نصان من ديوان دائرة الأسباب
مروة نبيل
أدركتكَ الشَّيْخُوخة وأنت تُدمِّر مدينة قلبي
تحية لصلابتِك التي لا أُقدِّرها
ولا أنظرُ إليها بعينِ الاعتبار.
بائسٌ وأنت تُضيِّعُ
بُؤس التواجُد
بؤس تَوليد الصِّوَر
بؤس تِكرار الكلام
بؤس أُنثَويَتك أيُّها الرَّجُل
كَونُك ظاهرةً - بؤس.
بؤس رهافةٍ نظرتُ بها إلى
جَحيم.
بالتراجُعِ، بالشُحّ
بكبسُولة فيتامين C فوّارة
بكُولاجين بَحريّ مَغشُوش
بفواحةِ عِطرٍ تنشرُ سرطانات في الجو
بسيلكُون على صَدركِ وتحت دماغك؛
تُقايضين الشمس.
كم إلهامًا يأتي ويضيع؟
كيف صرتِ و(الكاف) في العبارة واحدة؟
ما رأيته ضرورة كان مُصادفةً
وما رأيته مُصادفة كان ضروريًّا
هذا هو النصل الهَش
يتصرَّفُ في وَجهكِ كرغَيف.
تحتفظين بالثوم مهروسًا
تبحثين عن البرتقال الأحمر كالمحنونة،
تُعجبُكِ صناعة النزيفَ بالذَّات
تعرفين أن من الآلات آلهة وأنبياء،
أن لكُلِّ فِعْل تِكنِيك،
من البِناء حتى القَلي.
تتأملين مخلوقات يدكِ الأليفة
أكثر مما تتأملين مخلوقات الله.
صمتك الأكثر عذوبة،
منحُوتٌ بضجيجِ يمتدُّ من الفحم
إلى الرمال.
تستحضرين عالمًا بلا كهرباء
تسترقين السمع فيه إلى صوت سنابكِ الخيل على الإسفلت
فجأة، توقدين المصباح، فتشوهين الطبيعة
بسهولة،
وبلا رحمة أحيانًا؛
تُشاركين في صُنع قنبُلة ما،
تمتصين الإشعاع بدوْرِك
تعتذرين لكُلِّ شيء؛
من الماءِ حتى الخَشب
لجسَدِك، للنظام الشمسيّ
ثم تعودين إلى جحُودِك.
تظُنين بيتَك قَمَرة
بعشرةِ مذابح في
الأقل
تُجادلين بأن للعالَم بُعد رُوحيّ
أتُميزين – حقًّا – بين الروح والعقل؟
اكتمل اليَبابُ؛
ووجُودُكِ كوُجُود الأنفاق المفتوحة على عَدمٍ،
له معانٍ عدديَّة فقط.