بروميثيوس
يوهان فولفجانج جوته
ترجمة : عبد الوهاب الشيخ
لبِّد سماءك يا زيوس
بضباب الغيوم
وتمرَّن مثل الغلام
الذي يحصد رؤوس الأشواك ،
على السنديان وأعالي الجبال .
ينبغي رغم ذاك
أن تدع لي أرضي قائمة ،
وكوخي الذي ما بنيته ،
وموقدي
الذي تحسدني
على وهجه .
إنني لا أعرف شيئًا أكثر بؤسًا
منكم تحت الشمس ، أيتها الآلهة !
إنكم تغذُّون جلالكم
بصورة محزنة
على ضرائب الأضحيات
وأنفاس المصلين
ولو لم يكن الأطفال والشحاذون
حمقى مفعمين بالأمل ،
لعانيتم الفاقة.
عندما كنت طفلًا
لا أعرف من أين وإلى أين ،
وليت عيني التائهة
صوب الشمس ، كما لو كانت هناك
أذنٌ بأعلى تنصت إلى شكايتي ،
وقلب مثل قلبي ،
يشفق على من هم في ضيق .
من الذي أعانني
على مجون التيتان❤ ؟
من الذي أنقذني من الموت ،
من العبودية ؟
ألم تنجز كل شيء بنفسك ،
أيها القلب القدسي المتوهج ؟
ألم تشعل أيها المخدوع ،
ذو الشباب والبراءة نيران الشكر
على نجاتك للنائم هناك في الأعالي ؟
أنا أُجلُّك ؟ لماذا ؟
هل خفَّفتَ آلام
مَنْ ثقلت أحماله ؟
هل سكَّنتَ دموع
المكروب ؟
أليس الزمان كلي ُّ القدرة
والقدر الأزلي ،
سيّداي وسيّداك ،
هما اللذان صاغا مني رجلًا ؟
أتخيلت أنني ينبغي
أن أكره الحياة ،
وأفر إلى الصحارى ،
لأن جميع أحلامي الزهرية
لم تنضج ؟
ها هنا أجلس ، أُشكِّلُ بشرًا
على صورتي ،
سلالةً ، تكون شبيهة بي ،
لتعاني وتبكي ،
تهنأ وتفرح ،
ولا تبالي بك ،
كما أصنع أنا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
❤ التيتان أسرة من العمالقة حكمت الأرض قبل آلهة الأوليمب وفق الأسطورة الإغريقية ، وبروميثيوس واحد منهم .
تعليقات
إرسال تعليق