إذا عانقتَ ليلى
مختارت من شعر هناء الغنيمي
1
روحي الفائضة
تلعق الهواء ،
بمسامه الفارغة
كنزي الهائل
أحببته منذ أن كان شجرة
و بدا الأمر كأننا نغرق في بحر هائج
يا لفداحة الصمت حين يكشف مالم تغلقه الشبابيك!!
رامبو بنبوءته الثورية وإخلاصه الحاد
لم يحرك ذرة عالقة
على منشوري الحالي،
ما دمت بريئا
لن تجرحك مقل العصافير الرنانة
تسجيل صوتي
لن يتكرر ثانية ..
يأكل الظلام مما عملت أيدينا
و ينفك حائرا كالماء
في حارة ضيقة
تشعل الملائكة الحدائق
في قلبي
طالما حافظت على نظرتي الأخيرة
و لم أجذب انتباه السكاكين
لن يزيدك الحب إلا قوة
و بغرابة الدفء
تقضمك الأيام بفكها العلوي
يدي على طرف ذقنك
أشم رائحة الشعر الأبيض
وتقبل أيامي بحرارة
نصوص بيضاء...
أيام الآحاد
يشهد الماء ببراءة نطقه
ًًحيرة أظافرك حين تخدش جلدي َ
2
أمكث في عينيك قليلا
،روحي و ساقي يلتفان حول عنقك
،الأشواق المتقدة لعالم من الألوان
تبكي من الفرح
،الرياح نحو فوهة السقف
،دوران اللهب حين تنقبض أوردة الحب
..عاصفة تسد عين الشمس ..
كقطيعة رحم
في وضح النهار
لا أقودكم إلى حانة رقص
أو دعاء متكرر
الأوراق بوجهها الشاحب
تعرف بذور الحطابين
تشفق على العقول الباردة للنوافذ
ليس لكل دواء ماء
تحبني بعنف
فتزرع الحدائق العامة قلبها في يدي
لا الجرامافون يملك منطقا رادعا
ولا آنية المطبخ التي تتسم بالكلاسيكية
و مدى وضوحها نهارا مع كل ثقل عابر
لحظة واحدة لا تخطئ التصرف
3
..الشوارع الملتهبة بحرارة الضباب المتقد ..
على هاينريش بول أن يطمئن كثيرا
إلى مخططاتي ل الليلة السابقة
،حرصت كثيرا على إرضاء خيالاته
و منح روحي مساحات شاسعة
ككل الفتيات اللواتي لا تفتحن حقائبهن للغرباء
بعد أن أخذ الطريق
قلب أمهن النابض
سأوحي للماضي أن
يسلم رايته البيضاء
لئلا أكبر كثيرا
الثورات قد تعطي شارة
لكل بقعة تركتك مقصرا أمام عين الشمس
لا بأس
ستهضم البحر و تأسر الصيادين ببخاره ،
إيمانا منه بضرورة أحلامنا
فإنه يتسع بضراوة
حتى أن ذراته تمتص
كل خدش
كل بوق مائل
كل خطأ منسي
كل جوع يمشي في باطن الروح
4
ربما لم تمت للآن عشبة واحدة
بخمسة وعشرين زورقا للنجاة
جلست نميمة البكاء بين أصابعي
وبتفاؤل القلق الحارق للأجنة
يسمح للحب أن يقفز إلى نجمة بعيدة
ولا نشكك في براءة بيتهوفن
لقد حان الوقت لأخذ ذراعي للحفل
و ضم قطرات من الموسيقى
خلخالي ..
