القائمة الرئيسية

الصفحات

مقاطع من كرّاسات العودة إلى الوطن / إيمي سيزير

مقاطع من كرّاسات العودة إلى الوطن

إيمي سيزير

ترجمة جمال الجلاصي


مقاطع من كرّاسات العودة إلى الوطن - إيمي سيزير - بيت النص


رجل وحيد يسحر النّسر الأبيض للموت الأبيض
إنه رجل وحيد في بحر الرّمال العقيم
زنجي عجوز ينتصب ضدّ مياه السّماء
يرسم الموت دائرة مضيئة فوق ذلك الرجل
بهدوء يرصّع الموتُ النّجومَ فوق رأسه
الموت ينفخ، مجنوناً، في مزرعة القصب الناضجة لذراعيه
الموت يركض في السّجن كحصان أبيض
الموت يلمع في الظّلّ كعيون القطّ
الموت يتعثّر مثل الماء تحت الشّعاب المرجانية
الموت طائر جريح
الموت يتصاغر
الموت يترنّح
الموت باتيورا فزع
الموت ينتهي في سبخة صمت بيضاء.
انتفاخ اللّيل في الأركان الأربعة لهذا الفجر
وميض الموت المجمَّد
قدر عنيد
صرخة واقفة لأرض خرساء
ألن تنفجر روعة هذا الدّم؟
بعيد الفجر، هذه البلدان دون نُصُب، هذه الطرقات دون ذاكرة، هذه الرّياح دون وحي.
ما همّ؟
سنقول، سنغنّي، سنصرخ.
صوت مليئة،صوت شاسع، ستكون كنزنا، رمحنا إلى الأمام.
كلمات؟
آه نعم، كلمات!
أيّها المنطق، أتوّجك ريح المساء.
اسمك فم النّظام؟
إنّه تُويج السّوط
أيّها الجمال أدعوك مطالب الحجر.
لكن، آه تهريب ضحكي الأجشّ
لكن آه! كنزي من الملح الصّخري!
لأنّنا نمقتك أنت ومنطقك، نطالب بالخرَف المبكّر بالجنون المشتعل، والوحشيّة العنيدة
لنحسبْ يا كنزي:
الجنون الذي يتذكّر
الجنون الذي يصرخ
الجنون الذي يرى
الجنون المنفلت
وأنت تعرف الباقي
أنّ 2 مع 2 تساوي 5
أنّ الغابة تموء
أنّ الشجرة تسحب الكستناء من النّار
أنّ السّماء تمسّد لحيتها
إلخ إلخ...
من وما نحن؟ سؤال رائع!
من كثيرة ما حدّقت في الأشجار غدوت شجرة ورجلا الشّجرة رجلاي الطّويلتان حفرتا في الأرض أكياسا من السّمّ وبلادا عالية من العظام
من كثرة ما فكّرتُ في الكونغو
غدوتُ كونغو مخشخشا بالغابات والأنهار
حيث يفرقع السّوط مثل راية عظيمة
راية الرّسول
حيث الماء يقول
شق شق- شق شق
حيث برق الغضب يطلق فأسه الأخضر ويقهر خنازير التعفّن في الحافة الجميلة العنيفة لخياشيم.
بُعيد الفجر، الشمس التي تسعل وتبصق رئتيها
بعيد الفجر
قطار رمل صغير
قطار قطيفة صغير
قطار حبوب ذرة صغير
بعيد الفجر
ركض قويّ لغبار الطلع
ركض قويّ لقطار صغير للبنات الصّغيرات
ركض قويّ للطّائر الطّنّان
ركض قويّ للخناجر لتحطيم صدر الأرض
أيّتها الجمارك التي تحرس الممنوعات على باب الزّبد
أعلن جرائمي وأن ليس لي ما أقول من أجل الدّفاع.
رقصات. أوثان. ارتداد.
أنا أيضا قتلت إله كسلي وكلماتي وحركاتي وأغانيّ الوقحة
ارتديت ريشات ببّغاء وجثّة قطّ ممسّكة
تركت صبر المبشّرين
لعنت محسني الإنسانيّة.
تحدّيت صور. تحدّيت صيْدا.
عشقت الزمباز.
يربكني امتداد عنادي!
لكن، لماذا أيّتها الغابات الغامضة مازلتِ تخفين صفرَ تسوّلي، وبقلق نبيل تعلّمت ألاّ توقّعي قفزة بشاعتي الباهوينيّة؟
وُووه روووح أُوه
وُووه روووح أُوه
حَدّ سحر الثعابين حدّ استحضار الموتى
وُووه روووح أُوه
حدَّ إجبار المطر على معارضة المدّ والجزر
وُووه روووح أُوه
حدّ منع الظّلّ من الدّوران
وُووه روووح أُوه
حدّ انفتاح سماواتي لي

قد يعجبك ايضا

تعليقات