قصـــــائد
جونتر آيش
ترجمة/عبد الوهاب الشيخ
أيها الجمال
أيها الجمال ! أيها الجمال !
كنت أنتظرُ أن ألمحكَ ذات يوم ،
إذا ما فتحت النافذة ،
من حيث لا أدري ، فتغلبني دموعي ،
لكنني رأيت ما هو قبيحٌ فحسب :
البول يسيل على أرض الشارع ، كلبٌ يتبرَّز :
أما اليوم فما عدت أرى شيئًا قبيحًا .
صحيح أن الحال مازال كما كان دائمًا :
البول ، والكلب .
لكنني ما عدتُ أجده قبيحًا
منذ ما عدتُ أنتظرُ الجمال .
ربما لأنني قد صرت لا أبالي بشيءٍ أصلاً .
إدراك
يعرفُ الجميع ،
أن المكسيك بلدٌ مختلق .
عندما فتحت الثلاجة ،
وجدتُ الحقيقة
مخبَّأة
في العلب المكتوب على أغلفتها .
حباتُ الأرز
تستريحُ منذ قرون .
وأمامَ النافذة
تواصل الريحُ طريقَها .
جزيرة العبيد
التاريخ لا قيمة له ،
نودُّ أن نبقى مُدَانين
نودُّ أن نتطلَّعَ
طويلاً ، بما يكفي عبر الباب
إلى البحر،
حتى نبدأَ في الارتعاش :
هنالك ندفعُ بهم فوق أسطح السفن
ويصرخون .
حيث أعيش
عندما فتحتُ النافذة ،
سبحت أسماكُ الرنجة
إلى داخل الحجرة .
لاح سربٌ منها مارقًا بجواري .
حتى بين أشجار الكمثرى كانت تلعب .
لكن معظمَها
ظل باقيًا في الغابة
حول المشاتلِ والحُفَرِ المليئةِ بالحصى.
كم هي مزعجة ! لكن أكثر منها إزعاجًا
هم البحارة
( هنالك أيضًا رُتب كبيرة ، ماسكو دفة ، قباطنة) ،
أولئك الذين يأتون بكثرةٍ من النافذة المفتوحة
ويلتمسون نارًا لتبغهم الرديء .
وددتُ لو أترك المكان .
تعليقات
إرسال تعليق