القائمة الرئيسية

الصفحات

هامش يومي / مختارات من شعر ثامر جاسم

 

هامش يومي

مختارات من شعر ثامر جاسم


هامش يومي - ثامر جاسم - بيت النص


البيت


غير بيت لم يكن لنا
من حجرتين قلبي وقلبك
وزجاجي شفيف جميل سياج الهوى
وكنا نزرع الاطفال ليلا في عيون النجوم
وصبحا في المناقير الصغيرة للطيور
وكنا وكنا،، وكنا
ولكنا اختلفنا فعدنا
من بواقي الليل نزرع غابات الضباب
وفي الصبح غيماته البكائية
وحين انكسر السور بأحجار الالسن
تداعت حجرتا بيتنا
كل واحدة باتجاه!!


تأبط وقتاً


بين نقطة الباء باء البداية و نقطة النون نون النهاية
أنا لست حوذياً جهير الصوت والسوط
ولا رائدا لأية قافلة،، أو قبيلة
فوق مئزري الوحيد.. قضى كل حاجاته.. كلها
وعن عسس عينيه استترت لائذاً عائذاً بلا أوراق توت
قيل فاسقا و شاذا وزنّاءً كان بامتياز،،
العام الذي مضى
وقيل زنيما كما الاسياد
سخيا بهيا مع العبيد
عبيد الكار.. كار أربطة الحرير المنقطة الأنيقة والأحذية اللامعة.. كار الصنعة اللعينة.. وقيل عنه وقيل
قيل العمر عامان
عام تحجر،، عام تفجر
عام ينفّض ظل عام،، بهذا الشخير وهذا الصفير وهذا العجيج
ولاشيء لي غير هذي الحروف بهذا الضجيج
حروف أقامت ونامت والبعض قامت وقامت غير أبهة تقول
للموت للميلاد بين نون النهاية وباء البداية
قرىً تستبيح الان ذاكرتي وتمضي
صبايا تصيرن في رِدّة العمر أشجاراً،، في رياح الفصول
قرىً اوجزت ـ مذ صباحاتهاـ كثرة القيل واستراحت في اديم الطلول
قرىً،،
في مسرب الظل ضلت وظلت
قرىً،،
عن أهاليها تخلت
قرى،،
أعجفت واستذلت
قرى،، لا أماسيها
قرى،، لا أواسيها
قرى،، لا أدانيهــا
قرى،، لا أناديهــا
قرىً...لا أسمّيهـا قرى


المدن المكتظة


المدن المكتظة
بالعيون وبالألسن
وبأكفّ تأخذ،، وتعطي بطمع حذِر
بأمل لا ينتهي..
بملابس زركشهتا الغواية أو كيد تجمّلٍ باستتار
حتى الفيلسوف.. حتى بائعة الخبز على رصيف العوَز
كلهم يمرون باستعراض وإن هو يختلف،، في طريقة التقديم
وحدها النتيجة واحدة
وحدها القبور ذكرى فقط
في المدن المكتظة
وحده الشاعر ينظر عريه في مراياه... لا تستره الحروف المنمقة وإن شاء...
لا يستره غير وجه طفولي كم تمنى ان تكونيه
عجيبة هي المدن المكتظة
عجيب هو الشاعر في توحده..
عجيبة انت في تفردك..
وعجيبة هي المدن المكتظة..
المدن المكتظة عيدان ثقابٍ،، تحتضنها علبُ كبريت..