ذلك الذي يثير شهية الغضب
بترنيمة سابقة لعهد الآلهة
،محو التفرقة الشاسعة لحبيبين على أهبة اللقاء
ذلك الذي ينسى أن ينزف لاحتضان شجرة الورد
،لقد تركت ساعة
لاتشبه وجهك
لا تشبه نعومة الأسواق على حافة دمشق العتيقة
إن طارت مظلة
وأسقطت صوتها
على ضوء حنجرتك
ًجرح في المقدمة ً
لن يهجرك آلان جينسبرج
و قنبلته حادة الملامح
إلى السماء
إن كان صادقا في وعده
و نال بعض مديح لشعراء مهمشين
طفت فوقهم اليابسة
5
سيزعمون لاحقا
أن الجني المعلق بداري
قد فتنه خيالك
،أن الزهرة قد تئن
من فرط استقامة الثمرة
على شباكك
،أن الشوك قد تخلى مؤقتا
عن حماية الوردة
وأن المتلصصين لديهم الآن
الفرصة الكافية
لقضم فاكهة الجبين
أو قطرة العسل الساقطة من مسام الخدين
و لذلك
خلع الجدار بدانته
و أذنه الصماء
أحب لون السماء في طينة قلبك
وهي تلعق الحناء في عيني الجنوبي
عندما نظر إلي
و أشلائي ترتجف
غرق النهر بأكمله
حين أحبته القصيدة
6
واحدة للخوف ،
اثنتان للسان المطر الذي يشق
لعابي على الطاولة
ًقلبي بين أصابعي
يرتجف ً
حنجرة الوقت
كائنات متعطشة تفرم قطرات الدم
عيناي
كرتان مثبتتان على المصعد ،
قائمة أظافرك
تتحمل الذنب
حين دارت ملحمة الحسين
و فاضت السواقي بالموسيقى
على شتى الفواصل
عادة لا أزحف و لا أدع الأمطار تأخذ شيئا
من روحي
النهوض على الدرج
ليس سهلا
في صالة الانتظار
الكثير من الضياع
واحدة لي
واحدة للهواء
العالق بين صوتي و صوتك
شفتان
7
عشرة عصافير على الشجرة
تمنح ميلادا أليفا
بعيدا عن لعنة السكون
على المقاعد الحرة والمستهلكة
شاهدت في وجهه
انحدار السطح ،
ضحك المرايا ،
و تفتق الكون على جبين الأغصان
أساتذتي في المحو و الإصلاح
كل من ساهم في دحرجة التاج
لأعلى الأفق الرمادي
حيث يمكث الفراغ في رؤوس الكواكب
و يسقط الحب لا إراديا
كالمطر
الشاعر الذي فقد حبيبته سهوا
في آخر السطر
،في أعلى نقطة رصدتها صواريخ الهوك
لم يقصد أسطورة ألبرث
ركام الكون
،شرك الصدفة
فوق صدره يعاني ...
8
في لقطة
تبدو نقطة التماس بين اندفاعين
مجهولي الهوية
بنيت تشخيصي عن الحياة
بمساعدة هنري فايول
جرجرت الحقيقة من أذنها
وصنعت تماثيل عديدة
ستشهد لكم بالجميل
أيها الطامعون في مستقبل واعد
ليس ذنب البلاغة و لا قوانين البيئة الصارمة
إذ لجأ عماد أبو صالح قبل ولادتي إلى حوش المدرسة
ًبفضائه الممدود و إصداراته الأدبية الهائلة ً
، ممسكا بيدي
و راح ينشد
الخواطر اليومية للعراء في صحراء لا تنتهي ،
يأتيه الجواب ..
كن ديموقراطيا حياديا،
الخيط يمر من ثقب الإبرة لا عبر الجدار
الكل يغني
لهدف واحد
الحنجرة لها صوت رائد في الحداثة
أما الرقبة
فتؤجل سقوطها
لنسيان قادم
9
كي لا يحيلني الظل
رمادا باردا
أو يقتفي أثري شعاع النور
لطالما ارتبطت بأنطولوجيا الراحلين
إلى أحمد بخيت ........
مهما غبرت صور المشاة
أو قمت باحتضان الربيع
بمفتاح مقعدك
سيشفع لك قاطعو الطريق
و الأجيال الليلية الحامضة ،
مسالمون لقلق الريح
وهي توزع الفواصل الكرتونية المرحة
على المقاهي و الأفواه
إن قلت عن قيس
فسأسلبه موضعه من بين كل الشعراء
إن دخل صوتك من باب
و ألقى السلام على الأريكة
.. شجرة الليالي الأربع ..
