لقطات
صفاء فتحي
قل
لقدميك اللتين لا يصحبانك حيث تريد إن الرحلة كانت للغياب
**
عندما
دخل في رئتي الغاز قررت التدخين من جديد
**
أخذني
سائق التاكسي حتى العباسية ومد إليَّ يده ليصافحني، هو وأنا تفاصيل تتعارف في فراغ
المدينة في عام 11 وألفين، هو يمثل الإخوان وأنا ما عداهم من الآخرين
**
كنا
نلبس الأقنعة ضد الغاز، نعرف تمامًا أنها علامات للتعارف على الوجه ونحن سائرون
**
جاء
لي الرجل العجوز في الميدان بطبق من الكشري فقلت له لا بد وأن تكون للنساء حقوق
كاملة في الدستور الجديد
عندما
أمسكت يد باردة لشاب على يدي وأنا أدخل الميدان عبر متراس طلعت حرب، صرخت في وجهه
فجعلني أمر دون أن يتحقَّق من رقمي القومي
**
في
كل مرة كانت البنت تفتش جسمي وأنا أعبر من متراس عبد المنعم رياض كانت تقول
سامحيني فأسامحها في التو
**
وقفت
وراء شيخ يؤم الصلاة في التحرير، وكلما قال عبارة جميلة قلت أحسنت فأخذ يقول
عبارات أجمل
**
جلس
رجال على الرصيف يكتبون الشعارات على قطع من الورق المقوَّى بعدها حمل الرجال
المنهكون العبارات كقبعات على الرؤوس
**
دخلت
كشك عسكري المرور الفارغ أمام وزارة الخارجية فكان به مدرِّس تاريخ من الدلتا
جالسًا يستريح من الليلة التي قضاها واقفًا يؤمن الميدان
كلما
كنت أريد التصوير من أعلى كنت أحتل مكان أي شاب يساعدني للجلوس على السور الأخضر
**
الشاب
الذي أعطاني موقعًا لقدم واحدة على سطح مدخل المترو في التحرير كي نشاهد خطاب
المخلوع يوم 10 شهر 2 سنة 11 صرخ : هو لا يزال يقول سوف، فقلت له صرت رمزًا
**
كان
هناك ولدان يسمعان خطاب يوم 10 ورأساهما ملتصقان اعتقدت أنني أشهد ظهور نوع جديد
من البشر
**
في
الميدان رأيت أصدقاء لم أرهم منذ أبعد الأيام كانت عيونهم منتفخة حمراء تعتلي
ملامح مشدودة فعرفت أننا لم نلتقِ من قبل
**
لم
أصدق أنها ثورة ولكني صدقت عندما سمعت رجل من الشعب يصرخ في المحمول أنا مش في
المظاهرات، أنا في ثورة.
عندما
دخلت المستشفى الميداني في يوم موقعة الجمل رأيت شابًّا على عينه ضمادة بيضاء
وبجانبه إصبع موز وفتاة تسألني
From where?
**
في
ليلة الخلع رأيت شابًا كفيفًا في يده جهاز تسجيل وميكرفون يسأل المارة عن مشاعرهم
ليراها
**
في
ليلة كان العساكر لا يريدون لشاب أن يصحبني عبر كوبري قصر النيل، فهددتهم بأن شبحي
سينتقم منهم لو قُتلت فسمحوا له أن يصحبني
**
تعلمت
الأوتوستوب في القاهرة في ليلة 28 يناير
**
في
ليلة موقعة الجمل كنت أتقدم بحذر في اتجاه عبد المنعم رياض عندها رأيت ناصف صديقي
من باريس يلقي طوبة فقلت له أعطني كتفك كي أسند كاميرتي عليه
أصغر
سيارة نصف نقل ركبتها يوم 28 بجانب رجل عيونه منتفخة وحمراء يرتدي عليهما عدسات
بحجم أكواب الشاي الصغيرة في الصعيد
**
استقللت
آخر تاكسي في القاهرة يوم 28 يناير بعد أن دفعني إصبع لصديق قديم خارج عتبته في
الليل
**
وقفت
قدماي على زمن آخر عندما رأيت ابن صديقة العمر يهلِّل لمشهد المدرَّعة وهي تدهس
إنسان في السويس
**
لجأ
إلى منزلنا ضابط من الأسرة يعمل في مجلس الوزراء فعرضنا أن يأتي بحوزته من السلاح
كي نحميه
**
كانت
لي صديقة عزيزة لم أرها وأنا أجوب أرجاء الميدان لأنها كانت تنقل أخباره للأصدقاء
في الخارج
كانت
هبة تجلس في دار ميريت للنشر على الأرض تكتب المقالات للأهرام بعد أن قالت لأمها
"أنا عايزة ابني يتيتِّم"
**
تحدثت
