ثلاثة نصوص من ديوان عبير سليمان
القتلى يطرقون الباب
1
الكلُّ يحبُّ المنتصرين
والأقوياءَ،
أعطني علماً يرفرفُ ولو على مليون جثة،
أوعيناً تفلقُ قلبَ الصخر
أعطيكَ شعباً وفيّاً!
لا خيول أصيلة في مضمار الرهانات،
لا فرسان في الميدان؛
القزم يدفع،
القزم يركب،
القزم يكسب.
الكلّ يحب صافرة البداية،
ثم يلهثُ راجياً أن ينتهي السباق
وأحياناً يعوي بلا طائل..
ويحدّثونك عن مُصاب العرض،
بعضٌ يقول: أرض سليبة،
بعض يقول: نساء سبايا،
وبعضٌ ينسى
أن الرجال يذوقون طعم الاغتصاب أيضاً:
حين يساقون إلى حربٍ
لا يشاؤون القتال فيها..
Abir قام بالإرسال أمس، الساعة 7:30 م
2
لا تشغل بالك بي
فلقد تمرّستُ بترويض الخيبات،
ستخمشني قليلا ريثما تموء بألفة
في الفناء الخلفي لعزلتي...
ثم إنني بألف روح،
مثل شجرة الصنوبر العنيدة التي هشّمتْ فأس جدي
ولم تنكسر
فمات غيظاً و برداً..
لم تقلع العاصفة الأخيرة صورتك عن جداري،
مالتْ قليلاً وحسبُ،
ستعود كما كانت..
لا تقلق بشأن الفساتين المنذورة لنزهاتنا ،
سأوزعها على أمسياتي البائسات
ليلبسنها حين يواعدن الندم..
أما عن الحنين؛
فإنه جاري الذي يلعب معي " طاولة الزهر "
صحيح أنه يغلبني صباحاً ويهزأ بي،
لكنه طيب:
يتركني أفوز مساءً
لِتقرّ عيني
وأنام ..

Abir قام بالإرسال أمس، الساعة 7:34 م
3
أن أفرش سجّادتي على عشب أغنية يونانية
لأداعب خَمْلَ الحنين كلّما تذكرتُ أنك أنشدتَها
قبل أن ترحلَ ..
أن أغلي قهوتي محتطبةً ذكرياتي
مرتشفةً مرارة مرورك الفاتن فوق صهوة المحرمات
مثل فارسِ عربيّ بشّرت به شهرزاد ألفَ ليلة وليلة!
أن تسيل منيّ الموشّحات الزرق مطرزة بذهب الأندلس
مترعة بعقيقها كلما راودني وجهكَ عن خيلائي فأرقص
مثل أميرات الحكايا :
تارةً " سماح " وطوراً " فلامنكو "
فوق رخام خيالٍ يرتجيكَ ..
أن أنبذ الموسيقا والحكايا وفكرة الفروسية
التي تسلمني إليك عزلاء إلّا
من راية بيضاء تزنّر قَدَري!
أو أن أحتمل ما يجنّ في البال من أطياف وكرنفالاتٍ يثيرها ظلّك
فأذعن لهذا الحب الشهي عندما يأسرني وأعلن :
أنتَ جنوني
أنت فنوني
أنتَ الشذى الذي فاح عندما الله قال: " كُوني "
فكنتُ
وما زلتُ أحبّك.
تعليقات
إرسال تعليق