المرثية الرابعة من مراثي روما
يوهان فولفجانج فون جوته
ترجمة: عبد الوهاب الشيخ
IV
بجِّلوا مَنْ شئتم!* أمّا أنا فقد وجدتُ أخيرًا ملاذي الآمن.
أيتها السيدات الجميلات، وأنتم يا رجال العالم المترف الراقي،
اسألوا عن الأعمام والأخوال والعمّات والخالات،
وأتبعوا الحديث المتكلّف بألعاب الترويح!
وأنتم أيضًا وداعًا لكم، يا من في دوائركم الكبيرة والصغيرة،
كم أوشكتم أن تدفعوني إلى اليأس،
تُعيدون وتكرّرون، بلا غاية ولا حذر، كل رأيٍ سياسي،
من تلك التي تطارد المسافر الغاضب في أنحاء أوروبا.
هكذا لاحقَت أغنية مالبرو** المسافرَ الإنكليزي قديمًا،
من باريس إلى ليفورنو، ومن ليفورنو إلى روما،
ثم إلى نابولي جنوبًا؛ ولو أبحر إلى سميرنا،
لاستقبلته مالبرو هناك أيضا في الميناء!
وكذلك كان عليّ، في كل خطوةٍ من خطواتي،
أن أسمع توبيخ الشعب، وتأنيب مستشاري الملك.
أما الآن فلن تعثروا عليَّ بسهولة في ملجئي هذا،
الذي منحتني إياه، برعايةٍ ملكية، يدُ "أمور" (إله الحب).
هنا يظلّني بجناحه،
وحبيبتي، المتشبعة بالروح الرومانية، لا تخشى الغاليين*** الغاضبين.
لا تسأل أبدًا عن الأخبار الجديدة،
بل تراقب بعنايةٍ رغبات الرجل، الذي يلائمها.
مستمتعةً به، ذلك الغريب الحرّ القويّ،
الذي يحدّثها عن الجبال والثلوج والمنازل الخشبية،
وتقاسمه النار التي أوقدتها في صدره،
وتفرح لأنه لا يهتم بالذهب كما يفعل الرومان.
مائدتها معدة الآن على نحو أفضل، ولا تعوزها الملابس،
ولا تفتقر إلى العربة التي تقلّها إلى الأوبرا.
الأم والابنة كلتاهما مسرورتان بضيفهما الشمالي،
والبربريُّ ابنُ الشمال صار سيّد القلب والجسد الرومانيَّين.