لن أفتح شفتي الكلام
و أبتلع منطادك
في الفلاة
كيوبيد و الأشعار مدرسة
نلهث ولا يزول الصداع
فقط
يشقنا العطش
إذا عانقت ليلى
10
يقبض علي المخرج
وأنا في مشهد سينمائي عظيم
بين يدي أحد الهنود الحمر
و قلبه على فستاني
تمائمه على الرقبة
تثير الجنون
بقصر إنجليزي فخم
بنى أحلامي
دواويني التي لم تقرأ بعد
تبعثرت أغصانها
I'm the forest
و تلك قائمة ديوني
وجه المنضدة
يزداد اخضرارا
لوتريامون و رياض الصالح حسين
يعبثان بقلبي
في المختبر
و لا أقول لكم
أنكم فروضي و نفلي
أشبه جدارا دافئا
يبتلع النهاية
11
أتساءل
كيف كنت تكتب قصيدة النثر صباحا
و في المساء تهبط بذراعيك الحانيتين
على قطة لم تبح بالسر يوما
النهار عطلة آثمة لمن أراد الرحيل
المسرحية في طورها الهائج
دور السكير الذي يترنح عائما
لن يناسب الأبطال
الحبيبات مؤن الليل
و حبيبي يذكرني دائما
كما في المشهد المعروف عند الشاطئ ،
أحد الذين كتبت عنهم إديث وارتون
واستقبله تيد هيوز على خشبة المسرح
If I were seventeen and i saw the diamond hell in your face
بنظرة تبدو حلوة و حامضة
لا شئ يكفي لملأ إدراك المرايا
المشرف الجديد على حركة النقل
يعيد لها الاتزان
حبست أنفاس الحرائق
و عدت آمنة
العرض مازال ساريا في حلقي
12
إن شاهدت قبوي
وألقيت بكلمتك السرية
..مفتاح الضريبة
وملخص سنوات من الحب..
في مديحي
ترتعش الأصابع
..اللغة الدارجة تحت بئر السلم
و أوتار الموسيقى تصب النبع ..
حذار إن اكتشفت شعورا جديدا في العظم يكسر روحك
أو أن قصيدة الإنشاد صباحا
تعلمت فجأة كيف تغوي ميجان فوكس
و تسد كل الكلمات اللاتي قطعن حبل المودة بيني
وبين بئر حاد الملامح
يملأ الزنازين
الزحف العام لدور النشر و إذاعة ال BBC
حين أخبرت أمي كم أحب عبور الوهم وأحاسيس البكاء الفياضة
القلوب التي دفنت رأسها في صدري
تصب لي الماء وهي تعلم أن شيئا ما قد فقد للأبد
هذه النافذة تدين لي بالكثير
أدق الوشم على ذراعها فتبتسم
أشم رائحة رثاء جاهلي عتيق
يحرض على جريمة تنقذ صاحب القنديل
والساق الخلفية لطائر الرخ
سلسلة الظهر يلمع بها عقد
تسيل حباته
على رجال الدين أن يفسروا ذلك
و شاعر حكيم يجلس في المنتصف
..أخذت من روح الكثيرين
ولم أرد الدين..
المجلس الباباوي
ينطق بالحكم
13
كل الذين ساقوني
إلى المعرفة
غمروا الطريق برائحتهم
فعلها الفراعنة من قبلك
بقمصان الجينز الفاخرة و حقول البردي
...لقد عبرنا عن سعادتنا الخالصة
بقبول قائمة أحلامك ...
عزيزي
النهر ها هنا
أمامي
مع بعض آثارك
ًإن كنت تنقب عن ليلى فاكشف عن لحظتك التالية ً
نزيف الشمس و كل محادثة
عمياء في حجرة التخاطب
ًحررني من أسر الشهداءً
استقبل صورتي
الطائر يبتسم
You look to me
14
رغبتك المالحة تبدأ الصباح
بركن فارغ
و قبعة رمادية تلقح الهواء
ببذور خضراء
ما أجمل النسيم
وما أذكى عطرك!!
مبتهجة
و أقدم المشيئة
حسب ما أخبرتني به مجلة النهار
القلب محل الإيمان
محل التشقق
الأسر ووليمة الجرح الأخضر
هذه الكلمات
تفجر مازورة الحياة
سيمفونية بيتهوفن الضائعة في فمه
شهقة الريح قبل الهداية
و ميراث الحجر على الطريق
أخاف أن تصل الأبواب
إلى لسانك الذهبي
و تقطف ثمرة من حكمة قصائدك الرنانة
انسيابي في طلقاتك
حنون في ضم الأماني
تفاجئني باتساع في حدقة العينين
و حشو الكوابيس ب روتين غير عادي
And you dare not to stop acting like your shadows
ولا تجرؤ على إيقاف التمثيل
ككل خيالاتك...
تعليقات
إرسال تعليق