لم يزَلْ مقعَدي مثلما كان قبلَ شهورٍ من الحربِ ،
ضاقَ قليلاً ،
ولكنه لم يزَلْ مثلما كانَ ،
وصدى الجلَساتِ القديمه .
أتيتُ لكي أتفقّدَ بيتي ،
جلَستُ وأصغيتُ ،
(والحربُ لم تنتَهِ)
ارتعشَتْ جلستي ،
وتناهى إلى مسمعي همسُ كلّ الزوايا التي شعرَتْ بي .
خيوطُ العناكبِ في بعضِها التمعَتْ ،
كشموسٍ تقاومُ في البردِ ،
أقربُ نافذةٍ خفقَتْ ،
أخبرَتْني بأنّ النوافذَ ظلَّت سليمه .
زجاجُ النوافذِ لم يتحطَّمْ ،
ولكنه بات أعشى ،
علاهُ الغبارُ فصار له نظَرٌ قاصرٌ .
لم أشأْ أن أعاينَ مكتبتي ،
فهْي تفهَمُ هجْري لها ،
وهْي أعقَلُ من أن تعاتبَني .
لم أشأْ أن أرى الشُرُفاتِ ،
ومنها التي كنتُ أوثِرُها ،
فهْي تُشْرِفُ أكثرَ من غيرها ،
ربما غيَّرتْ بعضَ عاداتِها ،
فغدَتْ تتوجّسُ من كلّ ما يتراءى لها ،
ربما هي ترغبُ عن كلّ ما يتطايرُ في أٌفُقٍ
كان من قبلُ يهفو إليها .
جلستُ وأصغيتُ ،
(والحربُ لم تنتَهِ)
ارتعشتْ نظرتي ،
لم أخَفْ ،
إنما الخوفُ حولي ، وفي مقعدي .
حين قُمْتُ ، شعَرتُ بهِ خائفاً مُجْهَدا .
هو يعرفُ أني سأمضي ،
وأتركُ في الحربِ لي مقعَدا .
(٨ - ١ - ٢٠٢٤)
تعليقات
إرسال تعليق