ثلاثة نصوص من شعر ميكال مارتي إي بول
ترجمة : محمد خطاب
حينَ أفقدُ كلَّ شيء أنقذوا عيوني،
أنقذوا نظرتي، عليها ألاّ تضيعَ أبدا!
هي الشيءُ الوحيدُ الذي أتأسفُ له
لأن غصنَ الحياةِ الناعمَ المتبقي لي
يأتي من عيوني، أحيا عَبْرهما
مُسْنَدا على حائط كبير سينهار.
بعيوني، أعرفُ، وأحبُّ، وأومنُ، وأعلمُ،
أستطيعُ الحس، واللمس، والكتابة، وأن أتعاظم
غايةَ المقام العجيب للإشارة،
لحظةَ تنخر الإشارة حياتي،
علينا أن نشعر في كل كلمة بحمل
هذا الجسد الثقيل الذي لا يُطيعُ أبدا.
أتعرّفني بالعيون وألمَسُنِي،
أذهبُ وأجيءُ داخلَ هندسة
ذاتي، بجهد عنيدٍ
لكي أعثرَ على الحياة واستنفدَها.
بالعيون أخرجُ لكي أتَشَرَّبَ الضَوءَ
وأبتلعَ العالمَ وأعشقَ الفتيات
وأثيرَ الريحَ وأُهَدِّئَ من روع البحر،
أحترق بالشمس، أَدهَنُ بالمطر.
حين أفقدُ كلَّ شيء أنقذوا عيوني.
مفقودا، لن أحيا إلا بالنظرة.
شبه بورتريه
تَأمَلْني أمامَ الصفحة البيضاء
محاكا بالكلمات، ومدعوا بحزن
من حضور غامض. ليس هو مذاقُ
السنوات المُتكلَّفَة، ولكنَّه سَائِلُ
اللحظةِ مشروبًا برشفات صغيرة
محفوظةٍ ومُرَّةٍ. ستكونُ لكَ
الصورةُ الحقيقيةُ لهذه الذات الجديدة
المسلوبةِ من كل شيء، وسيدةِ كلِّ شيء،
التي لا تُلْقِي بالظلِّ نحوَ اللامكان
والتي تحيا في كل شيء، بإسراف.
تأملْنِي مدونًا على هذا الورق
وارسمْ إشارتي أخدودا بعد أخدود.
كلُّ شيء عَيْنِيٌّ، وعارٍ، وبدائيٌّ.
لا تخشَ ولوجَ سرِّ
الذات الناعمة التي بين أصابعك.
مازجْ ذاتك بذاتي، سأمازجُ ذاتي بذاتك.
البيت
لنتركَ العشبَ ينمو على الطرقاتِ
ويمحو أثرَ المسافر المتعب.
كلُّ جميل يحضّ على الجمال.
لا نتحسر على النسيان، في كل حركة هناك
اتساع الرغبة والإرادة
في جعله دائما.
متوقف علينا ألا تُعطل خُطوةُ الوقت
العلاماتِ الموشومةَ على الصخور.
وألا يجدَ الضيفُ المُبّشَرُ من الأعمار
البيتَ مهجورا ومعتما وحزينا.
تعليقات
إرسال تعليق