يهدي حبيبته مدينة
(شارع ميرفت شعير)
مختارت من شعر أحمد أنيس
1
كأنني ضيعت الحكايات
أمشي محملًا بالخواء
وكنت قبل هذا أعرف جيدًا
أن (الروايات ملقاة بالشارع تنتظر من يلتقطها)
هناك في مدينتنا القديمة
بعضها على ضفاف النهر
بعضها غرق في القاع
وبعضها يلمع على السطح في الليالي المقمرة
الحكايات في ماء المجارير
في تراب الشوارع الجانبية
في هذيان المجاذيب
في حميمية الشاي
وفي زجاجات البيرة الفارغة
حتى نسمات العصاري
أثر موجات صوت
من حكايات قديمة
العيب ليس بالحكايات إذن
2
(العالم يزداد انحطاطًا كلما علت قيمة الأشياء)
فلنحكِ إذًا عن الجميلات
عن البعيدات كالسراب
عن القريبات كالوريد
عن الرعشة الأولى
وعن وصايا الأمهات
عن مقعد المقهي الذي يئن من البرودة
عن ألفة الشارع الذي يعرف دمانا
وعن خفة خطانا كي لا نزعج الشهداء
عن أغنيات الجنود
خربشات جدار السجن
رائحة العجين
سيمفونيات الضفادع
صوت ماكينة الري البعيد
و شاهد القبر المحطم
ولنردد معًا أسماء العابرين خفافًا
صانعي الدهشة
الراحلين بغتة
الباقين في الروح
لا بأس أيضًا لو هممنا بحرق بعض القصائد ولنكتف بإيماءٍة نادرة من ربة الشعر البعيدة
ربما انتصرنا ولو لحين علي الخرف المبكر
ربما خفت ولو قليلًا وطأة الخيبة
فالعالم يزداد انحطاطًا كلما تورطنا بالحياة
3
قبل أعوام قليلة
مدينتنا هذه
كانت أصغر قليلًا
وأجمل كثيرًا
وككل المدن
كانت تصنع المجاذيب
بتأنٍّ أكبر من هذا
حينها
كان الوقت بطيئًا وأكثر رحمة
وكان لافتًا أيضًا
تقريبًا عند كل ناصية بالمدينة
كتابة بخط ردئ
وألوان مختلفة
لعبارة واحدة
(هذا هو شارع مرڤت شعير)
كان هذا
قبل أعوام قليلة
وأنا لازلت لا أعرف
لماذا حين تُحكى حكايات العشق العظيمة
لا يروي أحدهم
عن عاشقٍ مجذوب
رغم فقره
قرر على طريقته الخاصة
أنّ يهدي حبيبته
مدينة
4
هل حقًّا نجونا من كل ما سبق
كيف أحكي
وقد أكون فقدت لساني في حكاية
عن ملكٍ عارٍ خافت الرعية من إخباره بالحقيقة
كيف أقرأ
وربما فقدت عيني
في حكاية عن الحقيقة
كيف أشير
وقد أكون فقدت يدي في حكاية
عن لصٍ أمير
أو ربما
فقدت روحي في حكاية
عنكِ
أريد روحي
وأريد أن أحكي
لذا فكرت
ماذا لو نغير الأدوار في حكاية الأميرة النائمة
تعرفين كم أحب هذه الحكاية
ربما هي النجاة في أجمل صورها
حين تأخذ
شكل قبلة
5
في الطائرة أقول
(المساكين لا يركبون الطائرات)
هل جربت أن تنظر للسحاب من أعلى
هل كنت سعيد الحظ مثلي
حين وضعت سماعات الأذن
لتجد صوت فيروز
فتسمع أصوات السماء في السماء
تنتفض من انكسار المجاز
خطير جدًا هذا الانكسار
ربما لأسباب كهذه
لا يركب المساكين الطائرة
المساكين (يعملون في البحر)
يسافرون
يهربون أو يلجأون
وحين يقتربون من الحلم
يموتون في البحر
أيضًا
6
واحتجت أكثر من منتصف عمر
لتأتي إلى هنا
بعييييييييد عن البلاد
مدينة صغيرة
وأنت تعرف أن الأمر هنا نسبي
باردة للغاية
درجة الحرارة أقل من الصفر بعشر
يقول الموبايل تشعر بأنها أقل بعشرين
أقول كيف يعرف الموبايل بما أشعر
يقول أهل المدينة مرحبا
استمتع بطقسنا المتفرد
فالشتاء قادم!
