القائمة الرئيسية

الصفحات

سيرةُ رجُلٍ خائف / بييداد بونيت

 سيرةُ رجُلٍ خائف

بييداد بونيت

جهاد هديب


سيرةُ رجُلٍ خائف - بييداد بونيت - بيت النص


كان أبي خائفا مِنْ أنّه قد وُلَد.
غير أنه للتوّ
تذكّر مهام الرجل أيضا
ثمّ علّموه
أنْ يصلي ويدَّخر ويعمل.
لذلك كان أبي رجلا صالحا.
( "رجل حقيقي " قالت جدتي )
رغم ذلك
— مثل كلب رُبِطَ إلى وَتَدٍ
وقد كُمَّ فوه ويعوي — خوفٌ باقٍ
في السويداء من أبي؛
من أبي
الذي طفلا كانت له عينان حزينتان، وعجوزا
له يدان مقدستان أكثرَ صفاءً
من هدأةِ صمتٍ على فجر.
ودائما، دائما، الهواء للرجل في وحدته.
هكذا لمّا وُلِدْتُ أعطاني أبي قلبَه المضطربَ ذاك.
عرف كيف يعطي. وطُوِّقَ ذلك بهديةِ محبةٍ من خوفه.
عمل أبي كل صباح كرجلٍ مستقيمٍ
وتجَنَّبَ الليلَ كلَّه، ولمّا كان قادرا
اشترى موتا قليلا
،رغِبَ في امتلاكه دائما،
على أقساطٍ.
دفع ذلك على نحو تام،
بلا قلقٍ، سنةً في إثر أخرى
مثلَ رجلٍ مستقيمٍ، أبي العجوز الطيب.


تعليقات