حارسُ بحرٍ..حارسُ ليلْ

 
لأن البحر يكتب كل يوم ويمحو
فصول رائعة بحر همنغوي،،
ويغرق من شخوصها القلة كل حينٍ
ما يشاء... وبلا اكتراث
لأن الشواطيء لا تعبأ بأَقدام صياد نحيل
أيقظ الحارس فنار المراكب التائهةِ
ثم نام ..
ولأني أحرس البحر ليلاً وبعينين فقط
وأعد النجوم المتساقطة كل ليلٍ عليه
كـ (وليمة متنقلة)*..
..وأعد كل لؤلؤة وحضن محار
ولأني ،،لا أجيد إحتضان ثلوج كليمنجارو ليلاً
أحيك الحروف ،،بعين أراغون إلزا
أو حتى بعين أعمى بنت تاشفين
وأجهش بالسؤال
سؤال قديم كلما فر منه حرفٌ
تأبط نرجسة الكلام
أعود أحضن ما تبقى من نجومٍ
،،هناك
و تبقينَ في آخر الكون نجمة ً تومضين وحدك
و روحي فراشةُ نارٍ تفر اليكِ لتحترق .



تدوينات هامش يومي


وعدت صباحا من البازار
صباح نصف جميل
نصف أنيق
تلامس أصابعه الواجهات الساكنة والوجوه
صباح نصف أنيق وثمة شارات مرور
ثمة معابر وأناس يهرعون بكماماتهم لاقتناص الخضرة والفاكهة الطازجة
وأنا ودراجتي ورجلي التي أتعبتها الرطوبة،، أرى بعينيّ أي بائعة أو أي بائع كلمة بويرُن أي تفضل
كل مجيء أبحث عن شيء محدد
لست للفرجة هنا وكذلك هم الجميع
قصة الآدمي ومنذ الخليقة نصف أمانه بتأمينه للقوت
شارع بمسارين تندلق من مرتفعه حديقة حتى محطة الترام
أكشاك متراصة مؤقتة في البازار
يوم بأسبوع يحمل اسم الثلاثاء
بازار تسي
منافسة تشتد بْعَيد الغروب.. أسعار تتناقص قبيل الاغلاق
ذاك مأمل ذوي الدخول المتوسطة والأقل
الأناس المقتدرون فرصهم تختلف
لهم أسواقهم ومولاتهم
مميزون بمشيتهم وهيئتهم الطاووسية ووقار التمكن ولمعان الوجوه
الأمر هنا يختلف في البازار
الجميع يعرفون الجميع والجميع متكلون ومتكئون على ما سيكون
لا ترى بطاقات الدفع الائتمانية ولا الكاشيرات الأنيقات ولا صمتهن المحسوب احتراما لآذان الأناس المقتدرين
هنا ثمة صانعة خبز لحست الأيام نصف نضارة وجهها وأفاء عليها السخام بما تبقى من مكارم، تدعوك بابتسامة باهتة للشراء شراء حتى لو خبزة واحدة،، وهناك ابنة أحدهم تبدو جامعية تساعد العائلة على البيع وهناك بائع يصيح ويوحي بأن ما لديه متفوق الجودة وموثوق
بائع مسرع بفرز البضاعة ذكرني بقول أستاذنا الجامعي قبل أمد بعيد ( إن الفرز والتدريج من مقومات التسويق الزراعي الناجح)
عدت أدراجي لمقاعد الدراسة وأحلامنا ببناء مستقبل كريم بوطن أكرم
عدت من البازار حين تذكرت ما فعلته بنا وبلداننا كوارث الحروب وسفسطة الساسة الجهلة السراق وأنا اقول ليتني بائع خضرة بسيط أرى الصباح لائقا أنيقا ولا أراه نصف لائق و نصف أنيق


قد يكون البحر نافذتي ومتكأي الاخير


هارب مما يتلاشى
أسِم اللحظة وسم قزح
أجادل عن عاشقَين قبلي
/لآخر قطرة..
من
دم الغيم/
كقارورة
ثملت من نبيذ كان فيها
ولم تصح للآن،،
كلا...
وأنت تميدين سنبلة في سماءِ يتيم
من قال إنك إذ تعيدين رقص الحقول-
لا تعيدين رقص النوارس حول ملح الاشرعة
؟!
أنت والبحر..
توأمان
وَ....
قد يكون البحرنافذتي....
ومتكأي الاخير


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*(وليمة متنقلة) هي رواية لـ همنغوي

تعليقات