شيخوخة
حسين بن حمزة
مُكتفين بأكثر من الثلاثين بقليل
ولم تعد الأربعون وما يليها سبباً كافياً للمُضيّ.
الذين ليس لديهم شيء يفعلونه أيام الآحاد.
الذين يفكرون أن قليلاً من التريِّض صباحاً يزيل التجاعيد التي أضافوها مؤخراً على أسمائهم.
الذين عاشوا بعيداً عن مساقط رؤوسهم فاستمرت حياتهم هناك في غيابهم.
الخاسرون دائماً،
الموهوبون في الندم،
البارعون في صناعة الذكريات،
مقتنو الوحشة ومربّو جِرائها.
الذين ما أن يكونوا وحيدين حتى يضعوا ملح الماضي على أصابعهم ويلعقونها
أو يهرعون الى الخزانة بحثاً عن صورهم القديمة عندما كان باستطاعتهم أن يضحكوا.
الذين يُستحسن بهم أن يتمسكّوا بالدرابزين
وهم يصعدون الطوابق ذات المصاعد المعطَّلة.
الذين يروّجون لفكرة أن الاستحمام يومياً يجعل كآبتهم أكثر وسامةً،
وأن نزهة يومية على البحر
قد تجعل أحلامهم زرقاء وصافية.
الذين يحبّون النساء
بمجرد التعرّف على أسمائهن الأولى.
العاجزون عن إضافة صحنٍ صغير من البهجة على مائدة أيامهم.
الذين يعثرون على حياتهم في الروايات
لكثرة ما جفَّفوا
أزهاراً في الكتب.
.
قد يعجبك ايضا
تعليقات
إرسال تعليق