتاً آليّاً
 يأخذني  إلى جهاتٍ لا أعرفها..
 يصعدُ الجهاز معي إلى الطابق الرابع يدلُّ قدميَّ على تناوب الصعود
 يشيرُ إلى جهة باب البيت
 "انعطف يساراً"
 هنا المطبخ.
 "انعطف يميناً"
 هنا غرفةُ النوم.
 "استمرَّ في اتجاه مستقيم"
 هنا غرفة المعيشة
 والنافذةُ المطلّةُ على المعدن..
 "لقد وصلتَ إلى وجهتك"

 

 

___________________________________________________________________


 لينة عطفة شاعرة سورية مواليد 1989 سلمية-سوريا، مجازة في الأدب العربي من جامعة دمشق، تكتب لصحف ومواقع إلكترونية عربية وألمانية مختلفة. صدر لها ديوان شعر مطبوع  بعنوان "على هامش النجاة" عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر بتقديم من الفنان مرسيل خليفة، بالإضافة إلى ديوان باللغتين العربية والألمانية بعنوان "سِفر الوصول المفقود" عن دار بندراغون في ألمانيا. شاركت في عدة مختارات شعرية صدرت باللغتين الألمانية والفرنسية وتقدم ورشات كتابة إبداعية للأطفال والبالغين.
 تقيم منذ نهاية عام  2014 في ألمانيا.
 
  الجوائز والترشيحات:
  المركز الثالث جائزة وجيه البارودي للشعر 2007
 جائزة هيرتا كونيغ للكاتبات الشابات 2017
 القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد فئة الكاتب الشاب ديوان "على هامش النجاة" 2017/2018
 منحة دعم الفنانين في منطقة الرور للتفرغ الأدبي مشروع رواية "الجلسة ما قبل الأخيرة مع السيدة إدرلينغ" 2019
 "سِفر الوصول المفقود" الوصول إلى قائمة "Litprom Bestenliste" لأفضل الكتب المترجمة إلى الألمانية خريف 2019
 منحة قصر فيبرسدورف للأدب 2020 للعمل على مشروع ديوان شعري مستوحى من أعمال الفنان النمساوي غوستاف كليمت
 جائزة LiBeraturpreis لأفضل الكتب المترجمة إلى الألمانية ديوان "سِفر الوصول المفقود" 2020
 منحة بيت الفنانين في إيدنكوبن للكتابة الأدبية لشتاء 2021
 
 المنشورات:
  على هامش النجاة ديوان شعري 2016
 "سِفر الوصول المفقود" ديوان شعري 2019
 
 الكتب المشتركة:
  "أن تكون هناك / أن تكون هنا" أنطولوجيا شعرية للكتاب القادمين إلى ألمانيا من مناطق الأزمات 2016
 "بكلماتٍ أخرى" أنطولوجيا شعرية لكاتبات لاجئات في ألمانيا مع دار الأدب في كولونيا 2017
 "خوفُكَ / جنتُكْ" أنطولوجيا شعرية لمشروع "شِعر الجيران" مع بيت الفنانين في إيدنكوبن 2018
 "القلب لا يترك مكاناً تعلّق به" أنطولوجيا شعرية لكتّاب مشروع
 "Weiterschreiben" "مواصلة الكتابة" 2018
 "فاكهة العتمة" أنطولوجيا شعرية باللغة الفرنسية لكاتبات سوريات 2018
 "القيمة العشرية للحب" أنطولوجيا شعرية باللغة الفرنسية 2018

قد يعجبك ايضا

تعليقات