اسمُها في الغَيْبِ زُلَيْخَا (2)
(روحك وبدنك آيتان)
عبد الوهاب الشيخ
(1)
أنا آدم ..
مطرودًا
من
جنَّتها
أطرقُ
بابَ
الصُبْح
بقلبي
ويدي
.
.
(2)
ما يليقُ بها
سأذكرُها بما يليقُ بها ، المُقْبِلة المُقَبِّلة ، ذاتَ الشهيق والبريق والحَدْس الأرْهَف ، المَوْصوفة بالعشق ، اللوَّابة ! تجيئ مع الشمسِ البازِغَة كهديَّة سماويَّة لا أعرف مِنْ مَنْ ؛ فتوقظُ القلب وتبعثُ الروح وتنفضُ الغبار عن كليهما معًا ، وتُريني السماء من فتحةٍ ثوبِها أوسعَ ما تكون ، وتُطلع الشمسَ من دفءِ قميصَها ، وتبدأُ الأعياد ولا عيد ..
سأذكرُها بما يليقُ بها
أذكرُها كعاشِقَة .. !
(3)
لَدَيْها مَزِيد
ستظلُّ تذكرُ أوَّلَ قُبْلةٍ
قبَّلها لها حبيبُها
وكيف جمعَتْ
بين العِشْقِ والرَغْبة
وأضافَتْ ظمأَ الروح
إلى عطَشِ الجَسَد
في رقَّةٍ ونَهَم
كلاهما شفَّاف
وكلاهما أَثيري ..
ستظلُّ تذكرُ
تلك القُبلةِ الأُولى
وما فيها من
روحٍ شهويَّة
وشهوةٍ روحيَّة
ولدَيْها مَزِيد ..
(4)
صباحٌ بعيد ..
لن يكتفي القلبُ
بالنَبْض
ولن تتَّسع الحديقةُ
للَعِب الأطفال فَحَسْب
ستظلُّ هناك
زاويةٌ منسيَّة
تطالبُ العابرينَ
بالمرور
وسيظلُّ هناك
ثمَّة دفءٌ وليد
من كلِّ كلمةٍ
أو إشارة
وثمَّة صباحٍ بعيدٍ
قادم
يعبرُ فيه العشقُ
ذلك الزقاقَ الضيِّق
ويصعدُ سُلَّمَ بَيْتِنا
دَرَجةً
دَرَجة
ويَشْرع في الدُّخول ..
(5)
حَمَلتْها الرِّيح
حملَتْها الريحُ لتقفَ ببابي ، ودَعَاها الهواءُ حاملاً إيَّاها على جناحِ الهوى كنَغْمَةٍ خافتَة ، أو نداءِ عاشقَيْن كلَّما سَئِما من العشق تجدَّدَ صَدَاه .. ! حملَتْها الريح ودَعْتها وأودَعَتْها ثم سَفَتْ في وجهي رمالَها ..
ومَضَتْ بقلبي ..
في طريقِها إلى قلبي عابرةً عبرَتْ
وخلفَها الغرام ..
(7)
روحُك وبدَنُك آيتان
تعكُفين على جمالِك وتحرُسينَه من أيدي الزمن التي لن تَطالَه قبل عَشْرةِ أعوامٍ على الأقل . كلُّ موضعٍ فيك محَلُّ عنايَة ، كلُّ عُضْوٍ شجرةٌ تُسْقَى على مَهَل ، كلُّ لَمْسَةٍ منكِ هي رايةٌ مُرَفْرِفَة ، روحُكِ وبدنُكِ آيَتَان تنبغي قراءاتُهما في تأمُّلٍ وخُشوع على مهَل كمُعْجزةٍ عابرَة ..
روحُك وبدنُك .. آيتان ..!
( 8) معَكِ الحُبّ
يجيءُ الليل محمَّلاً بعَبَقِك وأريجِ فِتْنَتِك ؛ يصمتُ الهاتفُ ويتردَّدُ صداه ؛ يتجدَّدُ العشق ويغيبُ العاشق ، في قلب اللحظة تتفتَّحُ وَرْدَة وينتثرُ رحيقُها ؛ تطلعُ شمسُ من سِرّ الوردة وتزيحُ الظلام ؛ يأتي الصبحُ ومعَهُ تأتين ..
معَكِ الحُبّ
تعليقات
إرسال تعليق