القائمة الرئيسية

الصفحات

حياة افتراضية / مختارات من شعر عبود الجابري

 

حياة افتراضية

مختارات من شعر عبود الجابري


حياة افتراضية - عبود الجابري - بيت النص

شقاءّ مُنفَلتْ

ليسَ الكلامُ قرينَ المحبّة دائماً، فالمحبّةُ أثرّ بائد، لاسيّما عند احتدامِ العداوة، بين الريحِ والرمال، تقولُ هنا ولدتُ، وتشيرُ بأصابعَ خائفةٍ إلى الفراغ، تقولُ هنا كبرَ الصبيّ الذي كنتُه، وتحتكمُ إلى طفولة سروةٍ
ٍ غدتْ غابةً من الحجر، لا عتابَ في المحبّة، العتابُ على قدر المشقّة، العتابُ ثوابّ كذلك، يؤجرُ بهِ الغائبُ، والقلبُ الذي يتعقّبُ خطاه، الغائبُ لانّه اجترح في المحبّة مالم يكن في قلبها من بذور، والقلبُ الذي يتعقّبهُ، لأنّه يبحث عن بذرة يزرعها في طينِ غيابه، لذلك يمكن للمرء قبل أن يموت، أن يلوم گلگامش، بعيداً عن فكرة البحث عن عشبة الخلود، بعيداً عن أنوثة عشتار، وربّما بعيداً عمّا عثرنا عليه، عندما حفرنا بمعاولنا طريق سفره، کلگامش الذي لم يرَ ما نحن آيلون إليه، من ضلالٍ يودعنا في صناديق الطغاة، كما لو انّنا طيور زينةٍ مريضة، يمكن للمحبّين أن يشتموا إنكيدو، ويسألوه عن الخير الذي عمّ العالم بعد مقتل خمبابا، ولماذا لم ينتظر حتى يسدي لنا النصح حول طرقٍ علينا أن نسلكها، لنقتل الوحوش التي تنمو في أرواحنا، وكان علينا جميعاً أن نقتل كهرمانة قبل أن يشيع الخبر، على فرض أنّنا كنا نغلي لها الماء في أحلامنا، ونملأ جرارها باللصوص.
*****
أطفئي النار ياحبيبتي
أطفئيها
قبل أن ينضج أملٌ
يجعل الاطفال
يكتشفون الحصى
في جوف القدر التي تفور
*****
فيما بعد
سيزورُكِ من ينقلُ لك أخباري، في المسافة بين البيت والمقهى، هذا هو سفري الوحيد، الذي لم أعدْ منه منذ أعوامٕ طويلة، أمضي إلى المقهى، لأصمتَ، وأفكّر بكِ كجملةٍ مفيدةٍ، لم أجد لها موضعاً في كتاب الخيبات، سيزوركِ النادل، ليسألك عن أسباب صمتي المزمن، ربّما يتمادى فيتّهمكِ بقطع لساني، سيؤمُّ وحدتكِ كثيرٌ من الأشقياء الذين أشعلوا سجائري، عندما نفدت النار من الخرافات، وعليكِ أن تحسني وفادتهم، عليكِ أن تمنحي كلّ مطفأٍ منهم، مايجعلهُ يضيءُ، أو يحترق.
*****
ليس في خراج البلاد
مايمكن أن تحمله الإبل إلى بيتنا
ليس في البلاد ديوانٌ للخراج
لكنّي سمعتُ في الأخبار
أنّ الإبلَ تعمل ليل نهار
، علينا أن لا نشغل تفكيرنا
بهذه الاخبار
ونشتري جملاًهزيلاً
، ليرعى في شوكِ أيّامنا


