القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث الموضوعات [LastPost]

قصائد إيروتيكية 

هدى عمران 

 

قصائد إيروتيكية  - هدى عمران - بيت النص


أريد التشبث بك،
لتصبح خلاصي
حررني من نفسي
من شياطيني وملائكتي
في النوم،
لحظة التسليم للعالم المجهول
في الحب،
الذي التهم روحي
امسكني،
في متحف أو على السرير
لا يهم
اخلع دأبي الفاني نحو الحياة
نحو الجنون.


 

أنسجك من خيالي لتأتي
لا أريد النوم معك،
لا أريد تقبيلك
لا أريد جسدك
أريد يدك النحيلة وهي تمتد إليّ مرتجفة
صوتك الذكوري الرقيق
أرق من صوتي الأنثوي
أريد الخطورة التي نتجنبها عندما نتلاقى
فأقابلك كأنك غريب
وتقابلني بعين زائغة
أريد الإنكار الذي بداخلك
لأريقه أمامك
أريد منادمتك
أن تحل روحي في بدنك
فلا تعود تعرف نفسك من بعدي. 

 

 

أريدُ منادمتك
النساء أيضا تستطيع
بأرواحها القديمة
بقلوبها المنسوجة من أعمار صعبة
بتاريخ العنف الذي نمنا فيه
بأصواتنا التي لن تنساها
في الغابة الموحشة التي بداخلك
وسط الخوف الذي يسكنك كلما لاقيتني
بين الظلام الحاد،
فوق العشب الجاف
فتبرق عيناي كقط متوحش
يريد أكل فريسته،
لكني لن آكلك
سأنضجك في قدرٍ كبير من الغرابة
حتى تكبر
وأتركك،
في لحظة تتمناني فيها ولا تجدني.


 

دخولي معك
في بيوت حقيرة
لننام معًا
على فراش غريب
في وضح النهار
في السر عشتُ معك
وكأنها ذكرياتي التي ليست لي سواها
وكأنني عبرت البحر لأموت بين يديك راضية
لو أعرف لمَ هذه الرغبات تعبر بنا فوق الحياة والموت
ممددة كأعشابٍ تحتنا
لتحولنا لحيوانين جميلين
لنفرغ ذاكرتنا وكل أفكارنا الكبيرة
ويبقى النسيان وحده أكلًا شهيًا
في ممالك موغلة أنسى
في عواطف صاخبة ومحزنة أنسى
في رائحة الموت الصغير الوشيك أنسى
ويبقى الجسد مرتعًا أصيلًا للحياة
أنا هنا في جسدي
وأنت كذلك هنا فيّ. 


 

الحب الذي أهدرته
داخل قلوبٍ رخيصة
على أسرّة لا تعرف الحنان
والأغاني التي غنيتُها بسذاجة
لن تتوقف في الزمن
ستعود لأرض الذكريات
وتتحول إلى وحوش صغيرة
وحوش نهاشة في الصدر
وحوش نهاشة في العينين
وحوش مريعة ستأكلني وتكسوني.
لأصير ثوبًا طويلًا من الألم.
البسني يا لحم حبيبي قبل أن أصير وهمْ. 


 

جمالي الذابل على الفرش الوثير
ورأسي الراكض في دنيا مريعة
وجسدي النابض بين يديك النحيلتين
يتحول لعالمٍ فج
لمخلوقات أخرى تخرج مني وتتفرق،
ووجهي المنحوت بالعنف والرغبة والألم
هذا الوجه المتعدد،
الطامح لكل متعة عابرة،
كل شيء،
استسلم على هذا السرير
لروحٍ ستظل غريبة عني.
إني أكبر في العُمر
وروحي تعرف طريقها إلى الموت
كأنها استوت في ليال طويلة
نضجت في شوارع أخرى
لم أعرفها يومًا.
كنتُ لا بد،
أن أمر من كل هذا الظلام
لأعرف،
كم أنا عمياء؟!


 

نمنا سويًا على سرير ٍ في العراء
يدي في يده
وعظامي عارية
تفتتها الريح كلما تحركتُ إلى اليمين
لأرى وجهه
وجهه في الظلام ثعلب
روحه أيضًا ثعلب مغرور وداهية
أيها الإنسان المِسكين !
يا رُوحي المعذبة المُرّة تجوب العالم
بكل عاطفية وبرود لم تعوزي سوى الصورة
غريبان نائمان على سرير طائر
منفلت في الرياح
"بين القمر والثريا"
وكنا نسمع الأغاني ونقرأ قصيدة لرامبو
- رامبو تاجر العبيد
- رامبو الشاعر الضائع في الصحراء
محموم وساخن يسكبه الموت في بلاد ليست بلاده
وأنتِ أيتها المجنونة البائسة
ترعين في أرض الأحلام
في أرواح الآخرين
تهربين من شبحٍ خارج البيت
وتقولين أنا رامبو بهذه الكآبة في العينين
مسكين فيرلين، أعرف كيف عذبه بهذا الجمال الغريب.
لكني أضحك وأتذكر النوم.
وبعد سنين أصنع الذكرى
من بعد النسيان الذي أكلني
وأقول إن الحب نوم الغريب على كتف الغريب
معذب من الرغبة
التي ترقد في القاع كأنها صخور راكدة
صخور كبيرة وثقيلة
معلقة للأبد في قلبي
رغم هذا الفراغ الشاسع
رغم أن الإنسان للإنسان.

 

 

تعليقات