القائمة الرئيسية

الصفحات

ما وراء الفتنة / مختارات من شعر ليلى يونس

 

 ما وراء الفتنة 

مختارات من شعر ليلى يونس


 

 

أنا ضائعة

 

أريد أن أتكوّر
في عش القصب
فوق كتفك
دون أن تحبني
دون قصائد
دون أعين تقطر جليداً...
أحلم أن أنسى
أن ليلى هذه.
التي عشقها الكثيرون
وما رحِمها أحد
هي أنا.

 

 

ما وراء الفتنة


نبت العشب عند بابي
تصوّر !!
و كل قِطط المدينة تعرف الآن كيف تقفز مِن على أسواري
في الليل يقيمون جوقة
يتغازلون..
يتضاجعون..
يتقاتلون..
وآخر الأمر يغيبون..
لِـتبقى القطة الشقراء أعلى الشجرة وحيدة
تنادي بأسمائهم
خيباتهم
فوضاهم
وأغانيهم المفضلة
حين لا يجيبون تبكي قليلا، تتنكر في جلد ذئبة وتهرب جهة الجبل. يلاحقها كِلاب القرية كلهم
واللعنة.

 

 
أحكي لك 
 
همسكَ يُرقِّع القروح
على جلدي ينساب حفيفك
سأحكي لك:
كيف كان ماء الوحش يتفجر داخِلي ليلاً حتى يلتصق بجدار قلبي
يبتسم حين يقوم
دون النظرِ الي يقول : "هذه المرّة سيعيش"
أصرخ في وجه الله : اقتلْ لدغة الثعبان الذي في داخلي
في الصباح يستجيب لي الرب
فيتسايلون
دما على فخدي..
أبكي قليلا ثم اشعر بالسكينة.
الوحش يعرف الحزن جيِّدا
ويحاول مجددا
الان تهبّ انت بأصابع نحيلة
العسل في عينيك يذكرني بأمي الاولى
اِحكي لي: كيف أنقذتني؟ دون أن تنال منك الطعنة؟
وكيف استطاعت اوراقي الذابلة منحك اليقين؟!!
لم أكن اريد أذيّة أحد ..أنا كنت في الهاوية
فهل يحاسَب غريق لأنه قتل مُنقِذه؟!
وهل تذكر الشجرة أصلها حين تلتهمها النار؟!!
كنا ضحايا أو معتدين
الله وحده يمكنه أن يقيس سعة الخراب
الله وحده يعلم ما حدث
 
 
أعاني من قصيدة متأزمة ترفض أن تولد
 
 
طريق الصمت طويل .. كفكرة قديمة ذبلت على ذراعي وما سقاها أحد
" من يشتهي عشيقاً يعود جهة الضوء " هذا ما قال أبي..
.
ليلي أنيق .. وطفلة مسحت أنفها بثوبي يوما .. تحولت كلبا .. ثم ذئبا .. ثم شيطانا يلون ظهري بالسواد
كنت وردة ليلك لولا أصابعكم .. ذبل الورد وأعلنـّا الحداد
.
(أشتهي عشيقا.. يميل على حريري.. يزرع بأصابعه رعشة الماء على كفي .. أشربه كلـّه أسقيه عذابا لذيذ المنتهى ..أكون ليله .. نهاره والفكرة الضاربة بين جوانب روحه و لا يفلتها أبدا.)
"أنت ملكة ولا أحد سواك يعتلي أسوار القصيدة" هذا ما قال إبني لمواساتي ..
.
ارتطم ظلي بقاع البئر وأنا أحاول أن أدرك . حقيقة البوح .. وقسوة الشكوك
للعصافير سماء شاحبة
"ولا تعود لغصنها أبدا" .. هذا ما قال حبيبي
.
كل حب الدنيا يمطر في داخلي
أنا الكتب المصفوفة في الغرفة الخلفيـّة .. يأكلني الانتظار
أنا الضوء الخافت بين ستائر بيتك .. خجلى أذوب
أنا النبتة التي قاومت حتى الآن .. أموت عطشا .. متى آخر مرّة سقيتني ؟
ومن هناك حين ينغرز بي شوكي أسأل .. هل ستعانقني ؟
أنا العالم البائس الجميل .. هل ستضمني وتصمت : سبع دقائق وثماني عشر ثانية ؟ كما تفعل عادة ؟
.
أصفّ الأوجاع في الركن الذي بات فارغا من درجي
كنت أخبئ به أشعارك
مذا فعلت بي .
أنا الطفلة التي ماتت في قلبك
ومازالت تـربي الشوك وترعاك.
 
 
 
 بين فمي والعدم
 
الآن أستطيع ان أحزَن.
أغوص في الغياب كسمكة
أثقب شفتي بالنار
كي تكف عن اللّهفة
وترديد اسمك
يسحبني خيط في داخلي..
بين فمي والعدم
لم أعرف شيئا أكثر إتساعا من "وِحدة"
تلتهِمـُني. كتِمساح وحشي..
...
طاهرة كما في البدء
لعابك فوق جِلدي جريمة
لكن أخبرني
كيف لاِمرأة تلبس جلد (ذيبة)
وتنام في العراء
أن تومن بيوسفها
وكيف له ..
وسط هذا الخراب
أن يعود !
 
 
 
صرخة 
 
منتصف الليل
يشرق جسدي
ليشعل فتيل الغواية
أسفل المخدة صرختي
ساكنة في تخوم اللغة
منتصف الليل
أتحول شيطانا ريشه زهري.
يتثاقل المجيء
يتسارع النفَس
ملهوفا على لذة
الأبواب 
عناق باطش
و ضياع
الفجر
الجسد يستفيق أولا
يتصبب حنينه
دافئا .. متكاثف البياض
ظفائر جسد
و أصابع تكتب شعرا
بصوت مدفون الإيقاع
الفجر
شعري مبتل
يجمعني كقطن
يشكلني أنثى
أرفع المخدة
لأحرر صرختي.
 
 
 
عضّة من جسد اللهفة
 
 
تسكُب بي لهفتك
تصير وحشاً يقفز فوق جلدي
بريء أنت
بقلب طفل ويدي رجل
مفاتيح جسدي كلمات
" فكم قصيدةً كتبتَ من أجلي؟ "
...
تريدني راكدة كبركة من قبول!!
مشلولةَ النوايا
"في فمي حديث"
"وفي فمك سرب قُبلٍ
أضاع طريقه فحزنتَ؟"
أيحزن الرّجال أمامَ فرسٍ ثائرة
وجبل من كبرياء!؟
أشرَب شوقي نبيذاً معتّقاً
وأكفّ عن الرّغبة
عن الانتظار
عن التّوثب
عن الانتصاب
...
ألتفتُ فأرى قلبك معلقاً هناك
نسيتَه في بقعة الدم.
أمرّر عليه لساني أوّلا..
يقطر بعسل الحديث
أعضّ منه قليلا
ينزف بالحب..
يكسِر أقفالي
قفلاً قفلاً...
ألتهِمه كاملاً
وأذوب كاملةً
لصوتِه حينَ
يُصيِّرُني أنثى
يعيث فسادًا بمفاتِني
أستسلِم له وأنسى..
أنسى تماماً
أني اِنتظرتُكَ اللّيلة.
 

قد يعجبك ايضا

تعليقات