غابة كان قلبي
أصالة لمع
بي وجعُ الأراضي المُحْترِقة
حين تنطفئُ النار
بي ذاكرتُها المُشتعلة،
تعبُ أحلامِها بخُضرةٍ لم تَعُد ممكنة،
بي سكونُها،
سكونُ الأشياءِ في نهايةِ الأشياء،
سكونُ العَدَمِ.
وبي،
مثل ما بها،
الحرارةُ تتسلَّلُ في خلايا التّرابِ،
وسخونةُ الدماءِ تحت الجلدِ،
الرمادُ يغطي سطحَها
وملمسُه على وجهي
في حنجرتي،
يصير ملحاً ورمالاً.
وبي دخانٌ
وريحٌ
وغبارٌ،
وبي أغصانٌ مُشَلّعة
وبيوتٌ هجرتْها العصافيرُ،
وغيمةٌ،
كلما مرّت من فوقي،
شقّ جلدي برعمُ سنبلةٍ
وُعِدَت بالمطر،
وغيمةٌ
لا تمطر إلا شهباً من الصّورِ القديمةِ،
فتسيلُ السنابلُ على جسدي
كما يذوبُ الحبُّ في النّهاياتِ الحزينة.
وبي يأسٌ لا نهائي،
يزيدُ وينقصُ،
كاللهفةِ في القصص الطويلة.
وبي حيرة الدهشة،
حين يصيبُها
عطبٌ مجهول.
وبي أملٌ،
"أريد أن أودّعه"
خيالاتٌ لا تنتهي عن العُشب،
بقايا دوخة اللّغةِ القديمة،
وهوسُ استعادةِ الأصوات والروائح
من الذاكرة،
صورةٌ مغبّشة لنهر،
كان يشُقُّ روحي نصفين،
ولضفافٍ
صارت أرصفةً مهجورة.
وبي هذا اللحنُ العميقُ
في خلفية حياتي،
تعزفه الأشجارُ اليابسةُ الآن
في غابةٍ،
كانت
قلبي .
تعليقات
إرسال تعليق