أطلق سراحي
مختارات من غزليات عارف خضيري
ترجمة : حسين الخضيري
أطلق سراحي
إذا أحببتني
أطلق سراحي.
ما الحبُّ أمرٌ
لا ولا امتلاك
الحبُّ وردة
تحتاج قطرات المطر
هواءً نقيًا
وأشعةَ شمس،
طائرٌ يتوق
في السماء
يطير
لا أن يحبس في قفص
أو يبقى على الشجر
ليس بمقدورك تقييدي
بجمالك
ولا بوسعك شرائي بثروتك
إذا أحببتني
أطلق سراحي
لأن الحبَّ سيأتي
حين يَغدو
كلانا حرا
كالطائر الطليق.
بندر سري بكاون13/ 12/ 2001م.
المرآة
مباركٌ أنت
يا محبوبي
مباركٌ جسدك
وروحك معًا
لأن فيك
تلتقي
كنوز الأرض
وكنوز السماء
تحوزُ الليالي أنت
وتحوز الليل
تحوز النهار
وتحوز الثمرات
كلما إليك تطلعتْ
أبصرتُ بساتين البهجة
ومروجًا أنيقة
وحدائق حُسْنٍ
أبصرتْ
نهرا بهيا
وشلاًلاً ذهبيا
وبحرًا من ضوءٍ
أبصرتُ بجعةً
أبصرتُ غزالاً
جوادًا وجملا
عروسة بحرٍ
وحورية
وكمرآةٍ ساحرةٍ
تعكسُ كل جماليات الأرض
والسماء
والمروج
والأنهار
والغابات
والبحار.
الحبُّ الحقيقي
إنني حقًا
يا حبيبتي أُحبُّك
ليس لوجهك الجميل
ذي العيون الوسيعة
الزرقاء
مثلما لون السماء
وشفتيك الشهيتين
المشتقتين
من زنبق أحمر
أهواكِ
يا حبيبتي
ليس لموسيقى صوتك
الذي ينساب من شفتيكِ
كخوخٍ ناضج شهي
ولا لصدرك الغوي
ولا لخصرك الطري
ولا لجيدك الطويل
الأبي
كبجعةٍ
أهواكِ
يا حبيبتي
لا لذا وذاك
لأن ذاك النوع من الهوى
ليس الحبَّ الحقيقي
يا غاليتي
لأنني أنظر بعين قلبي
عميقًا داخل بشرتك
أبعد من لونك
واتساع عيونك
وجمال شفتيك
لأجلِكِ
ولأجل الحبِّ
أحبك
أحبك.
أُغنيةُ حُبّ
لا تبكِ
يا حبيبتي،
حينما أموت.
وبدلًا من ذلك ابتسمي
الابتسامة التي أُحب أن أراها
بثغرك،
وتعالي لقبري
ورتلي قصيدة حُب.
في قبري
في رضًا
وبهجةٍ
وقناعة
سأبتسم
لأنك تعلمين
أنني دومًا
أُحبُّ أن أُغني
قصائد الغزل.
لا أستطيع أن أتحمل
أن أرى دموعا
في العيون التي أحببتها
أكثر من حياتي.
وددتُ يا حبيبتي
لو عشت مائة عام
لكن واحسرتاه!
ليس باستطاعتي.
عوضًا عن هذا
أودُّ أن أعيش في قصائدي
كلما تلاها العاشقون
لحبيباتهم.
عندئذٍ سأفكر فيكِ
في ابتسامتك
التي أُحبُّ أن أراها
بثغرك
وأبتسم في قبري
في رضًا
وبهجةٍ
وارتياح.
سوف أحيا
طويل ليلي
وأنا معه بمفردي
وأنتِ لستِ هنا معي.
بالأمس ظننتُ
أنَّكِ لو تركتني،
ستغادرني الحياة
بدورها
ستذرف السماءُ الدموع
بالليل والنهار
ستختفي النجوم
من السماء
وثانيةً، لن يبسم القمر.
ظننتُ أنَّكِ لو تركتني
سيهوي العالم ولن
أبقى على قيد الحياة
ذاك ما قد ظننتُ
إلى أن رحلتِ.
بيد أن الحياة لا تزال تدور
وعيون السماء لم تذرف الدموع
ولم ترحل النجوم
ولم يفقد ابتسامَه القمر،
رحلتِ،
والليل طويل
وأنا به وحيد
لكنّني
لازلت أحيا بعدكِ
أواصل المسيرة بجَلَد
بمفردي.
أُفكِّر فيكِ
حين أجلسُ
في غروب الشمس
في حديقتي،
وأُفكِّرُ في
أيام حياتي
التي مضت كالرياحٍ
أذكر
كلَّ الحروب
التي خضتُها،
وخسرتُها،
والسفائنَ التي
على متنها عبرت
السبعةَ أبحر
ثم عدت إلى موطني
بخفيّ حُنين
دون قناديلٍ،
دون سجاجيد،
دون خواتِمَ
أتذكرُ أيضًا
كل المحن
كلَّ المواجع
وكلَّ الاحباطات
وأهزُّ رأسي
في ندم.
ثمَّ أُفكِّرُ فيكِ
في وجهكِ
في عينيكِ
في شفتيكِ
وفي التوّ
تتلاشى كلُّ المحن،
كلُّ المواجعِ
وكلُّ الإحباطات
ثمَّ أبتسم في رضًا وقناعةٍ وإعجاب.
بندر سري بكاون 27/ 5/ 2002م
تعليقات
إرسال تعليق