بانتظار امرأة ما
مختارات من ديوان " نهار تدحرجه النساء "
محمد عبد الوهاب الشيباني
أنت وظلك وفضول الكحول
المستيقظ في دمك
ليس
فضول الكحول
ولا ضجيج النيكوتين
"نواش الكتابة"
ليس معنياً بيقظته
تماماً مثل مرآة الفقد التي تبث
صور الموتى في شاشة سوداء للنوم .
"المرأة السوبر"
التي جمعّتها مثل "حاسوب" من نساء
مفرطات في العادة
هي الأخرى غير حاضرة في اليقظة
المستيقظ في دمكَ
ليس أنتَ
ليس ظلكَ
ليس الشارع ، والناس
ليس عوادم المدينة
ليس الحفر الامتصاصية
التي يضعها أمامك هوس الأصدقاء
المستيقظ في دمك
هو (وردته)
التي سيقطفها بعد ساعات نهارٌ تالٍ
تدحرجه النساء
بكل طمأنينة أمامك .
العشاق قليلو حيلة
العشاق قليلو حيلة
لهذا استطعت وضعهم جميعا في حقيبتك اليدوية
التي لاتتسع لأكثر من علبة بار فان
ومرآة صغيرة وأصبع احمر شفاه،
وموبايل مثخن برسائلهم المتسولة،
ومصمتات مكالماتهم التي لم تردي عليها .
العشاق
ليسو بغير زوجات بالضرورة
وليسو بغيرما حنان مسترد
وليسو جوعى أسرة
ولا تستطيع زهراتك العشرين اللحاق بسنواتهم المعتقة .
العشاق فقط قليلو حيلة
ربطوا خيولهم في إسطبل ناعم
تسوسه رغباتك،
وتركوا لخيالاتهم
ـ التي تحاول اختصار نصف أعمارهم ـ
أن تشيد ممالكهم في النوم ،
وحدك فيها الملكة ،
حين لاتتوزع على أكثر من سرير
ولاتعرش إلا على قلب خالص لواحد منهم
العشاق قليلو حيلة
لأنهم لايستطيعون الخروج من إطار
الكاريكاتير الذي تنسلين بعرضه على الصديقات
عوضا عن اللعب التي تتحرجين في اقتنائها
في سن العشرين .
رغبة منفلتة/وارث مجذوب
أنتِ
هو
الرغبة منفلتة تحت الملابس
الورع تنتجه الممانعة المصطنعة
هو المثقل
بحمولة الكشف المعتمة
أنت المتخففة
بغلالة الحجب الرقيقة
هو بإرث
جدب النساء
ورغبة الكتابة
أنتِ
بجلال الزوج
ورائحة السرير،
حين توقظك في منتصف القبلة مع غيره
هو
بشيخوخة القراءة
وعصا السنين المتهالكة
أنت
بتقية الميري
وصورة الطفلين بملابس المدرسة .
أنتما
في منتصف المحبة،
وغشاوة العشق ،
وضجر البوح
حين يمضغ طرف الحكايات التي
تلفقانها لرسم صورة أخرى
غير تلك التي
ستتبدى لكما عن بعضكما
على بعد قبلتين فقط .
شرك لإيقاع زوج عابر
تظن أن
ثمان وعشرين سنة
أقفلت أمامها طرق الزواج
الذي ظلت ترسمه بطول سنوات المراهقة
السنوات السرية الأولى
في المدرسة العسكرية هي الأخرى
لم تبخر تماما صورة الزوج المفترض
حتى وهي توقن إن التدريب
ربى لها عضلات المصارع
وضمًر نهديها الفتيين
وصلَد مؤخرتها اللينة
وأحال الغنج في مشيتها
إلى طابور جزاءات لاينتهي.
هي الآن
تراهن على بشرتها البيضاء
ولهجة الأنوثة الطافحة من كلام بنات المدينة
التي تكسبتها من مخالطة الصنعائيات
كشرك لإيقاع زوج ما
لم تعد تشترط شكله
وسنوات عمره
وعلاقته بزوجته
وعدد أطفاله.
زوج (فقط) يبرر لها عملها كمجندة شرطة
لم يستوعبه الأب حتى مماته
وبسببه هج أخ لها إلى جغرافية أخرى
وحارة بطولها تنظر إليها كساقطة.
زوج لايستبق عراكاتهما المفترضة
التي قد تخرج فيها كل فنون القتال
التي اختزنتها من تدريبات أجلاف
من بقايا نظام ذرت تأريخه الرياح
في كل القنوات ..
