بقاءٌ في التغيُّر
يوهان فولفجانج فون جوته
ترجمة : عبد الوهاب الشيخ
لو أمكنني أن أقبضَ على هذه النعمة الباكرة ،
آهٍ ، لساعة واحدة فقط ،
بَيْدَ أن الريح الغربية الدافئة
تثيرُ وابلًا من الزهر.
أينبغي أن أفرح بالخثضْرة
التي أَدينُ بالظل لها فحسب ؟
سرعان ما ستبدِّدها العاصفةُ أيضًا
حين تَنْتثرُ في الخريف مُصْفرَّة .
لذا إذا طالتْ يدُك الفاكهة
فلتأخُذْ نصيبَك منها دون إبطاء !
من تلك البادئة في النُضْج
والأخرى الطالعة بعد ،
فإن واديك الرؤوم ذاته يتغيَّر
بفعل كل زخَّةٍ ماطرة ،
آهٍ ، وفي نفس النهر
لن تسبحَ مرةً ثانية .
أنت نفسك الآن ! ما كان ينتصبُ أمامك
في صلابةِ الصخر ،
أسوارٌ وقصور تراها دائمًا
بعينٍ أخرى .
لقد تلاشتْ الشفةُ
التي فيما مضى كانت تلتذُّ بالقُبَل
والقدمُ التي قارنتْ نفسها
بالوعل الجريء فوق الجَرْف .
إن تلك اليد التي تحركتْ بخفةٍ وسرور
لتصوغَ على نحوٍ جيِّد ،
هي واحدةٌ أخرى تمامًا الآن .
وما يدعو نفسه الآن
في كل موضعٍ باسمك ،
كموجةٍ قد أتى إلى هنا ،
وكموجة سوف ينحلُّ سريعًا إلى عنصره .
دعْ البداية والنهاية
يتقلصا إلى نقطةٍ واحدة !
وبخفةٍ أكبر من الأشياء
حلِّق بعيدًا !
ولتحمَدْ لآلهات الفن رعايتهن
التي تُبشِّر بالخلود :
المضمونَ في صدرك
والشكلَ في ذهنك .
تعليقات
إرسال تعليق