لحظة الحرية الوحيدة
عماد غزالي
ليست مذابحُ التاريخ
هي فقط
تلك الوقائعُ التي اجتُزّت خلالها الرؤوسُ
بلا حصرٍ
لكنها
تلك المذبحةُ التي تدور
في كل موقعٍ وموقعة
وبين كلّ كائنٍ وكائن.
ذبحُ حقّ الاختيار
بين الصياد والفريسة
بين العُقاب والطائر الوديع
بين السيّد والعبد
بين القوى العظمى
ودول الحضارات التي بادت
وهل عجبٌ
أن يَستأذِنَ القاتلُ
وليس من العجب
أن يموت مقتولٌ بغير جريرةٍ؟
كانوا في قاهرتنا القديمة
يضعون المحكومين بالإعدام
على الخوازيق
في ميدانٍ شهير
حتى يمرّ الناسُ بهم فيعتبروا
لكنّ المشكلة كانت
حين يمرّ الوالي بنفسه
إذ كانت تلك
هي لحظة الحرية الوحيدة
التي تُمنح لأجدادنا وقتها
فيسبُّ جدُّنا الوالي
وأباه وأمه وأجداده
براحته
وكيف يشاء
شريطة أن يكون ساعتها
جالسا
على خازوقه الخصوصي
أيوجد مثالٌ كهذا
في قدرته على التمثيل بالمعنى؟
كلُّ رأسٍ بظُلمٍ قُطعَت
هي في حدسي
كوكبٌ
يدورُ حول الشمس
وحوله
تدورُ أقمارٌ شتى.
تعليقات
إرسال تعليق