جثة غريبة تأكل الفاكهة وترد على الرسائل أحيانًا / أسماء ياسين

 جثة غريبة تأكل الفاكهة وترد على الرسائل أحيانًا

أسماء ياسين


جثة غريبة ـ أسماء ياسين ـ بيت النص


منذ شهور بدأت أستقبل كل صباح رسائل غريبة من جثة شهدتُ موتها. قتلت نفسها لترتاح من الضوء القوي الموجه إلى عينيها. لتستيقظ وتجد نفسها ما تزال في سريرها حيث غفت للمرة الأخيرة، وحول سريرها اصطفت مجموعة من الأسنان ونابان حادان مسمومان.
رسالة
عيناي بيضاوان
رسالة
لا أتذكر شيئًا على الإطلاق
رسالة
القبر أكثر اتساعًا مما تخيلنا
رسالة
اختبرت شهيتي وأكلت تفاحتين وثمرة حمراء لا يحضرني اسمها
رسالة
حاولت أمس رتق ثقوب الوعي بلا جدوى
رسالة
لماذا لم يخبرني أحد أن الجثث تفقد قدرتها على البكاء؟
رسالة
هل قتلت نفسي حين نفد الشعر من الواقع؟
كنت أجيب على الفور. يملك الموتى وقت فراغ كافيًا للرد على هذه الأسئلة وغيرها. من مقبرة أخرى قريبة بحجم الجسد أجيب على الفور؛ فالتفاصيل مألوفة؛ عيناي بيضاوان أيضًا. آكل أحيانًا تفاحتين وثمرة حمراء لا يحضرني اسمها، ولا أتذكر شيئًا على الإطلاق. القبر بالفعل أكثر اتساعًا مما تخيلت، يتسع للبيت والعمل والأصدقاء المزيفين وللطريق من هنا إلى مدينة أخرى لا تفقد الجثث فيها قدرتها على البكاء، ولا يغادرني فيها الشعر. وأنا أيضًا قتلت نفسي لأرتاح من الضوء القوي الموجه لعيني، ثم استيقظت في سريري، حيث غفوت للمرة الأخيرة، لأجد مجموعة من الأسنان البيضاء، ونابين حادين مسمومين. فارق واحد بيننا، هي خرساء وأنا أقضي الليل في حوارات طويلة مع اليأس.

تعليقات