حول بدايات رجل ميت
عندما يتقيأ الميت، يعتقد أنه يرى حياته الداخلية،
وعندما يرى ما تقيأ، يعتقد أنه يرى حياته الداخلية،
الآن، يمكنه أن يستجمع نفسه، يَزِن مكوناته،
يفتش عن مكياجه
يريد دراسة الأشياء خارج نفسه،
ليرى إن كان في إمكانه العثور عليها
وعندما يتحرك، تحتكُ عظامه،
يثني ركبته التي لا تريد الانحناء،
ويرفع ذراعه التي تصارع كتفه،
يدير رأسه، يطوِّحها جانبًا بعنف
يحسد الكابوريا على الأكمام الواقية في أطرافها
يعتقد أن قنديل البحر رخو، عائم، يترك كل شيء يمر من خلاله
يود أن يكون نجم بحر، لطالما كان معجبًا بشكله
الرجل الميت يستعيد ما قاله
ليس كشاب مفعم بالحيوية يُظهر الإخلاص أو الأسف
الشاب الميت والشيخ الميت مختلفان تمامًا؛
الشاب الميت هو الزيت، والشيخ الميت هو الماء
الشاب الميت هو الخبز والزبد، والشيخ الميت هو الخبز والماء؛
اختلاف في البناء والمعمار أيضًا
الميت كان هناك في البداية: السماء بوتقة
خلال حياة الميت، تغيَّر الكوكب؛ من حمم بركانية إلى رماد إلى إسمنت
لكن الميت ينفض ريشه ويرفع جناحيه فوق رأسه،
ينحني بمنقاره على الأرض،
ينفرد وينثني، حيث يتجعد درعه
الميت مفتوح للتغيير، وجيوبه عامرة
الميت هو الوحيد الذي سيعيش إلى الأبد
2
المزيد حول بدايات الرجل الميت
ذات يوم نظر الرجل الميت إلى البوتقة، فرأى الشمس
كان الميت في تلك الأيام يحمل السماء، مثل كرة أرضية صغيرة،
مثل كرة مُرقَّعَة،
مثل وعاء فخاري؛ عجنه الميت، وصقله، ومنحه شكله
لقد دبَّ يده فيه وقلبه من الداخل إلى الخارج
ثم نفخ فيه ومطَّه وضغطه حتى اكتمل
عمل فني صنعه الميت
تميزه، جودته، طابعه، جوهره الطبيعة، سبب وجوده
كل هذه الأشياء بفضل ميت
الميت بَكَرة اتزان للكوكب الدوار
يعتقد الميت أنه يستطيع إبقاء الأشياء على حالها بالسكون
بالسكون، يحافظ الميت على الوضع الراهن في مركز التغيير
الميت مستكشف، بالسكون: يتبع أنفه.
وعندما لا يكون الأمر شخصيًّا، أو عميقًا، يمكنه صنع عالم جديد في أي وقت
الميت هو المستقبل
كان دائمًا المستقبل
لا يمكن أن يكون الماضي أبدًا
الميت، مثل الله، كان موجودًا قبل الأزل
زمن حددته المجرة الساكنة
الآن، لم يتبق من السكون الأول، إلا الموسيقى
لحن حدث مصادفة
الآن، لم يتبق شيء من الصمت إلا الصوت
الميت قدماه في الماضي.. ورأسه في السحب.