نونُ العشق باءُ العاشق (وأنا النقطة تحت الباء) / عبد الوهاب الشيخ

 

باب على سبيل الفشل في عد الاصابع

سعيف علي

 

 
أفقت هذا الصباح محتاجًا
لمن يصدق أنني أربّي في شقّتي فرس نهر
 طبعًا، لن تصدق أحد أبدًا أنّني أربّي في شقّتي الصّغيرة فرس نهر.
 فالاحتمالات الممكنة
ستكون بعيدة عن هذا التمرين
لكنّني أحبّ أن أذكّر
أنّني أملك تحت البلاط بيت نمل
 وكتابًا على الرفّ يحكي قصّة الجدجد وطفلًا حالمًا.
 

أفقت هذا الصّباح
محتاجًا للوثة صغيرة
أفهم بها سبب صعود قطر الندى في ورقة الشجرة
عوض سقوطها خلافًا لقانون التفّاحة،
 كما شاهدته في فيلم قديم.
  
ثمة أمر غريب
 في كلّ الذي سمعته البارحة
 من سيدة تقول إنّ مضمار سباق الخيل
لا يشعرها بالبهجة إن لم تتعثر فيه الخيول
ويسقط الفرسان.
 

أنتظر أن يعتاد رأسي على الوسادة الجديدة
 فكل أحلامي أصبحت صورًا
مشوشة ومقلوبة منذ أن رميت الوسادة القديمة


تعود لي أصوات الحصيّات
 التّي كنت أرميها في بئر بيتنا القديم (بيت آل الظريف)
 ليس هذا ما يقلق حقًا،
ما يقلق هو  انتظار عودتها إلى يدي
 لأعاود رميها مرّة اخري


لا أقرّر ما تحتاجه ورقة بيضاء من وقت
 وهي تطير في عاصفة ريح عاتية
لتعود إلى مكتب يطير عادة بلا عاصفة.
 

أحبّ مشاهدة الأفلام التي تحكي عن الأساطير القديمة، والحروب العظيمة، فربما أجد زوج حذاء ضاع مني في إسطبل كنت أعمل فيه سائسًا.
 

لمَ أحاول كسر السّهولة
 في العلاقات الإنسانية البسيطة
التي تربطني بأناس طيبي المعشر.
ربّما أقول في نفسي لأنني أخاف عليهم
 من نار موقد لافحة وغادرة.
 

تسألني أمي كثيرًا عن صحّتي
وهي لا تعني صحّتي تمامًا.
 إنها تقصد ماذا يخفي صوتك عنّي
 
 
أنا سعيد هذا الصباح.
 اختار سرب طير مهاجر أن يغسلني بزڨه،
 كما نقول في لهجتنا التونسية.
إنه فعلًا أمر ملهم أن أمر تحت سرب طير مهاجر،
وأن يوقّع مروره على رأسي .
 

لست أوّل من كتب أنّ القمر مربّع،
 لكن المشكلة أنّني لن أكون الأخير.

أستمرّ في السّفر،

 وتأخذني المسافة إلى خطوي الأول.
وأنا أتعثّر بين يدي أمّي الحارسة.

على وجهي غبار رحلة عاصفة،

ويدي قارب لاجئ
ينتظر أن تبتسم نجمة الشّمال في ليل الشتاء.

 

ما أحلى الرّجوع إليك،

 يقول النّغم في أذن لا تسمع جيدًا.

 ما أشدّ عتابي على أفق بعيد وغادر.

 

أكياس الرّمال

التي جمعتها من أجل ردّ الطمي في موسم الأمطار

 ما زالت عطشى بلا حكايات لطيفة.

 

لا معنى، إذًا،

 فالصّباح بشرى،

 والمساء بشرى،

والتيه بشرى.

أنا أشجّ لا تُرى جراح جبينه لعيبٍ في الرؤى المتعدّية.
سقطة فادحة. لم تكف لأن أقوم مجدّدا بكيّ أخطائي الكثيرة، وبيع الماء في جلد ماعز سحرّي تصرّ الحكاية على أنه كان أقرن من أجل التشويق فقط.

سقطة واحدة وفادحة على أرض صلدة وزلقة من أجل ارتطام يليق بسمعة سيّئة.