أهذا كلُّ شيء؟

ليسَ هناكَ وقتٌ كافٍ
أنا في عجلةٍ من أمري
ليس لشيءٍ، يقلقُ مصير العالم
أسابقُ الشمس، كي أسرق ابتسامةً من القطّةِ
قبل أن تدهسها عجلات السياراتِ
وذلك ما يحدثُ غالباً
يداهمك الحبُّ عند خراب أبوابكَ
كما لو أنّه صريرٌ يحتضر
يخلقكَ الله، أو أنّك تخلقُ من خلاله
فنحن جميعاً سحرّةٌ، أو بنّاؤون، نجهلُ ما نفعلُ
نتسلّى بمزاعمنا، ونصدّقُها
وفيما بعدُ، نتّخذها أكاذيب
لتلوين حقائق الكون الموجعة
فيصدِّقُها أطفالنا
على فرض أنّها حكاياتُ ما قبل النوم
تصدّقها نساؤنا
كوسيلةٍ لاستجلاب صمتنا
عندما يضقن بثرثرتنا
عن غرفة زرقاء بلون الماء
بها شبهٌ من نور الله
هكذا يكون مطلع الحلم
نور الله من الأعلى
قبضة الطفل
نعاسهُ
إغماض عينيه
تناسق أنفاسه
موسيقى بكائه الخافت
الشجار الحافي بين قدميه،
والدوائر التي تتصاعد من فمه
فثمّة ماءٌ صافٍ
يحيط بشفتيه، وأنفه، عندما يتنفّسُ.
كان الحلم نبويّاً، لكنه خالٍ من الملائكة، وما من جدوى من ملاحقة كل هؤلاء الشياطين، لتضع لهم أجنحةً، سيكون خطأً فادحاً، أن تملأ الأرض بالشياطين المجنّحة، وتسوقَ للفقراء حكايةً ضارية الوضوح، عن خلوّ أحلامك من الخبز، والماء، مكتفياً ببدائل زائفةٍ، عن أبوابك المعطّلة.
هذا كلُّ شيءٍ، لعلّك تتذكّرُ، النسيان سهلٌ حدوثهُ، ولا يحتاج إلى تمارين أوليّةٍ، فنحن أذكى من ينسى، وأغبى من يتذكّر، هل أسوقُ لكم أمثلةً، أم أكتفي بما في خزائنكم من الصور؟ هل أذكر لكم أسماء، أم أنّكم ستشرعون بعويلٍ يجرحُ وجوهكم في مرايا بنيكم؟ هل أعدُّ لكم الحروب، أمْ أنّكم ترون في ذلك أمراً، قد يوقظ الذين انسلّوا من الخنادق، كي يموتوا بهدوء؟ هل ألّوح لكم بشراشفِ لياليكم المبتلّة، عسى أن تعترفوا، بأسمائكم الجديدة، أنتم يامن تركتمْ الأعلام منكّسةً، ودوائر الحكومةِ، في عطلةٍ رسميةٍ، ريثما تضع البلاد أوزارها، وتقرُّ بكفرانها؟
أهذا كلُّ شيء؟
هذا كلُّ شيءٍ، وليسَ كلَّ شيء
وما فعلناه في أوقات فراغنا
ليس سوى تمزيق صفحاتٍ من كتاب
لكنّنا تركنا النقَاط، والفراغات، والفواصل
ليملأها زنادقةُ الوقت، بما يحلو لهم
الغلافُ كما هو
والقوم من حولنا، لا يقرأون، سوى العناوين.


