أعطني وجهك يا غريب
مختارات من شعر لولا رينولدز
1
أعطني وجهك يا غريب
قبل أن
يبتلعه البحر هو الآخر
أعطنيهِ
قبل أن يلامسه المطرُ
كما يلامس مقعداً آخرَ منسياً ...
أيلول فصل التساقط
كل تلك الأوراقِ الجثث
تتساقط في ذاكرتي
فأعطني وجهك
ياسمينةً
بيضاءَ
بيضاءَ
في ساحةٍ يأكلها الموت .
2
كلّما قبّلتكَ امرأة
مات طفل!
كلّما دسّت أخرى أناملها بين أناملك
ابتلع البحرُ مدينة.
كان الدّرج طويلًا حين أمسكتَ بيدي
ونزولي
يشبه الحرب في شوارعنا...
أرحل كثيرًا
كلّما نظرتُ إلى وجهك
وشعرتُ بالوحدة
*
لأنّي لا أربّي الطيور تحت جلدي
ولا أفتح قوارير عطري للموتى
لأنّي لا أعرف أن أستعمل أناملي
سوى لأعدّ عليها احتمالات مجيئك
عليك أن تطمئنّ
عليك أن تطمئنّ كثيرًا
كما لو أنّك أصلح الصالحين
في يوم القيامة...
أطرافي ما عادت تصادفني.
أمشي على المواسم،
على الأيام، على الوقت
ولا أصلْ!
المسافة اختيار
لأنّي لستُ حرّة
شفاهي بقيتْ شفاه
لا طائرة ورقيّة
تطير لتقبّلك.
يا الله
ليتني بلاطة على هذا الحائط
بلاطة رماديّة بطيئة
لا ليل يعنّفها ولا نهار تخاف منه
بلاطة رماديّة بطيئة
فقط.
*
كنتُ إذا نظرتُ إليك
ينجو محارب من الموت
وإذا أطلْتُ النّظر أكثر
تتوقّف الحرب تمامًا.
يا أب كلّ الأشياء الجميلة
يا لحظة تطأُ أقدامي طراوة العشب
يا النفَس الدّاخل
والنفَس الخارج منّي
يا الماء في الماء!
إنّي أفتقدك
أدخلُ غرفة الملابس وأبحث عن ثوبٍ يُخفي
نقصكَ على جلدي
ولا أجِدْ
ولا أجدْ مجدّدًا وأُعيد: إنّي أفتقدك!
ميلك من جسدي
طيب
ضعيف
وناقص
كطفلِ العائلة المدلّل ومسَّه مرض!
يا اعتصار قلبي
يا الجميل في وجهي
إنّي أفتقد وجهك
الصمت هنا
يبلّل الشوارع بالدّماء
يعود ويلوكها
وجلدي من دونك
يؤلمني.
3
حين أحببتك
تنازلت عن عمودي الفقري
للشمس كي تغرب هناك
حين احببتك
مسحت الشتاء عن كتفي
بشال صوتك
ماذا تعرف عن الحب
سوى ما اخبرتك عنه
ماذا تعرف عن تعرق ما بعد المنتصف
أيها الجندي
انت على الارض فلا تكن كائناً غريباً
وإلا
سوف يأتي ظل ما ويلتصق بقدميك
يستعير جسدك
وربما اسمك ايضاً
ويأخذ جسدي
تركت قلبي على الشاطىء
للنوارس
واكتفت ذاكرتي
ببعض دعسات هنا
وهناك
علينا ان نتكسَّر كثيراً
قبل ان نلتحم .
4
أيتها الطمأنينة
خصصي لنا صبحاً واحداً لا يشوبه شيء
غرفةً صغيرة بأثاثٍ هزيلٍ ليس يهم
طاولةً ومفكرة لا غير
نحن الشعراء المساكين
نحن الذين يقدمون لحروبهم وردة لترحل
ولا ترحل
ايتها الطمأنينة الخجولة تعالي
لا عواء هنا فلا تخافي
لا أقفال في الأبواب
ولا أبواب
مرّي
توقفي
تمددي
لساعة للحظة
لجدار من دون وقت
أيتها المعجزة
نحن احق بك من العصافير.
