نصوص
سهى بن بشير الجربي
لوحة ميتة
المسافة الفاصلة بين الحياة والموت صورة شاخصة على جدار. * أن ينتهي رسّام من لوحته فقد قتلها. كانت هناك فرصة للنجاة من دقّة مسمار. كنت طفلة أخفي كلّ ما أحب وراء ظهري حين كبرت خبأت ما تبقّى من حياتي في كفوفي آخر مرّة تركتها في جيبك مع يدي. الآن يدي فرشاتك الأحبّ و هاهو رأسي يطلّ من لوحتك.
سرّي الصّغير لاَ أَناَمُ، أَغيب لِأُرَتِّبَ بَعضَ آلْفَوْضَى هناك. أُضَمّد جَناح ملاك مَجْروح اِصْطَدمَ بِطَائِرتي آلْورقِيّة تَحْمِلُ سِرّي آلصّغير إِلَى اللّه. يَا إِلَهي! كُلَّمَا رَبيّتُ نَجْمَةً جَرَحَتْني حَواَفُّهاَ عِباَدُك يَنْزِفُونَ دَماً وَأَناَ أَنْزِفُ آللّيْل مِنْ عَيْنِي وَشَعري هَلْ نَسْتَوي في اِسْتقْبال آلصَّباح؟ * لاَ أَنامُ أَغيبُ لِأُعَدِّلَ ذبذبات الٓصّوت هُناكَ مُنذُ ماَتتْ أُمّي حُرُوف اِسْمِي مُبَعْثَرةٌ ، بَعْضُها في آلدُّرْجِ وَ آلْأُخْرَى تعشّش في وسادتي تنتظر موسم التّفريخِ. شخص غير متوفر حاليّا هذا الشّخص غير متوفّر بين محرّكات القصائد العظيمة، ستجدني في الشارع الخلفي لنص حظّه إبط شاعر مردوم، حيث لا غابات ضوء ولا سماء مرّقطة بالتّفاح ، أفرك قلبي من بقع الحبّ القديمة كما تفرك امرأة فستانها الوحيد عند كلّ لقاء. نحن النّساء ندرك أنّ بقعة ما في الفستان أو القلب لن تزول. ستجدني أنفض عن ستائري أسماء كثيرة علقت بشبّاكي ولم تفلح الرّيح في إدخالها. في الشارع الخلفي لهذه القصيدة ستجدني أمام مرآتي كلّ صباح أحلق زغب ظلّ علق بجلدي. بطاقة الأمنيات صَدْري حَارِسُ مَقَْبرَةٍ، كُلَّ لَيْلَةٍ أودِعُ قَلْبي في تَابوتٍ فيورِقُ خشَبُه من الحنينِ آلْحَمامُ الراّبض فَوقَه يَصلِب مَناقيرَه وَلا يُوقِظُ آلْخَشَبَ مِنْ أَحْلامِه فَأَنْبتُ في فِرَاشي صفصافةً تَبيعُ ظِلَّها لقلبٍ عابرٍ بِالموت مِثلهَا *** في بِطاقَةِ آلْأُمْنِياتِ تَمَنَّيْتُ لَوْ كُنتُ شَجَرةَ بَلُّوط ٍ تَجْمَعُ هَسِيسَ آلْأَمْوَاتِ في ثُقُوبِها وَتَنْفُخُها في بُوقِ اِسرافيل لَعلَّ قَلْبَيْن تُسعفهما آلْقِيامة لِاِسْتكمال عِنَاقٍ مَبْتُورٍ دهن النافتالين
قلبي الذي تُدَقُّ جدرانه دهنته من ذي قبل بالنافتالين وركنتُه في دولاب الخردة تماما كما تخبئون أثوابكم وتمنعون عنها رطوبة المكان. *** ولأنَّ نوافذ قلبي كثيرةٌ لعبت معي مرّات عديدة لعبة الغُمّيضة وأفتح أنا النافذةَ الخطأ.