القائمة الرئيسية

الصفحات

  باب على سيرة الذئب

سعيف علي 

 

باب على سيرة الذئب - سعيف علي - بيت النص

  

قرب بيت من كلام غامض
وَحَوله أو جِهةَ المَغيب قليلا
لا يُريد ذئب الكلام إخباري
لماذا لم يبْدُ شرسًا؟
لماذا غَادر سِيرته؟
كمْ كان لطِيفا وهو يردّد
أن النّوْرس -كل النّوارِس هُنا-
ناصِعة البيَاض وثرثَارة

فِي بيت الكلام وحوْله جهة ظلٍّ لي
كلّ النّوارسِ قصَائد نثْر
والذّئْب سطرٌ مِن قَصيدَة سمراء
 


 

قد أُعيد في هذا المَغيب
تَرتيلَ حكاية تنتهي ببطُولة
أو ادّعاء أنّ الجُملة مُعفّرة بالأُمنية
فأَنا علَى حالي
لا أُغادر حَصيرا بَاليا
وأفكّر بعُمق أن أَطير



رغم أنّ الأمر لا يحتاج إلى اعتراف
أو صراخ في دواة حبر قديمة
لا أريد إنقاذ العالم
ولا التورّط في إعادة ملء الزّجاجة بماء الدّمع
حتى يعود التنّين للمبيت في حرف نون زاهد
ومحاولة أكل سور المدينة
في غفلة من العسس
 



لِمَ كلّ هذا الهراء؟
أنا لا أنافس اللّيل في التهامي
فكلّ ما في هذه الظلمة الدّاهمة
من هسيس ومن صوت الجندب
يناسب قصّة الغول في قصص الطّفولة
ويهديني فرصة أخيرة
لأراقب الصّمت عن كثب



قدأعتلي شجرة الصّنوبر الحلبي
فالمعنى لم يعد يصلح للتسلّق
غير محاولة لوضع الغربة مكان الغصن
الكائنات هنا عظيمة
في هذا السطر المتوحد الذي تبنيه العزلة
من أجل قطع السبيل على ثرثرة فارهة

 

قرب بيت في غابة الكلام
أشاهد أصابعي
وأقول لعلّها لا تشبه القمر
غير أنّني لا أصدّق أبدا
أنّ الذئب نحت خشبي
لجعل القصّة فضفاضة
حين تسقط ندف الثلج على رسم الشتاء

 

قد يعجبك ايضا

تعليقات