الكابوس
حسين مردان
فوق المصباح الشاحب. كان يقف العصفور الأسود. إن البحر وراء الشارع. قف.. واجتاحني الرعب. من أي جانب يقبل هذا الصوت ! ونظرت إلى الليل. إلى عروقه المنتفخة بالظلمة. أين كنت قبل الآن! وشعرت بنسمة باردة كحد الموسى. ارجع. أيها الشبح. ومرّت سيّارة إسعاف مسرعة، ثم اختفت. وعاد الصمت إلى الأفق. أنا لا أعرف المكان الذي أسير إليه.
لقد قال.. أيّها الشبح!! ولكني لم أمت. وتقدمت خطوة أخرى وخيّل إليّ أنّ لقدمي رنّة الطبل. ألا تكتفي بالموت مرة واحدة! إن الأشباح تموت أيضا. آه.. ورأيت العصفور يرفرف بجناحيه. إنه يحلّق في الفضاء. ويقترب من وجهي. هل هو.. لقد كان يحمل وجهي. لماذا تريد أن تعرف الحقيقة.. هه. يا لك من أعمى. سينتهي الشارع، ولم يبق غير البحر. وفجأة انطفأ المصباح وارتفع غناء خافت. الماء يخاطب الشاعر، يطلبه، يتمنى جسده الذابل. وترنحت. تلك هي جثتي مطروحة على الرصيف. وانبثق حولي الضجيج. من الذي جاء به إلى هذه الأرض؟ اذهبوا به إلى الأعلى، إنه ثمل. وصرخت بغضب هائل، أنا مخدّر بالحب. وزحفت إلى الأمام. لقد اشتعل المصباح. واختفى الطائر. ثم.. ثم وصلت إلى البحر.
قد يعجبك ايضا
تعليقات
إرسال تعليق