7
يحبون مدينتهم
ويفخرون بخط مرسوم قرب النهر
هنا تماما نهاية أوروبا
بداية آسيا أو العكس
تقف الآن بين المشرق والمغرب
بين قارتين أو بين حضارتين
وأنت إبن النهر والحضارة الضائعة
تعرف قدسية الأنهار
كيف بوسعها أن تصنع تاريخًا
أو تختبئ بين فخذي امرأة
متمرس أنت في الوقوف هكذا
ولكن هذه المرة تختلف
فلا استعارة هنا ولا شيء بلاغي
هنا تنتصر الجغرافيا وينهزم المجاز
في مسرح المدينة
عرض فلكلوري بثياب مزركشة
شاشة للعرض خلف الفرقة
ورغم أنك لا تعرف الروسية
يقشعر جسدك من صوت المغنية
وربما كنت أود أن أقول من جمالها
أو من جمال المرأة الباكية في الشاشة
تعرف أنها حزينة بانتطار زوجها المحارب
هل كانت بينولبي أسطورةً بالفعل؟!
على إطار الشاشة تجذبك الزخارف
أعرف هذه الأشكال
تشبه الخيامية
من أين يأتي الناس بتراثهم؟
أو بالأحرى
كيف يتفقون في صنع الأساطير
كل هذا يدور برأسك بعد العرض
تشعل سيجارة وتخاف أن يطفئها الجليد المنهمر
ثم تسأل
ما الذي يجب أن تخاف عليه من هول الجليد
سيجارة
أم قلب تربى على الدفء
8
بالأمس كتب صديقي
(كن رقيقًا
كي لا تفقد الأثر الأخير للألوان)
أنا بعيد جدًا عن صديقي
هنا حيث تنهمر الثلوچ منذ أسبوعين
تقول صديقتي البعيدة
(حذاري
سيعجبك الجليد في البداية
ولكنه
سيصيبك باكتئاب)
وأحببت الجليد
هذا البياض بوسعه
أن يشرب الألوان من صدري
يذكرني بجدارية درويش
وبغرفة دنقل رقم ٨
فأقول ليس عيبًا في الجليد
أنا من جئت محملا بأوزار ليست لي
ربما لهذا يستفزني البياض
وأنا
أحمل باليتة قديمة
ولا أتقن الرسم
لا فرشاة
ولا كلمات
فقط سيجارة أخرى
بخار ماء
أو دخان
أنفخه لأصنع شبحًا
ربما يؤنس وحدتي في البياض
9
في الغربة أفكر
ماذا لو أعود صغيرًا؟
لا لأتخلص من أعباء بعينها
ولا لأبدأ الحكاية من جديد
أنا راضٍ بما جرى
بما لدي من الدراما
بما نجحت وما فشلت
بما كسبت من السهر
وما خسرت من قبلات
بما اقترفت من السعادة
وما صاحبت من الحزن
لا بأس
أن تحب كل الجميلات
أن تحبك أجملهن
فقط يا رب
لو لم تكن بعيدة كبحر
فأنا بحاجة ماسة لقبلة
أو لصدر يصلح للبكاء
متعب جدا
مللت من الغرق
ولا عصى لديَ تشق البحر
أطمع فقط بطريق
يُفضي إلى فتحة الفستان
أو إلى نوم بسيط
غير مهموم بالإيروتيكا
لذا أفكر
لو توافق
أن أعود صغيرًا صغيرًا
وأنا أعدك
في الاستغماية القادمة
سأنجح جيدًا
في الاختباء
10
في الغربة أيضًا
تجلس وحيدًا في الغرفة
تغير قنوات التلفزيون على سلم الملل
تقف عند مذيعة الأرصاد
يعجبك جمالها، ذكاءها في الصياغة
تحذيرات لطيفة:
مرحبًا بكم في شتاء روسيا
درجات الحرارة أقل من الصفر بكثير
هذه الثلوچ في الشوارع لن تذوب
انتبهوا لخطواتكم
الانزلاق على الثلج خطير
السقوط قد يصيبك بجروح أو كسور
انتبهوا أيضًا لـ (عضة الثلج)
لا تتعرضوا للهواء لفترات طويلة.
