مختارات من ديوان خالد أبو بكر الجديد
(ومخالب إذا لزم الأمر)
أسبابٌ لنهايةِ العالم
لا يستغرق الأمر أكثرَ من عشرِ دقائقَ
لينتهي كلُّ شيء،
ولأسباب أتفهَ بكثيرٍ
من مؤامرة الماسونِ الأعظم،
أو الإبادة الممنهجةِ لوحيد القرن.
مأفونٌ واحدٌ قرر أن يَصُفَّ سيارتَه في نهر الطريق
فتكدّس السيرُ،
ومزّقت آلاتُ التنبيهِ صمتَ الليل
قد يتسبّب في كارثةٍ،
والإشارات أوضحُ من أن نتجاهلها:
لم يعد من الممكنِ
أن نختبر صبرَ العالمِ أكثر من هذا،
وإلا فلننتظر جحافلَ ملائكةٍ غاضبينَ
بكامل عَتادهم الحربي
وهم يُبيدون مدناً عن بَكْرة أبيها.
في انتظارِ "جودو"
لا أحد هنا ينتظر "جودو"
لا اللصوصُ الصغار
اللصوص المتسكعون في كل شارع
بحثا عن صيدٍ هزيل،
ولا الرجالُ الذين افترشوا الأرصفةَ
لأجل عملِ يومٍ
يحفظ ما تبقى من كرامتهم
الرجال ذوو الشواربِ الكثةِ
والسواعدِ التي إذا اضطُرت
ربما تستطيع زحزحة جبلٍ بضعة أمتار،
ولا الشحاذون
الشحاذون الحقيقيون
التعساءُ من دون افتعال.
أسئلةُ "جودو" الفلسفيةِ
في الحقيقة لا تشغلنا
ولا مرّت برؤوسنا
نحن هنا في انتظار فرصةٍ
لنعيش يوما واحدا كبشرٍ سعداء
نتناول ثلاث وجبات
و نأكلُ الحلوى
ونحن نشاهدُ مسلسلاً تافها في المساء
ونخترع حيلا لينام الأطفال
فنفعل الحب برتابةٍ
تليق بأناسٍ ينعَمون بالطمأنينةِ
ثم نغلق أعينَنا على كل هذه السعادةِ
وننام.
مثلُ نكتةٍ سيئةْ
أنتم
وأنا
ومن رحلوا
ومن سيأتون
جميعنا يعلم
أن العالم سوف ينتهي
مثلما تنتهي نكتةٌ سيئةٌ
ينفجر الناس ضحكاً
قبل نهايتها بثانيتين
من فرط تفاهتِها.
يُسمُّونها الحياة
هذه الصخرةُ الجاثمةُ على صدورنا
يسمونها الحياة
يُثمّنها أحدُهم أغلى من امرأتِه وأطفاله
فيبذل نفسَه في معركةٍ
لأجل أناس على الأرجحِ لا يكترثون.
يحتقرها آخرُ
وعندما يقرر أن لا جدوى من كلِّ هذا
يضع الرصاصةَ في منتصف رأسه تماما.
ثم هناك المجالد
هو لا يعرف كُنه هذا الشيءِ المسمى حياة
يحبها كثيرا
ويقسم بها،
لكنه يسبُّها كذلك
ويتمنى لو لم تكن في الأساس.
لم يحدث أن انتهت حياتُه في معركةٍ
لأجل أناس لا يكترثون
أو برصاصةٍ في منتصف الرأس تماما
هؤلاء يحملون الصخرة كل صباحٍ
ببسالةٍ توحي إليك
أنها سوف تُزاح عن صدورنا
يوما ما.
تعليقات
إرسال تعليق