أميركا بعد ألف سنة
آلن غينسبرغ
ترجمة: أحمد عمر شاهين
سيذكر الناس أميركا كبلد صغير مقرف،
وردة شوكية غرسها بستانيون صفر
في بيت زجاجي.
وسيذكرون الرئيس ماو رئيس المليون نسمة،
بكل سياساته، كرجل عجوز مهم وعملاق.
وسيذكرون نيكسون كرجل رزي،
ميكانيكي مهلوس نظيف ومتخصص،
على جزيرته الصناعية.
الأرض تدور، الملاحم علي ألسنة مهجورة،
صيادون يروون حكايات الجزيرة،
كل السيارات قد صدأت،
والأشجار في كل مكان.
ريح صرصر تصر،
شواشي شجر القنب تتمايل على نافذة،
صرخة ذعر في الحديقة،
البقرة بيسي طليقة عند الذرة
ودانكي الصغير تعزف أجراسها مصغية لصوت ديلان الجهير،
ترقص في غرفة المعيشة،
التيار الكهربائي يتلاشى من بطاريات المرعى،
كراسي تنقل إلي الطابق الأسفل،
وأصوات من المطبخ،
ورائحة غليان تفاح وطماطم علي الموقد.
خلف خن الدجاج، قذارة تتطاير مع الجاروف،
ساعة بعد ساعة، ستكون هناك حفرة كبيرة غدا.
المحرر ينام في سريره،
انتهت أعمال الصباح الخفيفة،
عقارب الساعة تتجه نحو الظهر،
تحيي ذكرى خنزير بشاهد قبر وممرات،
أوراق رسائل تقبع هادئة
على مكاتب كثيرة.
كتب في كل مكان: الكابالا، شذرات لاهوت، ما هانيرفانا، هيفاجرا تانتراس، بوهيم بليك وزوهار، وجيتا وسوماميذا،
واحد يقرأ، وآخر يطبخ، وثالث يحفر أساس حظيرة خنازير، ورابع يطارد بقرة خارج حوض خضر، وخامس يغني ويرقص، وسادس يكتب في مفكرة، وسابع يلعب مع البط، وثامن صامت تماما، وتاسع يلتقط الكمان، والعاشر يحرك صخوراً كبيرة.
دوارة الرياح تمر بسرعة،
الأشجار تنتفض عاصفة،
وأحمر لون شجرة قيقب عند أطراف الغابة،
وكتاكيت تستحم بالتراب قرب جدار المنزل،
وأرنب عند السياج يحني أنفه لحفنة ذرة، وذبابة تحط على حافة نافذة،
وبيلي المربوط بطرف سلسلة طويلة،
يرسم دائرة في العشب عند السور، أقترب منه،
فيقف ساكنا وعصا حمراء طويلة
تمتد منتفضة بين ساقيه الخلفيتين،
يتدفق منها الماء لدقيقة،
فيحني رأسه إلي أسفل وينظر،
يلعق بوله المندلق بخيط رفيع،
وذلك هو سبب رائحته التي تشبه رائحة الجدي،
يرفع رأسه الطويل ويصهل.
وحين اتجهت، نازلا، إلى غيضة الصفصاف
لأرى العجلة ذات الأيام الثلاثة،
فرشها العشب الطويل فروها بني مبتل،
تقف أمها، وأنفها مغطى بمئات من الذئاب،
البئر ملآنة،
المضخة التي ترفع الماء أعلى التل، بالضغط الهيدروليكي فاضت
من الجاذبية،
يمكن تشغيلها الآن،
ويتدفق الماء في صنبور حوض المطبخ.
بعض الليالي في حقيبة نوم،
صراصير الحقول تحيط المراعي الندية بالصرير
نجوم فضية تتلألأ في سماء سوداء،
أنام وأنا أصغي وأشاهد
حتى تغلق العينان.
قد يعجبك ايضا
تعليقات
إرسال تعليق