حياة افتراضيّة

لا تنتظريني
عند ناصيةِ الشارع
فقد أسلكُ طريقاً آخر إلى حياتي هذا المساء
وقد يقلّني شخصٌ سواك
إلى وجهتي
شخصٌ لا أعرفه كذلك
مثلكِ تماماُ
مثل جميعِ الذين أصادفهمْ
في المنام
ونتواعد في حديقة الصحو
تلك الّتي تنمو صباحاً
في فناجين القهوة
وسجائر المقاهي الدافئة
لا تنتظريني، قلتُ لك
فأنا شخصٌ غريب الأطوار
قد أتلثّمُ عندما أجدُ في وجهي ندبةً
إثرَ شجار مع أغنيةٍ صاخبة
وقد أتراجع عن نيّتي في مغادرة البيت
فربّما أضيع الطريقَ
إلى الباب
عندما يكون نائماً
ثمّ أنّي لا أجدُ سبباً واضحاً يجعلكِ تنتظرينني
مادمنا نضربُ المواعيد
في أماكن مجهولةٍ
لم نجد لها أثراً
في ساعاتِ الشهداء
أو صورةً في جيوب المنتحرين
وليس بوسعك
أن تشبكي يدك بيدي
وننتخبَ مأوىً لمتاهتنا
ليس بوسعي
أن أحملك على راحة يدي
وأقبّلكِ
ثم أضعَكِ على جبيني
كما لو أنّك كسرةُ رغيفٍ
تنام على الرصيف
لستِ أمّي
لأجدكَ في دمعةٍ معتكرة
ولستِ أختي
لأراك في عيون عشّاقك
ولستِ زوجتي
كي أتذكّر عمامةَ رجلٍ
احمرّتْ وجنتاه
عندما ارتطمَ بضحكتكِ
فتوضّأ باستغفارٍ عاجلٍ
لكنّه ظلّ يلتفتُ
كلّما أراد أن يبكي في قلبِ عمامته


مختبرٌ ليليّ

على كرسيين متقابلين نجلسُ
أنتِ، وأنا
نرفعُ أكمامنا، ونمد ذراعينا
على أذرع الكراسي
كلّ شيءٍ واضحٌ، في مرآة الشمس المناوبة
شرايينكِ التي تحاولُ الهربَ من جلدك
وريدُكِ الأزرق، محاوراً نعومةَ الجلد
ودمُكِ الذي يفور
كما لو انّك تضعينهُ على جمرةٍ عاشقة
لكنّها محنةُ الإبَرِ
إذ تخفقُ في معرفة الطريقِ إلى دمي
يربطُ الرجلُ النحيفُ قميصَكِ
على ذراعي النحيفة
يضربُ، يطرقُ بباطنِ كفِّه
على حروفِ الدم
وينتظرُ أن تصدرَ صوتاً أحمر
ما منْ صوتٍ حتّى اللحظة
يضعُ أذنهُ، عند فمِ الوريد الأسود
فلا يسمعُ أنفاسَ الدمِ الفاسد
ولا ضجيجَ الدمِ الأبيض
دمِ القلب، المنقّى من الخطايا
فيسألُني إن كنتُ أعرف الطريقَ إلى دمي
وكيفَ وصلتُ إلى هذا العمر
بالكثيرِ من الطعنات
دونَ أن أخلّفَ دماً يابساً
على الأرصفة؟


مجرّة

أتعثّرُ بينَ نجومِ اسمها
أتهجّاهُ على مهلِ
بلثغةٍ واضحة
وعلى مشارف الحرفِ الأخير
أقول في كلّ مرّةٍ :
تبّاً للمسافات
كيف تسنّى لها
أن تكون بهذا البعد
بين حرفٍ شمسيٍّ
وحرفٍ قمريٍّ
في هذه المجرّة الناعمة؟


مواعيد

لا خلافَ بيننا على الوقتِ
ما دمنا لا ننظرُ إلى الساعة
قلتَ لي: انتظرني
وقلتُ لك: انتظرني
قد يتأخَّرُ أحدُنا
لسببٍ تافهٍ
كأن يستغرقَ وقتاً طويلاً
ليعثرَ، على حذاءٍ صالحٍ للمشي
وربّما يتأخَّرُ الآخر
في محاولةٍ لتدبير أجرةِ الطريق
لكنّنا على موعدٍ
لايزالُ صالحاً للتلاقي
في مكانٍ نتّفق عليه لاحقاً
شريطةَ أن يكون لائقاً
برجُلينِ،
أو برجلٍ وامرأة
لا خلافَ بينهما على الوقتِ
لكنّهما يلتقيان كل يومٍ
في المسافةِ المبهمة
- تلك المسافةُ التي تموتُ كل يومٍ
بين الوقتِ، والمكان