5
هذا ليس نفقاً
انه طريق ليس إلا
لكن لأننا جبناء نسميه نفق
وهذه الشجرة
لا ظل لها
ليس لأن الشمس لا تراها
هي فقط هكذا
نمت وعاشت دون ظل
لأننا نحب الرغي
نسأل عن ظلها
وهذا
هذا ليس موتاً
إنه فراق عادي
لأننا شعراء
والعتمة تسيل لعابنا
نختنق دائماً أمامه
*
تركت أشياء أحبها ورائي
كَبرَتْ من دوني في ذاكرتها
وأتيت الى أشياء لا أحبها
وها أنا
أكبر وحدي
وتكبر وحيدة معي ذاكرتي
إني حتماً سوف أموت
وكفي مفتوحة
*
لم أعد أكتب ما يؤلمني
صرت أحضر له الشاي
أعطيه مكاني على الكنبة
أنظر اليه ب حب
وأترك الغرفة
6
كل شيء سيعود الى طبيعته
كل شيء سيكون بخير
تقول يد أمي
وهي تربت على كتفي من فضاء آخر
*
البحر يبدو ضعيفاً حين لا ريح تعبره
الخبز لا ينضج من دون نار
لم تأت هذا المساء
لكني اشمك
وأطراف أناملي لا تكذب
*
اعدت ترتيب بيتي
على يدي الكثير من الوقت
أحبه هكذا كما الآن
ب كنبة وحيدة تتسع لإمراة وحيدة
*
النوافذ
أحدهم لم يحمل السر جيداً
الكلمات
أخوات النوافذ
*
الشمس على الورق
لا تحرق
يا لها من معجزة
رسومات الاطفال
*
الليل لا ينتهي
تراه يسلينا
ام
يتمرن مثلنا على الفقدان
7
أخاف على اتزاني
في الدقيقة ما قبل الأخيرة
في المخاض أخاف الا أصلي
في السفر ما قبل الوداع
في الرحيل الا أعرف كيف يُفتح الباب
دع خوفي جانباً
هل تساءلت مرةً
لماذا تعصف الدنيا كلما تنافرنا
الحمل الأخير مات مختنقاً بعقله
لم أقتله
تأكدت فقط انه صار صالحاً للأكل
دع ذلك أيضاً جانباً وقل لي
هل ترتفع حرارتك
هل تراك الألوان
أم أن أحدهم قد قبع ظلك من جسدك وصرتَ
صبياً ضائعاً
يخيفني الليل قبل وصوله
أصير خفاشاً
الى أن يتم
في جلدي الأسود
حكايا لا تعرف عنها شيئاً
أحملها بهدوء
وأتحول
إحترق الحقل تماماً
الفكرة وحدها تمر عبر الدخان
تصل كعوبي
حبّات ندى
سنموت وحيدين حتماً
حين نموت
8
لا استطيع رؤية السماء من هذه الغرفة
إنهم يحجبون النافذة بلوحة عن الطبيعة
وأظنهم
يسممون طعامنا كي لا نرى الشمس
الوقت يمضي بقسوة النقطة بعد النقطة
يا صبر أبي وقد قصوه بالمشرط
علي أن أصل أول النهار
أول النهار فقط والخطى خلف بابي بليدة
يا حبيبي بين نجمتين
الطقس في اللوحة يبدو جميلاً إنما
كيف حال الطقس في قلبك
أظنني سوف أكتفي باللوحة
طعم فمي مر
وتحت أظافري تراب
يا حبيبي بين نقطتين
إن دمي نظيف تماماً كما ساحة بيتك
تعال
تعال ليركض الوقت
العب قليلاً
حضر القهوة ام الشاي
واسقِ لو سمحت زهوري
9
يأتي طعم الحزن في الفم
مرّاً كالتراب
ناشفاً
كقصيدة في ساحة الموت
تصِلني الصور من بلادي
ناقصة اعين
زائدة دموع
والمسافة بين الإلتفاتة والأخرى
كثير من "الآه "
الآه العالقة في البحر ما بيننا
في الرسائل ما بيننا
في دقات قلبي
التي
صرت احسبها
دعسات تقترب من بابي
الى ان يموت الباب
اللغة
ما لا نستطيع ان نقول
وأصابعنا
دائماً خائنة
10
أخرج الى مشهد ٍ أبيض
أبيض منك
وكأنكما في سباق
الثلج
بالرغم من قساوته
أهات تترنح بين يدي
نعاس مهمل
احتضار بطيء
حزن
ويا لحزنه المشبع ب السقم
يظن الرجال انهم يعرفون الطريق دائماً
أنا
أميل الى الثلج
أنحني عليه
أعطيه وردة
وفي قلبي
صلاة
11
أنا داخل الضوء
حيث كل شي مشفَّر
واحد اثنان
ألف باء
ثم قبلة
أنا داخل كل شي
عيناه على صدري
وصدري على جناحين من حديد
وعيني
على يد تموج في خيالي
كالقصيدة في مجازها
كالراحل
في الرحيل
هذه الفوضى
حيث الشفة السفلى من الفم في الأيقونة
ناقصة
حيث القرية في جنوب البلاد ناقصة
حيث أنا في قلبي
ناقصة
هذه الفوضى التي تخترقني مع كل
"تصبحين على خير" مع كل
"الآن أنا اكثر "
هدهدة ليل
قصة ما قبل النوم
ترنيمة موت صغير
أعرفه جيدًا
وتعرفه.
