القائمة الرئيسية

الصفحات

 


درو باريمور

مصطفى عبادة


درو باريمور - مصطفى عبادة - بيت النص



أنا الجندى الخائب فى التنشين

يُقالُ لى دائماً

إلى الأسْفَل قليلاً

أعلى سنتيمترات

كُنْ فى المُنتْصفِ تماماً،

عُوقبتُ فى أوّل تدريبٍ

بطلوعِ الجبلِ خمسَ مراتٍ

وقيل لى

فكِّر فى درو باريمور

ليهونَ الأمر


 

لم أسمع زوجتى ثلاثَ مراتٍ

وهى تحدثُّنى

فحرقت كتبى، وقالت

استمرْ فى تأمُّل

الساقطة دروباريمور

التى قصصت صورها من المجلات

ودَعْها تأخُذْ مكانى فى الليالى الطويلة

ستقف أيامُك هنا

سوف أحرقُ كلَّ شىء تُحِبْ

سوف لن نلتقى

ستخرجُ إلى الشارع

خاليًا منِّى

باختصار: سوف أدمرك

وادعُ ربَّك أن يمنعنى إن استطاع

أو فليُنِبْ درو باريمور

إن استطاعت


 

  

درو الفاتنة

لم تصالحنى على زوجتى

والمدير الذى دخلتُ عليه

وهو يتأملها عارية

 درو طبعاً

كرهنى وعاقبنى

ولو رأى جبلاً لأصعدفيه

ومنعنى من تأمُلهّا

واحتكرها كأشياء كثيرة لنفسه

الناس أنانيون

يقفون بينى وبينها

بلا رحمة


النشيج فى قلبى

مثل طوفانٍ خلْف سدٍ من الرمال

كلَّما اهتزت حلمتاكِ

بين إصبعى هذا الجلف

ليلة 11 سبتمبر مباشرة

بكِ نُضْربُ فى منازلنا

مع أن كل الرجال فى مأساة مانهاتن

كانوا عندك

محمد عطا، والحازمى، والآخرون


 

درو

أنتِ خراب بلادى

أشبهْتِ أعدائى

كدتُ أقول فصرت أحبُّهم

مع أننى طردت المرأة من القصيدة

عشتُ ليالىَّ أحلم بسمّانتك

واكتشفتك قبل الجميع

الذين منحوك الأجمل فى العالم


 

هل تذكرين الأمير الصغير؟

هل قرأته؟

ما هو دائم تختصه الجغرافيا

والزائل للتاريخ

ألهذا ­ ربما ­ تنسى النساء علاقاتهن

ويذكُرْن أماكنها

والرجال يستعيدون أوّل امرأة

وآخر مكان 

أنا أريدك خارج الجغرافيا

بعيداً عن خطط المحافظين

ستذكرين بالتأكيد

آخر مكان نكونُ فيه

وسأنسى تاريخك الدموى

أنا صِنْوُك المعقَّد

لم أر بطن ركبة امرأة

إلاَّ ذكرْتك


 

الجغرافيا لا تتبدل كثيراً

أقول

هذا صدرها

لا

 هذا يشبه صدرها

وتلك مؤخرتها

وتنقصنى الرائحة

لأن الروائح لا تعبر الأوطان

امنحينى رائحتك

ودعى القصيدة تمضى على ضمير المخاطب

لأننى تحلَّلْتُ تحت ضمائر الغياب


___________________________________________________________________________
 نص من أحدث دواوين الشاعر " بخطى مثالية كالفضيحة " .

تعليقات