11
في الطريق إلى المقهى
تمسك بنفسك وأنت تردد بشكٍل إكليشيهي
(هذه الثلوج لن تذوب)
في المقهى فاتنة أخرى
تسأل:
- أنت عربي؟
- من مصر
- أريد أن أجرب نكهة الشيشة التي تدخنها
أعرف أنها صنعتكم
تتركها لتدخن سيجارة على الباب
تبحث عن فرادة ما في الدخان
تجدها بجوارك ترتجف من البرد
-هل حرام لديكم أن تحتضنني هنا!
تتصنع عدم الفهم
تتحجج بإنجليزيتها الركيكة
وفي طريق العودة تسأل
ما الخيانة
وما الحرام
أن تحتضننها أم أن تهرب
هل ذكرت المذيعة شيئًا عن عضة القلب
وهل من الممكن لو انزلقت على الجليد
أن تقع في الحب!
12
وفشلت في فهم أشياء كثيرة
ليس أقلها
كيف يحب الناس مدنًا بلا تراب؟
كيف يختلفون على الإيمان به؟
هذه القصة قديمة
ربما منذ الخلطة الأولى
وللتراب قداسته في تفاسير الحنين
ثمة من يقول هو دمنا؛ عرقنا
بقايانا وخلايانا الميتة
نحترق يوما بعد يوم تاركين أثرًا دائمًا بالشوارع
ومن يقول بل هو هويتنا الضائعة
وعقدة ذنبنا الأزلي
ومن يقول بل آباؤنا وأجدادنا
نستأنس بأرواحهم في الطريق
نرشهم بالماء في لهيب الصيف
ونوبخ الأطفال لو تبولوا عليهم
نجمعهم برفق بجانب الأرصفة
لكي نحميهم من حداثة العربات
و من عربات الحداثة
يحفظون خطانا جيدًا
ونحفظ رائحتهم عن ظهر عشق
حين يبللهم مطر السماء
حتى السماء تقول أيضًا
بكوننا ترابًا
لو يؤمن الحكام والغرباء مثلنا بالتراب
لو لم يكن (الإيمان يزيد وينقص ولا يثبت)
قد أفكر حينها في الكتابة عن التراب
أو قد أُضيف طلبًا أخيرًا في الوصية
كأن أقول:
ثمة ما هو إيجابي في هذه القصة
هي تراب
وأنا تراب
فحين أموت
ادفنوني بصدرها
13
في الشوارع المكسية بالبياض
تنشط الذاكرة
تلاعبك بشكل عشوائي
وداع جدتك الثقيل
(البعد جفا
أنا محبش حد يسافر أبدًا)
تعمل بنصيحة إيمان مرسال
(المشي لأطول فترة ممكنة)
فتمشي كمن يجمع الأفكار من بين الثلوچ
تمشي بمحبة قديمة للشوارع
وأنا قلت لك من قبل
عن غرابة الشارع بلا أتربة
وعن دلالات التراب في تفاسير الحنين
وقتها لم أكن اختبرت بعد
قسوة أن تمشي لأربعة أشهر كل يوم
دون أن تقابل مجذوبًا واحدًا
لمن ستحكي إذًا
عن تحول الحبيبة لمكالمة هاتفية
أو عن اختصار الوطن في صفحة الفيس بوك
أو عن ما تفكر به الآن
حين تسأل صديقة في البوست
(ماذا لو كنت شارع)
فتسرح
ماذا لو كنت شارعًا
أختار هنا أم هناك
مغطى بقسوة الجليد أم بحميمية التراب
أسفلتي بغلظة المدن أم ترابي بدفء القرى
رئيسي بضجة العربات أم جانبي بسحر المسكوت عنه
ماذا تفضل على الأجناب
شجر أم بيوت
وإلى ما تفضي
نهر/ بحر/ ميناء/ مصانع/ سوق
أم مقابر
من سيفهم كل هذا؟!
