القائمة الرئيسية

الصفحات

 

مُحَاورةُ الأيَّامِ

 محمد الشحات


محاورة الأيام - محمد الشحات - بيت النص





هذا يومُ الأحدِ الغافي

لا الإثنين..

أظنُّ بأنَّ الإثنينِ مَضَي

 هذا يومٌ لا أعرفُه منْ أيامِ العُمرِ

يمرُّ كمَا مرَّتْ أيامٌ ومَضَتْ

أشْعُرُ أنَّ الأيامَ تُحاولُ أنْ تخدَعنِي

وتمرُّ ببطءٍ لم أعهدْهُ ولا تتركُ بصمَتَها

فأراها

تأتي ساعةُ أن ينفصِلَ الخيطانْ

وتمر سويعاتٌ حتَّي ينتصفَ اليومْ

ويجيىء الليلُ ويعقبُه النومْ

كنت أداري

كي لا ينفلتَ الوقتْ

وأحاولُ أنْ أمْسِكَهُ

وأخافُ بأنْ يقتلنِي أو أقتلهُ

 

يرتحلُ بطئيًا

كان الوقتُ يفرُّ

والأيامُ تمرْ

فأعلّقها رقمـًا فوقَ الحائِطِ

كيف تشابكتِ الأيامُ فلمْ أعرفْهَا

أوقفنيْ وقتِي

فارتبكتْ كلُّ عقاربِهِ

ماذا حلَّ بِهِ؟

كيفَ تشابَهَتِ الأيامُ

وكيف اختلطتْ كلُّ الأوقاتِ

 فخفت بألا أعرفَها

ووقفتُ

 لكى أبدأ في تحديدِ ملامِحِها

وأسمّيها

 هذا يومُ ممارسةِ الحزنِ

 ويوم الخوفِ

 

ويوم استرجاعِ خفايا الذاكرةِ

 ويوم استردادِ بقايا الفرحِ

ويومٌ لا أعرفُ كيفَ أسمّيهِ

ويومٌ لن أدركَهُ

 وحينَ تُخاصِمُنِي الأيامُ وتختبيءُ

أحاولُ أن أتبعَهَا

 فأخافُ بأن أسقِطَها مِنْ ذاكرتِي

فلا تعرفنِي

ولا أعرفُها.


حدائق القبة 7 مايو 2020


قد يعجبك ايضا

تعليقات