القائمة الرئيسية

الصفحات

صورة جانبية لـ "حيَّان البلِوي" / محمد علي شمس الدين

 

صورة جانبية لـ " حيَّان البلِوي"
(أنا شبيه البحر)

محمد علي شمس الدين




1. _
في ذات صباح ْ
في يوم لا يعرف موقعه في تقويم الأيام ولا عقربه في مجرى الساعاتْ
جاء الى منزلنا بحّار يسعى يدعى "حيان البلوي"
كان نحيلا وجميلا كالموسيقى
وسريعا كغزالْ
وبسيطا كان ومسترسل شعر الرأس ومنكسر الأجفانْ
يمشي... يتبعه الصبيان فإن أوقد نارا رقصوا
لا يُعرف من أي الشطآن أتى.... ومتى
قال الرجل الأعمى : جاء من الجهة الزرقاءْ
قال عجوز آخرْ : بل من جرح في الماءْ
وأضاف حزينا : لا بدّ أحبائي
لابد من القسوةْ
ان دما سيسيل على الصحراءْ
وهنا قال له ولد ماكر ْ :
هل أنت الشاعرْ؟
لم يضحكْ / ضحك الأولاد ُ.... وصفق عصفور بجناحيه وغرّد
واستعلى ومضى نحو الغرب سريعا
وتدلّت من غصن السروة عينانِ
وقبّرتانْ
_
_هل أبصرتمْ ما أبصرنا؟
فهنا خبر أصعب من أن يُروى........
لكأنّ "الشيء" يكونُ لكي
لا يُروى ً
هل كان الخوف أم البلوى؟
أم أن الأخرى عبثتْ
فأفاق الساحر من غفوته.... ومشى
وأشار الى البحر وقالْ:
من آمن بي فليتبعني

2_
كنتُ على حافة ريح سوداءْ
أنشر فوق الموج شباكا للأسماك وأحمل قتلاها للبرّ فتأكلها الأحياءْ
كنت هنالك أنشر ألواحي في الماءْ
هذا عملي / صيادا/ مذ ولدتني أمي ( في يوم لا يعرف موقعه في تقويم الأيامْ)......
أصغي لهدير البحر وأعلم أن الزرقة أمي
أن الزرقة آخر من يحملني فأنامْ
ونظرتُ
فأبصرت صبيا يشبهني
_ماذا جئت لتفعل في هذا اليوم العاصف يا "حيّانْ"؟
كان البحر قريبا كيدي
والموج طغى
والنورس كاد يلامس أهدابي

28/2/2021

تعليقات