مكان مشبوه
مختارات للشاعر محمد الكفراوي
ضجَرٌ
تَعِبتُ من التّنفُسِ
تَعِبتُ من رؤيةِ وجهِي كلَّ يَومٍ
يتقمّصُ صُورةً جديدةً
لرُوحٍ مفقودةٍ فِي أعماقِي.
يا للْضَجرِ.
ببُطءٍ شديدٍ..
يَمُرُّ الوقتُ
بِصَلفٍ وتعالٍ
تدورُ عجلةُ الأحداثِ
وكأنَّنا زوائدُ مشبوهةٌ
في خَلفيةِ المشهدِ.
في وقتِ المُغامَرةِ
كانتْ الحياةُ أشبهَ بِبالونةٍ ضخمةٍ ملونةٍ
تتوعَّدُ كُلَّ لحظةٍ بانفجارٍ مفاجئٍ.
بنُتفٍ ملونةٍ تغطِّي سطحَ الأرضِ
نسْتمتعُ بها
ثمّ نبدأُ من جديدٍ
فِي بناءِ حياةٍ أُخرى
مِلؤْها الضَّجرُ.
تنْويعاتٌ على الموتِ
كلبٌ أسودُ سيفترسُكَ
وأنتَ راقدٌ في سَريرِكَ.
جُدرانُ المَنزل ستَنقَضُّ عليكَ
بِفعلِ زِلزَالٍ مُدَمِّرٍ.
وَيُمكنُ أنْ تَموتَ منَ الرعبِ
عندَما تَجدُ شَبَحًا يرتَدِى زِيًّا أَبيضَ
يقتَحمُ عليكَ شَقّتَكَ
ويَطلُبُ مِنكَ بِكلِّ أدبٍ
أنْ تذهبَ معهُ فِي هدوءٍ.
بِخِفَّةٍ
بِكاملِ إرادتِي
أُخدِّرُ نفسِي
بِكلِّ بَراعةٍ وإخلاصٍ
أتَناولُ ما يقعُ تحتَ يَدي
من نبَاتاتٍ سِحريّةٍ وعقَاقيرَ
وأَطيرُ خفيفًا خَفيفًا
فوقَ سطْحِ العَالمِ.
خَيَالاتٌ
بِخَيالاتٍ عَرجَاءَ
أُغَذّي مَلَلِي
أَتَصوّرُ السُّحبَ امرأةً ثِرثَارةً
لا تَكُفُّ عن إطْلاقِ الرّزازِ فِي وَجْهِي
البِنَايَاتُ الفَارِهَةُ
مَقابرُ جَماعيّةٌ لأَحلامِ الطّفُولةِ
أَتصوَّرُ أنّنِي كنتُ فِي الأصلِ شبَحًا
ضَلَّ طرِيقَهُ فِي الفضَاءِ
ليَستَقرَّ فِي صورةٍ بَشريّةٍ
تَفْتَقِدُ رُوحَ المُغَامَرةِ.
نِهَايةٌ مُنَاسِبةٌ
فُرصُ النّجَاةِ شِبهُ مَعْدُومةٍ
وعلى كُلٍّ مِنّا أنْ يَبحثَ
عنْ نِهَايةٍ مُنَاسِبَةٍ لِحَيَاتِهِ.
سبقَ أنْ قُلتُ لكُمْ
إنَّ الأرضَ مكانٌ مشبوهٌ
وغَيرُ آمنٍ بِالمرّةِ
فهِيَ فِي أحسنِ حَالاتِها
مليئةٌ بالأوحَالِ والأوبِئَةِ.
حاولتُ أكثرَ مِن مرَّةٍ أنْ أُقنِعَكمْ
بأنَّ أجسَادَكُم نَفسَها
عِبارةٌ عن براميلَ مِن الدَّمِ
قابلةٍ للانفِجارِ فِي أيّةِ لَحظَةٍ
وسَتُصبِحُ عاجِلًا أو آجِلًا
وجبةً دسِمةً للحَشراتِ والدُّودِ.
تعليقات
إرسال تعليق