ينظرون إليها
وتنظر لأسفل قدميها
البنت التي لا تنظر إلى أحد
وينظر إليها كل العابرين
والقاعدين على الأرصفة
وركاب الميكروباصات
والحافلات العاملة بالديزل
بائعي القات
حاملي البنادق المتربصين بخصومهم
بائعي الغاز بطنطناتهم
وبائعي البطاطا المسلوقة في الجولات
الطلاب
الجنود
الفلاحين
عمال البوفيات من حملة الشهادات
المرأة التي ينظر إليها الأدباء
فينسون كلمة "البرفسور" التي نطقها وزيرهم باعجوبة الفاتحين
وانستهم عراكات زملائهم في الاجتماعات الرسمية
وأبهتت صورة الشيخ
المضروب من السيدة في حشد من النمامين
المرأة التي ينظر إليها الجميع
ولا تنظر إلا لأسفل قدميها هي
الرغبة القاعدة القرفصاء في مدخل
سوق النساء
الرغبة المكبوتة لأربعة وعشرين مليونا
يسهر الحاكم على إرضاعهم
اب 2004م
طيور الثلاثين الغريبة
لم تتجاوزك السنون !!
طفولتك التي تتنطط على حبل الثلاثين اللين
تستطيع (قطر) كل ما ترغبين به من رجل،
تشتهينه صاعدا من سطور القراءة
لا من اعتصارات الحاجة.
وقفت طويلا
أمام إشارة حمراء
أشعلتها صورة(الفارس)،
التي جعلتك تتأخرين طويلا
لأنك كنت تحاولين إعادة تجميعها
بزهو الأنثى
التي لم تتأخر حتى وهي
تبصر مدمني الإشارة الخضراء
يعبرون خفافا،
وكنت وحدك (المثقلة)
بحنين مرتبك لمرور الأيام
التي سيقف بعضها على حبل الثلاثين
مثل طيور غريبة
يمر وعلى وجهه ابتسامة هادئة
حينما قفزتِ الى البال
بأنوثتك الطافحة
،كان أبوكِ يمر أمام المقهى
بكامل قيافته كشيخ قبلي،وكبرياء
لاتهزمها نظرات العمال اليه ،
باعتباره أبا ًلامراءة
يخطّمون بحكاياتها المتضخمة وحدتهم
ويسلّون ذكورتهم البليغة في ليل الحوانيت
الأب الذي لن تخدش كبرياؤه
أياد المصلين في المغرب القريب
ـ حين تقذف به بعيداً عن الصف الأول
باعتباره أباً لامراءة
يوقظ فيهم الخيال ريحه
كلما تذكرونها على الأسرة الزوجية ـ
حينما قفزتِ الى البال
بكامل ضجيجك
كان أبوك يمرّ بهدؤ
وعلى وجهه ابتسامة هادئة.
كل حمولة الجسد القليل
كصياد متدرب
ترك ليده الأربعينية السمينة
ان تحط على يدها العشرينية النحيفة
احس بخضة عصفور
تنشر كهربتها على المقعد البلاستيكي
الضغطة اللينة
كانت تزيد من شراسة فولتات الجسد المختض،
والخائض في قراءة دهشته بعينين مرتبكتين
القبلة الاولى
على ظهر اليد الناعمة
اختلفت تماما عن متبوعاتها،
المستنشقة بلهفة(شفتين ظامئتين)باطنها المعطر
- لمسة صياد متدرب
- ضغطة يد تعري ذاكرة اللحظة ،
وقبلة باحثة عن غيها المستتر
كانت هي كل حمولة الجسد القليل المرتبك
حين ترك المقعد البلاستيكي الاخضر
وردها مكومة في رسالة s.m.s
التمعت لها شاشة الموبايل ـ في ساعة متأخرة من الليل ـ
( لم اغسل يداي بعد
احببت ان استبقي قداسة لمسة يديك
وقبلة شفتيك تباركهما )
بانتظار امرأة ما
الوقت الذي تقضم حوافه مثل
كسرة يابسة لم ينته
لان امرأة ما
جمعتَ صورتها من اكثر من مهاتفة خلوية
قالت ستأتي مسبوقة
بلوعة انثى ،
هي الاخرى تفننت في تجميع صورة مهاتفها
بذات الطريقة
ـ حسب مرسومها في الكلام ـ
لكنها لم تأت
ظننت مايختلج بداخلها
او هكذا ما رغبت به
فحيح ضاج تحدى محاذير وتجربة
امرأة خبيرة
لون خرائطها زوجان،
وخطيب خاف على رجولته
من استعار جمرها
الموزع على فصول اربعة
في وقت واحد
فترك جلده المشبع بالليونة
في منتصف المسافة
بين حقيبتها المفخخة بالاشياء الخاصة،
وموبايله المعبأ
برسائل زلقة
لم يتخيل بعضها كتاب المسلسلات
فارطة الرومانسية