تلخيصُ البكاء

فيما بعد، سيرث أبناؤك كتاباً
بصفحاتٍ فارغة
وخاتمةٍ من سطرٍ واحد
سيرثونَ اسمكَ الذي حفرتَهُ على الأرصفة
وصوتكَ الذي ابتلعتْهُ الريح
على شكلِ أدعيةٍ سريعةٍ
فيما بعد، ستبكيكَ امرأةٌ
قلتَ لها يوماً إنّكَ تحبُّ وجهها
هارباً من عيونٍ
تلوكُ ملامحَهُ في الشوارعِ
بينما تؤمُّ مراياكَ كلَّ ليلةٍ، بلا وجهٍ
وهي تلعنُ خيانةَ الضوءِ
وزيفَ المساحيق
فيما بعد، سيعيدُ الله قراءةَ كتابك
يتلبّثُ طويلاً
في بياضِ الصفحات
ويضع على غلافه
عنواناً بأحرفٍ حمراءَ بارزةٍ
تشرحُ سيرةَ رجلٍ
بكتْه امرأةٌ، كانَ يحبُّ وجهها
وأورث أبناءه كتاباً، بصفحاتٍ فارغةٍ
في تلخيصِ البكاء

العربة

لذلك لم يمتدّ لي ظلٌّ، ولم تسطع عليّ شمس، وهو شأنُ منْ يولدُ في قاربٍ ، فيسمّي الخراب أباً ،ويسمّي الموجةَ أمّاً جاحدةً، تؤلّبُ عليه الضفاف ، وقد كان لي في التأويل يدٌ طولى، وعقلٌ يضرب بالظنون عرض الحائط ، فلاالخرزةُ الزرقاء بعيونها السبع، ولا النعالُ المقلوب على باب المنزل ، أخرجاني من الوساوس، كنتُ أدندنُ المعاني بفمٍ أدردٍ، فيشيبُ رأسُ أبي، ويستلُّ روحه المتعبة من غلواء الأرض، ويمضي ميتاً سعيداً، لم يخلّف وراءهُ سوى بقرةٍ شقراء، وأرملةٍ ناعمةٍ، وحفنةٍ من صلواتٍ غير مكتملة ، وكنتُ أشتطُّ في اشعال الضحك، حين تعبس أمّي، لكنّها تبخّرتْ من فرطِ التماهي في النحيب .
*****
إنّه خطأكم جميعاً، فقد تركتم العربة تقطع الطريق الطويل دون ماء، وحشدتم فيها كل أخطائكم ،وخطاياكم، وقد تماديتم في حسن الظنّ ، حتى تخيلتموها سفينة نوحٍ، فحملتم فيها من كل زوجين، ما يثقلُ كاهلها ويسلك بها مهاوي البلاد الموحشة .
إنّها خطيئتي ، فلم أكنْ قد عرفتُ لماذا كانت دموعُ الربّان تسيل، كلّما كلّتْ عيناه عن تلمّس بقايا الطريق، ولم يكن بمقدوري النزول وحيداً .
*****
تغيّرتِ العربة ، وتغيّر الطريق ، تغيّرت صورنا في البطاقات الشخصية، وصور حبيباتنا في الأغاني ، والنّائماتُ على سهْوِ أَكتافي سقَطْن جميعهنّ عندما رقصتُ وحدي ،شبيهات الملائكة
اللواتي لمْ يَجدْنَ مايرفَعْنَ إلى اللهِ من ذنوبِ المغَنِّي ،الضحوكات
بأسنانٍ تشبه خزَف السلاطين، الحزينات لموتِ أحمر الشفاه
غريقاً في رشّة مطرٍ عجلى، الراكضات إلى زيفِ المرايا
عند احتضار الضوء ، اللواتي لم يرينَ في سحنتي ماينمّ عن الشغف بقراءة كتابٍ عن بطولة الشوك ، في مزارع المترفين،
الجميلات
،يقطعنَ الليالي بالأسف
وكتابة نعيٍ أبديّ
عن غربة الراعي
في سمفونية النبلاء


