كلب ميت ينبح / مهدي النفري

 

كَلبٌ ميِّتٌ يَنْبَحُ

مهدي النفري

 


 

لا شيءَ،

كَلْبٌ ميِّتٌ يَنْبَحُ

منْ دونِ صَوْت

 

 

فِي هذَا الصَّباح،

لِمَ لا أَقولُ الليلَ وأُكملُ حِكايَتي،

النَّوْمُ يَغِطُّ في مكانٍ آخرَ منَ العَالَم

بينَما يَنبَحُ رَأْسي، يُطارِدُ فريسةً سبَقتْهُ إلى الفَناء،

يَعْرِفُ جيِّدًا أنَّ اللُّعبَةَ لا عَوْدةَ مِنها،

لا ثَمَرَ فِيها،

مع ذلك يَبقَى ذاك الرَّأسُ مُتشبِّثًا بالجَسَد،

يُمْسِكُ بِه بقوَّة ولا أعرفُ سبَبَ

ذاكَ البَقاء،

لسْنَا أصدقاء جَيِّدِينَ لبَعْضٍ،

ولا يَجْمعُنا أيُّ شيءٍ

سِوى دَرْبٍ غريبٍ الْتَقيْنا فِيه صدفةً،

كنتُ في اتِّجاه المَنْفى وَحِيدًا،

أَبْحَثُ عنْ أيِّ مأوًى يحتضنُني،

وجدتُه هناكَ

يَجلسُ على حَجَرَةٍ يَفْرِكُ عَينَيْه 

وفِيه كثيرٌ منَ النُّعاس،

وَجْهُهُ شاحِبُ اللَّون،

في البَدْءِ خَشَيْتُ أنْ أقتربَ منه،

قُلْتُ وقتَها مَالِي أنَا والأيام،

دَعْ هذَا الغريبَ يأكلُ روحَه مِثلي،

نَظَرَ صَوْبي، قَفَزَ منْ مَكانِه، عانَقَني بقوَّة،

أتذكَّر جُملتَه الأولى كَأنَّ وَقْعَها الآنَ وليسَ قبلَ

نُطفَةَ أبِي، 

أنا على قَيْدِ الحَياةِ أَيُّها العَابِرُ

أنا على قَيْدِ الحَياةِ أيُّها الغَريب

ومنذُ تلكَ اللحظة وأنا أَجْرِي

أُحاوِلُ

التخلُّصَ

مِنَ

القَبْرِ

21-4-2020


تعليقات