القائمة الرئيسية

الصفحات

الفانون (مختارات من شعر هانس ماجنوس إنسنسبرجر) / ترجمة : عبد الوهاب الشيخ

 

الفانون
( مختارات من شعر هانس ماجنوس إنسنسبرجر )

ترجمة : عبد الوهاب الشيخ


الفانون - هانس ماجنوس انسنسبرجر- ترجمة : عبد الوهاب الشيخ



ولد الشاعر الألماني الكبير هانس ماجنوس انسنسبرجر علم 1929 في كاوفبيورن ويعيش في ميونيخ . في سن الثان الثانية والثلاثين فاز بجائزة بوشنر ، وهو معروف الآن ليس فقط من أبرز المواهب الألمانية الخلاقة في مجال الشعر وكتابة المقالات ، ولكن أيضا كمترجم وناشر ومؤسس صحيفة ، ومحلل للشؤون السياسية المعاصرة ، يتمتع بقدرة تحريضية عالية ونفوذ واسع بين القراء . ومن أهم مجموعاته الشعرية : 

  • دفاع عن الذئاب 1957
  • كتابة العميان 1960
  • موسيقى المستقبل 1991
  • كشك السجائر 1995



قائمة طعام

في أصيل لا جدوى منه ،
أرى اليوم في منزلي 
عبر باب المطلخ المفتوح
إبريق لبن .. رف بصل
طبقًا تأكل فيه القطط
وعلى المائدة برقية
لم أقرأها .
في متحف بأمستردام 
رأيت في صورة قديمة 
غبر باب المطبخ المفتوح
إبريق لبن .. سلة خبز
طبقًا تأكل فيه القطط 
وعلى المائدة خطاب .
لم أقرأه .في منتجع صيفي على نهر موسكو 
رأيت لأسابيع قليلة 
عبر باب المطبخ المفتوح
سلة خبز .. رف بصل 
طبقًا تأكل فيه القطط
وعلى المائدة الصحيفة
لم أقرأها .
عبر باب المطبخ المفتوح 
أرى لبنًا مُرَاقًا
حروب ثلاثة عشر عامًا 
تدمع على رف البصل
صواريخ مضادة للصواريخ
سلال خبز .
حروب طبقات .
ويسارًا أسفل الزاوية
أرى طبقًا تأكل فيه القطط .


بيتٌ ناءٍ
(إلى جونتر آيش)

حين أصحو
يصمت المنزل،
تصخب العصافير فحسب .
لا أرى من النافذة
أحدًا . هنا
لا يمر أيّ شارع .
لا أسلاك في السماء
ولا أسلاك في الأرض
وفي هدوء يقع كل ما هو حي
تحت البلطة .
أضع الماء .
أقطع خبزي
في جزع أضغط
على الزر الأحمر 
في الراديو الترانزيستور الصغير .
( أزمة في الكاريبي .. يغسل
أكثر بياضًا ... 
على استعداد للتضحية .. في المرتبة الثالثة ..
That's the way I love you
تتزايد أهمية التصنيع بشدة ... )
لا أمسك البلطة 
لا أكسر الجهاز قطعًا .
صوت الذعر
يطمئنني ، إنه يقول : 
مازلنا على قيد الحياة .
المنزل صامت .
لا أعرف كيف تُنْصَب الفخاخ
وتُصنَع الفأس من الحجر الصوان ،
عندما يصدأ النصل
الأخير .


الفانون 
( إلى نيللي زاخس)

ليست الأرض هي التي ابتلعتهم . هل كان الهواء ؟
عديدون هم كالرمال ، لكن رملًا 
لم يصيروا ، وإنماء هباء . جموعهم
قد نُسِيَتْ . متتابعون يدًا في يد ،
كالدقائق . أكثر منا ، 
لكنهم بلا تذكارات . غير مسجلين ، 
ولا يمكن قراءتهم في الغبار ، وإنما 
تلاشت أسماؤهم وملاعقهم وبواطن أقدامهم .
لا يصيبنا الندم لأجلهم ، لا أحد يمكنه 
تذكرهم . هل وُلدوا ،
فرُّوا ، ماتوا ؟ ولم يصبحوا 
بعد مفتقَدين ، بلا نقاط ضعف 
هو العالم ، غير أنه متعلق 
بما ليس يسكنه ، 
بأولئك الفانين ، إنهم في كل مكان .
بدون الغائبين ، لن يكون شيء هنا .
بدون الفارين ، لن يكون شيء ثابتًا .
بدون المنسيين ، لاشيء أكيد .
الفانون عادلون .
هكذا نفنى نحن أيضًا .



أزهار الأسفوديل

أمر عجيب ، مازال الغنوصي 
في الطابق الرابع 
مستيقظًا . 
يضرب ويضرب
على أنابيب التدفئة .
من أمام النافذة تلاشت
الدهماء ، والآن 
يبدأ الثلج أيضًا في التساقط .
في المدينة كلها 
لا توجد أربطة للأحذية .
ونيران المدفع الرشاش خفتت
في حي البنوك .
لكن مازال هناك 
زهرتا أسفوديل داخل الثلاجة ،
للطوارئ .

________________________________________

زهور الأسفوديل هي الأزهار التي تنمو في العالم السفلي (هاديس) وفقًا للأسطورة الإغريقية .

تعليقات