وكيف يمكن أن تعيش مدينة بلا مجاذيب؟!
أنا أريد أن أحكي
وأن أبكي
وأن أعاتب جدتي
حذرتني من البرد والسهر والخمر والفاتنات
ولم تقل
أن بالغربة أيضًا
كثيرًا من الشوارع المسدودة
14
في حانة صغيرة بجنوب روسيا:
مرحبًا
اسمي أنستازيا
يمكنك أن تدعوني ناستيا
نقدم الشيشة بكل النكهات
شاي/ قهوة/ بيرة جيدة
وكل أنواع الخمور
،
ناستيا في المكان
أشد لهيبًا من فحم تعده
تتحرك بين الطاولات
بخفة تنافس الدخان
تصب البهجة حولها أكثر مما تصب الخمر
تضحك تغني تتمايل بخطوتها وقد ترقص
جميلة كحكاية لم تكتمل
وحزينة
،
ناستيا الآن في العشرين
تعمل منذ كانت في الرابعة عشر
حين قرر أبوها أن يرحل بحمل أقل
تساعد أمها
تدرس الموسيقى والغناء
تغني كملاك منهك
تتحمل مصاريف الدراسة مع سخافة الزبائن
وتحرق حلمها مع فحم الشيش
،
هي الآن في العشرين
غير أني أعرفها من قبل هذا
أعرفها
منذ حاول ماركس إعادة حصان هيجل أمام العربة
منذ أدرك لينين أهمية السنبلة
منذ اختار تروتسكي التمرد على التمرد
ومنذ نسيَ ستالين أفضلية البذرة على القنبلة
ناستيا قديمة كالدائرة
ناستيا حكاية لا تنتهي
،
بالأمس سرق وغد ما هاتفها
وأصابها حرق طفيف من العمل
لم تبكِ
واكتفت بلمعة عين تُذهب بالعقل
حدث هذا بينما
كان العالم مشغولًا بأشياء كثيرة:
العودة اللاعادية لفريق البارسا
بعد هزيمة متمردي الكتلان برباعية نظيفة في حديقة الأمراء
هزموا باريس بستة أهداف كاملة في أرض برشلونة
تبادل مهرج أمريكا التهاني مع سيد روسيا القوي
تنافس الألمان والفرنسيون والهولنديون والأتراك
حول مهزلة العالم الجديد
واجتاحت عاصفة ثلجية غربي كندا
وقصفت طائرات ما مناطق ما
ولم يعرف أحد بما حدث لناستيا
ولم ينتبه أحد
(أن العالم مكان قميءٌ جدًا للعيش)
،
أريد أن أكتبَ عن ناستيا
كيف سأحكي عن جرس ما بصوتها
حين تقول (اسمي ناستيا)
وعن علاقة هذا الجرس
بتلاوة رفعت (وما كان ربك نسيًا)
أريد أن أحكي عن ناستيا
كما أريد تعريف الخيانة من جديد
كأن أقول
أنا لم أخن أحدًا ولن
لكن الخيانة كل الخيانة
أنهم لا يحبون ناستيا
15
ستعود في أبريل
كما لو كان الأمر مدبرًا بعناية
أول أبريل بكذبته الشهيرة
تذكر كل ما قيل عن السفر
الآن اختبرت بنفسك
يمكنك أن تحكم
ماذا عن السبع فوائد
ماذا عن الطيران
وشكل المدن من أعلى
المشي بين الغرباء
أول خطوة على الثلچ
هل ذكرتك بالمسيح على البحيرة
أم بهتافات الدراويش
(اللي معاه ربنا يمشي ع الميه)
ماذا عن الغربة
كم ربحت
هل حصلت على ذكريات جديدة
ماذا عن الصور لمساعدة الذاكرة المعطوبة
ماذا عن الصور التي لم تلتقطها
كم خسرت
(هل يعود كما كان إذا ترك المدخنة الدخان)
هل ستعود في أبريل
تزوجت في أبريل
ولم تسمع نصيحة إليوت
فرحل من علمك إليوت قبلها بليلة
كما لو كان الأمر مدبرًا بعناية
الآن تعرف ما الأهم بين نصائح الجدات
كن حذرًا من البرد
والغرباء والفاتنات و......