في المحمول إلى أم فتاة صغيرة تبكي لتظل في الميدان وسكتُّ عندما قالت لي الأم إن
الميدان للرجال فقط
**
في
ليلة كنت أنا وأختي نبتعد عن الميدان وراءنا مجموعة من أطباء التحرير بالبالطو
الأبيض، قالوا لا تبتعدوا كي نحمي بعضنا بعضًا
**
صحوت
من النوم على سجادة قديمة في دار ميريت فوجدت بجانبي روائيًّا ينام
**
بعد
سرقات التليفونات كان عليَّ أن أخبِّئ الكاميرا في حَلة في المطبخ كي تشحن وأنا
نائمة
يوم
موقعة الجمل كنا نعبِّئ الزجاجات الفارغة بالماء ونلقيها في الشارع للمتظاهرين عبر
فتحة في الباب
**
يوم
موقعة الجمل أطفأنا النور وغطينا الزجاج بستائر سوداء ومن دائرة صغيرة نظفها هاشم
في الزجاج سددت عدسة الكاميرا لأصور انفجار المولوتوف في ميدان طلعت حرب
**
يوم
موقعة الجمل كانت منال توزِّع زجاجات الماء على الواقفين في الصفوف فأخذ أحدهم في
الشجار معها كي تختبئ
**
عندما
عبرت الميدان في موقعة الجمل تحت وابل الحجارة أخذني شاب من يدي وأنا أعبره ووضع
على رأسي الجاكت الذي كان يرتديه
**
وأنا
أعبر الميدان صورت امرأة فقيرة تكسر بلاط الميدان في إصرار وبعد ساعة سرق مني شريط
التصوير
**
ربما
يكفي ما عشناه، لا هي خطوة إلى الأمام ولا إلى الخلف، بل إلى طريق مسدود بحائط
صغير
**
عندما
كان الرجال يطوون بعناية البطاطين ليرحلوا عن الميدان كنت أتمنى لو كان معي كتاب
كبير أفرد صفحاته عليهم كي لا يغادروه
**
كنت
كلما أسأل شابًا يساعدني عن اسمه أكتشف أنه ابن لزميل قديم
**
كل
مرة كنا نعود فيها أنا وأختي هالة ليلا إلى المنزل كان الناس في الشارع يستقبلوننا
وكأننا مقاتلون ينزلون بتصريح 12 ساعة من الجبهة
يوم
28 رأيت رجلا في يده بنت صغيرة عيونها حمراء من الغاز فقلت له لم تأتِ بها إلى
الخطر؟ فقال هي التي أتت بي
**
كان
الناس يتحدثون إلى الكاميرا وكأنهم يؤرخون لأنفسهم ويبعثون برسائل إلى العالم
**
كان
هناك بجانب المستشفى الميداني في ليلة موقعة الجمل ولد صغير يحرس نفسه وبه جرح في
الرأس
**
كلما
احتجت لكتف أسند عليها كاميرتي كنت ألتقط رجلا وأقول أنت عجوز دعني أتكئ عليك
**
في
ليلة الخلع حدَّقت في وجه فلاحة كانت معتصمة منذ أول يوم تجلس في الظلام بمفردها
وتبكي
**
كانت
أخت نزار سمك تبكي وتقول إن نزار كان يتمنى أن نمسك بأول الخيط
**
أول
مرة أرى فعل "يريد" يحرك شفاه كل هؤلاء الأفراد
**
لم
أر محمد هاشم في هذه الأيام يأكل أو ينام، كان يتحدث ويدخن فقط
**
بعدها
بأيام كنت أمشي في المهندسين وإذا بي أسمع صيحات تحية للثوار من عمال النظافة في
الشارع
**
كان
الناس يأتون إلى الميدان وكأنهم في زيارة إلى أحد الأقارب، كلٌّ في يده كيس به
طعام وحين يرون إجهادًا على وجه ما يمدُّون إليه في التو أيديهم بالأكل
**
بعدها
بشهور كنت أمشي في حارة جانبية في وسط البلد عندما سمعت شابًّا يدندن لنفسه:
"ثورة، ثورة حتى النصر... في كل شوارع مصر"
**
من
نافذة دار ميريت كنت أصوِّر يومًا بعد يوم عددًا من الشباب يبنون منجنيقًا لقذف
الحجارة
**
بعدها
بسنتين أصبح واحدا من هؤلاء الشباب صديقي الصدوق إبراهيم
**
كأنه
لا يحق لنا أن نتذكر هذه الأيام ، بعد عامين، كم نقول كم كنا ساذجين!
**
لكن
الشباب جاؤوا بونش لانتزاع بوابة الاتحادية وقامت القوات بأسر سلك الونش، وكانوا
يفكون العسكري الأسير بخمسة من الثوار المقبوض عليهم والتسليم عند الفجر، ربما لا
لا نزال ساذجين... يتبع...
تعليقات
إرسال تعليق