القائمة الرئيسية

الصفحات

هايكو / ترانسترومر / ترجمة : ياسر شعبان

 

 هايكو

ترانسترومر

ترجمة : ياسر شعبان


 

 

توماس ترانسترومر من أكبر شعراء السويد في القرن العشرين، ويُعتبر واحدًا ممن يشكلون وجه الثقافة السويدية في العالم، وقد حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 2011 "لأنه من خلال صوره المركَّزة الشفافة يتيح لنا نظرة جديدة إلى الواقع".

 

ولد في ستوكهولم في 15 أبريل 1931، وتولت والدته تربيته بعد رحيل والده المبكر. تخرج في جامعة ستوكهولم مُتخصصًا في علم النفس في سنة 1956، وعمل باختصاصه في سجن للأحداث ثم مع أشخاص حصلت لديهم إصابات وخيمة في مكان العمل، ومع مدمنين على المخدرات.

 ومن المعروف عن ترانسترومر أنه عازف بيانو ماهر، فبعد أن أصيب بسكتة دماغية في بداية تسعينيات القرن العشرين تسببت في شلل بالجهة اليمنى من الجسم وحبسة كلامية، تعلم الكتابة بيده اليسرى، وصار يعزف الموسيقى باليد نفسها، وقد ألف بعض هذه الموسيقى مؤلفون معاصرون خصيصًا له.

بدأ كتابة الشعر وهو في الثالثة عشرة، ونشر أول مجموعة شعرية بعنوان "17 قصيدة" في سنة 1954، وله حاليًّا 12 كتابًا شعريًّا ونثريًّا، ونثره يشبه الشعر، قبل أن ينشر شعره اشتهر كمترجم لشعر السرياليين الفرنسيين مثل أندريه بريتون.

حصل ترانسترومر على جميع الجوائز الأساسية التي تمنح في الدول الإسكندنافية، وعلى جوائز أوروبية مثل جائزة بترارك في سنة 1981 والإكليل الذهبي في سنة 2003، وأخيرا على جائزة نوبل في الأدب لهذا العام 2011.

وعن فوز توماس بجائزة نوبل علق بيتر إنجلوند، الأمين العام للأكاديمية السويدية: "إن توماس ترانسترومر يتناول الموت والتاريخ والذاكرة التي تحدق بنا وتزيد من قيمتنا، لا يمكننا أبدا أن نشعر بالضآلة بعد قراءة شعر ترناسترومر". وأضافت الأكاديمية أن "غالبية دواوين ترانسترومر الشعرية تتسم بالإيجاز والوضوح والاستعارات المعبرة".

وأضاف إنجلوند "ليس شاعرا غزير الإنتاج.. إلا أن بساطة قصائده المعبرة جدًا سمحت بترجمة أعماله إلى أكثر من ستين لغة. وانطلق في بداياته بقصائد تقليدية تمحورت حول الطبيعة.. إلا أن أعماله اتخذت تدريجيًا طابعًا أكثر حميمية وحرية بحثًا عن الارتقاء بالذات وفهم المجهول. وفي دواوينه الأخيرة، ولا سيما آخر عمل له صدر في 2004، وضم 45 قصيدة صغيرة جدًا، مال ترانسترومر إلى اقتضاب أكبر وإلى مزيد من التركيز".

وحسب ما قالت الاكاديمية وقال إنجلوند "لم يفز أي سويدي بالجائزة منذ أربعين عامًا، واسم ترانسترومر مطروح سنويًا منذ 1993. ففي 1974 منحت الأكاديمية السويدية الجائزة في قرار نادر جدا إلى سويديين اثنين هما إيفيند جونسون وهاري مارتنسون. ورغم أن اسمه مطروح منذ سنوات "فوجئ" ترانسترمر" بالنبأ عند تلقيه الاتصال الهاتفي لتبليغه بالفوز."

 وعن ذلك قال إنجلوند: "إنه كان يستمع إلى الموسيقى" مؤكدا بذلك عادة تحدثت عنها زوجة الشاعر مونيكا في مقابلة صحافية قالت فيها إن الموسيقى باتت في السنوات الأخيرة أهم لترانسترومر من الكتابة... وإلى جانب استماعه للموسيقى كل صباح، فهو يعزف البيانو يوميا بيده اليسرى فقط لأن اليمنى مشلولة منذ إصابته بسكتة دماغية في 1990 منذ ذلك الحين يواجه صعوبة بالنطق ويترك لزوجته مونيكا مهمة التحدث باسمه."

 

 

هايكو



معبد بوذي

بحدائق معلقة

وصور معركة

 

الأفكار ساكنة

مثل فسيفساء

في باحة القصر.

 

لأعلى المنحدرات

تحت أشعة الشمس، كانت الخراف

ترعى من النار.

 

 

في الشرفة

واقف في قفص من أشعة الشمس

مثل قوس قزح.



 

همهمة في الضباب

هناك، قارب صيد يبدو من بعيد

مثل نصب تذكاري في الماء.



تجمعات فوضوية من أشجار الصنوبر

على أرض المستنقع المأساوية

دائما ودائما...

 

في الظلمة

قابلت ظِلًا كثيفًا

 في عينين.

 

 

هذه المعالم

 انطلقت في رحلة

  أنصت لصوت اليمامة.



فوق رف

في مكتبة الحمقى

مُهمل كتاب المواعظ.



انتفخت سعادتي

والضفادع غنت في مستنقعات

بوميرانيا.



يكتب، ويكتب...

طفحت القنوات بالصمغ.

ومر قارب عبر نهر العالم السفلي.



كُن وديعًا مثل المطر

وقابل الأوراق المتهامسة

وأنصت لجرس الكريملين.

 

شق في السقف

الميت يراني

هذا الوجه.

 

حدث شيء ما..

القمر يضيء الحجرة..

والرب عالم بما حدث.

 

أنصت للمطر المتأوه

أهمس بسر، ليصل

إلى هناك.

 

مشهد على خشبة المسرح

ياله من هدوء غريب

الصوت الداخلي.



البحر جدار..

أسمع النوارس تصيح

إنها تُلَوٍّح لنا.

 

 

صمت بلون الرماد

يعبر العملاق الأزرق

نسمة باردة من البحر

 

 

كنت هناك

وعلى جدار أبيض مغسول

تتجمع الهوام.

 

رجال طيور

أشجار التفاح في موسم التفتح

الأحجية  الكبرى.

................................

ترجمها من السويدية للإنجليزية: روبرت أركامبو و لارس هاكان سيفينسون

 

قد يعجبك ايضا

تعليقات