القائمة الرئيسية

الصفحات


عَودةُ الصوت

أجود مجبل 

 
عودة الصوت - أجود مجبل - بيت النص

قالت بِبغداديّةٍ فُصحى :
أنا أدري
متى يأتي لَنا الحَلّاجُ
قَطَعوا يدَيهِ النَّجمتَينِ
وما دَرَوا
هُوَ عادةً لِيدَيهِ لا يَحتاجُ
لِعُبورِ نهرِ العِشقِ
لَمْ يَحتَجْ سِوى فَمِهِ
وتَعرِفُ ذلكَ الأمواجُ
بَقِيَتْ لَدى السيّافِ ساعتُهُ
تُحَرِّكُ عَقربَيها ثَورةٌ
وهِياجُ
قارورةٌ مِنْ خَمرِ ( كَلواذا ) تُضيءُ
وما لها غَيرَ الحُروفِ مِزاجُ
وبَقِيَّةٌ مِنْ خِرقَةِ الصُّوفيِّ
لَمْ يَنجحْ بِفَهْمِ رُموزِها النسّاجُ
في آخِرِ اللحَظاتِ قالَ لِصَحبِهِ :
بابُ الخليفةِ ليس فيهِ رِتاجُ
لِلصَّوتِ ظِلُّ
سوف يَسألُ عنهُ زُوّارٌ
ويَقصُدُهُ غَدًا حُجّاجُ
إنْ كانتِ الكلِماتُ بُدِّدَ شَملُها
والشِّعرُ أُطفِئَ في دُجاهُ سِراجُ
سيَعودُ ذاكَ الصوتُ
لا قبرٌ سيمنعُهُ
ولا يَقوى عليهِ سِياجُ
لا يُنقِذُ الكلِماتِ مِنْ تَكرارِها
إلّا انزياحٌ مُؤلِمٌ وَهّاجُ
بغدادُ عُمْرٌ مِنْ نِساءٍ عِشتُهُ
لِي مِنْ سَحابةِ عِطرِهِنَّ خَراجُ
جَمَعَ الرُّصافةَ حَوْلَ دجلتِها نِهائيًا
بِكرخِ العاشقينَ زَواجُ
 
 

تعليقات