لن أساعد الزلزال
أحمد بركات
حَذِرٌ، كأني أحمل في كفي الوردة التي توبخ العالم
قلب شاعر في حاجة قصوى إلى لغة
والأسطح القليلة المتبقية من خراب البارحة
حَذِرٌ، أخطو كأني ذاهب على خط نزاع
وكأن معي رسائل لجنود
وراية جديدة لمعسكر جديد
بينما الثواني التي تأتي من الوراء تقصف العمر
هكذا..
بكثافة الرماد
معدن الحروب الأولى
تصوغ الثواني صحراءها الحقيقية
وأنا حَذِرٌ، أخطو نحوكم وكأن السحب الأخيرة تحملني
أمطارها الأخيرة
ربما يكون الماء سؤالا حقيقيا
وعليّ أن أجيب بلهجة العطش
ربما حتى أصل إلى القرى المعلقة في شموس طفولتكم
عليّ أن أجتاز هذا الجسر الأخير وأن أتعلم السهر مع أقمار
مقبلة من ليال مقبلة حتى أشيخ
وأنا أجتاز هذا الجسر الأخير
هل أستطيع أن أقول بصراحتي الكاذبة: لست حذرا لأنني
أعرفكم واحدا واحدا؟
لكن، أين أخبئ هذه الأرض الجديدة التي تتكون في عين التلميذ؟
وماذا سيقول المعلم
إذا سأله النهر؟
حَذِرٌ، ألوح من بعيد
لأعوام بعيدة
وأعرف ـ بالبداهة ـ أنني عما قريب سأذهب مع الأشياء
التي تبحث عن أسمائها فوق سماء أجمل ولن أساعد الزلزال!
فقط، سأقف لحظة أخرى
تحت ساعة الميدان الكبيرة
هناك العربات تمر بطيئة
كأنها تسير في حلم
هناك قطع الغيم في الفضاء
لا تشبه سرب طائرات خائفة
هناك امرأة تقترب من الخامسة مساء تنتظرني
سأذهب عما قريب
دون أن أعرف لماذا الآن أشبّه الحب بكتاب التاريخ
أحب
أحيانا أتوزع قبائل تتناحر على بلاد وهمية
أحيانا أضيع
ولكنني دائما أحمل في كفي الوردة التي توبخ العالم.
تعليقات
إرسال تعليق