12
أحياناً
أضع اللغة جانباً
أنظر عميقاً في عينيك
وأسأل
من أخذ قلبك
لمن أعطيته
هل يطعمه صبحاً ومساءً
كما تفعل الطيور مع صغارها
كما يفعل النهر مع صغاره
أحياناً أود لو أمسح المسافة بيننا
وأقترب منك قليلاً
ليصير كتفي على بعد شعرة من رأسك
هكذا بكل بساطة
بعيداً عن الشعر واللغة والمجاز
عاشقان أبلهان
لا أقدام لنا
ولا يعرف اي منا اين قلبه
لقد جفت يدي
أحياناً
لم لا تمسك بيدي
تدور المروحة فوق رأسي
أتذكر كيف أقرر أن أنساك في الصباح
تدور
أتذكر كيف أستعيدك في الليل
المروحة فوق رأسي
أنت و دورة دمي
هكذا
تدورون بكل بساطة
دون حاجة للشعر
دون حاجة للغة
دون حاجة للمراوغة
13
كنتَ تعلم .
لقد أخبرتك قبل أن تطلع الشمس
كل ما بي وما سوف يكون
كنت تعلم
إني أعطيت السراب جلدي
أن سماءنا واحدة
وجرحنا واحد
لكن أصواتنا مختلفة
كنتَ تعلم
إني أمتد من هنا الى آخر الأشياء
وجذوري تسحلني من هنا الى جنوب الجهات
رغم أن جسدي حر
و أن لا كلمة لي على دموعي
أمشي الآن
على ما تركته الحروب خلفها وإنك تعلم
قلب هنا ذراع هناك
وما بينهما
إطار يحمل ضحكة
لا تاريخ ولادة لها
لها فقط
بعض المربعات تتكيء عليها
وقميص قطني
مئة بالمئة .
14
كنتَ تعلم .
لقد أخبرتك قبل أن تطلع الشمس
كل ما بي وما سوف يكون
كنت تعلم
إني أعطيت السراب جلدي
أن سماءنا واحدة
وجرحنا واحد
لكن أصواتنا مختلفة
كنتَ تعلم
إني أمتد من هنا الى آخر الأشياء
وجذوري تسحلني من هنا الى جنوب الجهات
رغم أن جسدي حر
و أن لا كلمة لي على دموعي
أمشي الآن
على ما تركته الحروب خلفها وإنك تعلم
قلب هنا ذراع هناك
وما بينهما
إطار يحمل ضحكة
لا تاريخ ولادة لها
لها فقط
بعض المربعات تتكيء عليها
وقميص قطني
مئة بالمئة .
15
يا رنَّة الحب بين الساعة والساعة
عن أي صوت تتحدث
إني أعرف ما تُحدثه يدك اليمنى قبل اليسرى
ولا تدري ما يُحدث من ضجيج صدري
وتظنني شاعرة
وأكتب عن البحر والغيم والعين
وأنا لا أفعل في السر سوى إني
أتقطَّر من صمتي
يا أجمل من أحبت عيناي
يصير قلبي قلبين حين أفكر بك
العالم يستثنيني من خرابه
والورود تنمو على أطرافي بثقة
وكأنها تعرف
إني لن أتركها تموت .
تعليقات
إرسال تعليق