وما الأهم بين نصائح المطارات
خذ حقائب جيدة
لا تتعدّ الوزنَ المسموح
خذ وجبتك كاملة على الطائرة
وأنت تعد الحقائب
تأكد أنك لم تنس شيئًا
راجع الوزن مرة أخرى
الملابس والعطور والهدايا و.....
لكن يا أخي
هل وجدت قلبك كاملًا
ولماذا لم يخبرك أحد
عن خطورة أن تسافر
بحمولة زائدة من الحنين
16
في الحلم
تقول صديقتي الإنجليزية
مر أكثر من عشرين عامًا
ولم نلتقِ
ربما تغير شكلك قليلا
ازداد الصلع وشيب لحيتك
صرت أكثر وسامة
لم تتغير كثيرًا
ما زالت تُبهرني تناقضاتك
أتابعك جيدًا على الفيس بوك
وأعرف كم أنت متابع جيد للدوري الإنجليزي الممتاز
برعاية باركليز
وما زلت لا أفهم مثلًا
كيف تحب الدوري وتكره باركليز؟
لماذا تحترم ليفربول
وتعشق الأرسنال
تكره مانشستر بنادييه
ثم تفرح كل هذا الفرح
بلقب ليستر التاريخي المفاجئ
في الحلم لا أجيب
أكتفي بابتسامة كاذبة
وأقول لنفسي
لم تقل شئيًا عن الحزن
لن تفهم
كيف يسحرني شعار مثل (أبدًا لن تسير وحدك)
ولا كم هو أصيل لدي
عشق الهزائم الرائعة
فشلي في حب مدينة خانت توقعات ماركس
ولا لماذا فرحت
حين انتصر الفقراء؟
هي لا تعرف أشياء كثيرة
ليس أقلها
أيهما أكثر فداحة
أثر العمر أم الحزن
ولا كيف يمكن وصف
حسرة القادمين من مقاعد البدلاء
حين يعجزون عن تغيير النتيجة
17
(الصورة والأبعاد في المرآة ليست حقيقية)
العبارة المكتوبة بعربية رديئة في مرآة السيارة
إشارة الميدان لا تزال متوقفةً
خلفه شاب كثير الالتفات
كمن يبحث عن حبيبة محتملة
صوت الأطفال من العربة عن يمينه
تبدو كأسرة سعيدة
عن يساره
عاشقان لا يكترثان بالعالم
والعجوز في السيارة الأمامية
يلقي بسيجارة أخرى لم تكتمل
يسعل كثيرًا
يسب أكثر
وهو يدعو ألا يموت الآن
ينظر للميدان
يسرح في صورة أخرى
كانت الناس تحتلها لا العربات
يقرأ عبارة المرآة ثانية
بابتسامة غاضبة ويتمتم:
وماذا عن خارج المرآة أيها الحمقى!
تعليقات
إرسال تعليق