القائمة الرئيسية

الصفحات


وحدتي السوداء ...
محمود قرني


صباحُ المُنْحَنَيَاتِ الثُعبانية
والمَضَايق المُغلَقة
صباحُ الأباطيلِ
 التي باتت تُؤلِفُ الحقيقة
صباحُ الخُرافات العصرية
يُرَوِجُها الثعلبُ عَنْ توبته
صباحُ المُرَابِينَ
يصفُونَ الموتَ بأنه القرض الوحيد
الذي لا ينـتظرونَ مِنِّي أنْ أردَّه
صباحُ النبوءةِ الخَرْقَاء
بأن كأسىَّ الفارغةَ اليوم
ربما امتلأتْ في الغد
صباحُ العواصم المعدنية التي زرتُها
لتستأجر ذِمَّتِي بلا مقابل
صباحٌ عَلَىَ اللِّصِ الذي سرقني
بينما أراهُ يحتسي شايَ المساء مع جَنَاب المأمور!
صباحُ النُدبَة الكبيرةِ أسفلَ البطن
صباحُ الجِراحةِ الغائرة
بين الضِلعِ الثالث والكبد
صباحُ الوردة التي خاصمها المَيْسَمُ
فخانته عِندَ أول مُنعطَفْ
صباحُ اللقمةِ المُرَّةِ
أحملُها عَلَى كَفِّي
وأقولُ إنها خَطِيبتي
صباحُ الحبِّ
الذي تتباكىَ الحكيماتُ مِنُ عِلَّتِه
صباحُ الرِبَاطِ الذي لَمْ يَعُدْ مُقدسا
صباحٌ علَىَ سَطْلِ البيرة
شربتُه مع امرأةٍ لَمْ تخني سوى مرةٍ واحدة !
صباحُ الإرادة المُنكسرة
وهىَ تهشُّ الذبابَ تَزْجِيةً للوقت
صباحُ الأصدقاء المُخْلِصين
يحرقون نعشي
حتَّى يُطهروني مِنَ الآثام !
صباحٌ عَلَىَ بلادٍ
يقولونَ لي إنها بلادي !
صباحٌ علَىَ كتابي هذا
بينما لا أعرفُ لِمَنْ أُرْسِلَهُ 
صباحٌ ياوَحدتي السوداء
يا ابنةَ عَمِّي .



تعليقات