ما قبلَ الفهرس

بهذا أختمُ
، وأتمنّى للرعاةِ شياهاً أكثرَ طاعةً
وأقلّ زاداً
، وللحطّابين نيراناً تشعل الأخضر
مادام اليابس يشتعلُ من أوّل قدحةٍ
، فليسَ من المروءةِ أنْ نُسلِمَ مصائرنا للنار
ونتيبَّسُ، من أجلِ أن نتّقد كما يُراد لنا
، عندما يروم أحدٌ أن يستضيءَ
أو يولمَ لضيوفه
، أختمُ بهذا المطر اتّساع الصحاري
، وأرتوي من شبحِ الماء
في مخيّلة بائعِ الجرار
، هل لكَ أن تُعيرني سيفكَ
أيُّها الفارس المهملُ في كتاب التأريخ؟
، هل لكَ أن تتنازلَ لي عن اسمكَ
لبرهةٍ واحدةٍ
، أيها الشهيدُ المسجّى بين الأرضِ والسماء؟
، هل لك أن تلوّن أمجادي بدمكَ
أيُّها المذبوح من المحيط إلى الخليج ؟
، هل لكَ أن تمتدحَ صلواتي
في جمعٍ من المأسورين بربوبيَّتكَ أيها الجوع؟
، وهل لكِ أن تنتظريني
ريثما ألبسُ اسمي الجديد؟
، وأقصدُ فتنتك يا حبيبتي
*****
أختمُ من حيثُ يبدأ الآخرون
، فلا أرسمُ وشماً على كتفيّ لأبدو بطلاً
، ولا أكتبُ عن سيرةِ من ماتوا
وهم ينفضون أسماءَنا عن كواهلِهم
، حسبي من الجاه نبضةٌ تهتفٌ بجارتِها
، وصداعٌ لا يكفُّ عن معاندةِ "البانادول"
، حسبي أنَّ طريقاً موحشاً
يعرفني من الأغاني التي أصدحُ بها
والعثراتِ التي تحتفي بقدميّ
*****
كان عليكِ أن تزوريني في هدأةِ الجوع
، أخبرتِني أنّك اكتريتِ لهذا اللقاءِ
، قميصاً مورّداً
، وعطراً يثيرُ الشبهات
، أخبرتِني كذلك أنّك ستأتين حافيةً
كي أعتني بقدميك
، وها هي الأعوامُ تنقضي
،لا أنا عرفتُ الطريقَ إلى اسمكِ
ولا أنتِ استطعتِ
أن تعثري على القميص المورّد
، ربّما لأنّ الحدائقَ مشغولةٌ
بقميصٍ آخر
، لعاشقةٍ ترتدي قميصها في قارعةِ الطريق
لتسبقَ الموت
*****
بهذا أختمُ
وأسيرُ دونما جلبةٍ
تُحدثُها رزمةُ المفاتيح العالقةُ في حزامي
، خطأٌ في الجهاتِ يتلبّسُ عينيّ
فأقصدُ مرآة نائمةً
، أتحدّث إليها
، وأصف لها فضائلَ الضوء الغائب
وسرائر الوجوه التي تهشّمت في سكينتها
، الأخطاء الفادحة لساديّة النوافذ
والصريرَ العتيق
حينَ نهتدي بهِ إلى خيانةِ الأبواب



قد يعجبك ايضا

تعليقات